أكد دكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن ما أعلنه المعهد السويسرى عن وجود مادة البولونيوم فى أغراض الرئيس الراحل ياسر عرفات أمر لافت للنظر ويستوجب تجنيد الطاقات العلمية والجنائية لبحثه، لافتا إلى إنشاء لجنة فى الجامعة برئاسة نائب الأمين العام أحمد بن حلى وعضوية الأمين المساعد لشؤون فلسطين محمد صبيح، ومدير الإدارة القانوينة لجمع المعلومات لبحث ملابسات عملية اغتيال الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات.
وأوضح العربى فى افتتاح أعمال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين والمخصصة لبحث هذه القضية أن الأمر قد يحتاج فى نهاية المطاف إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية، لافتا الى أن الاجتماع تم بناء على طلب من الجمهورية التونسية التى سوف تتقدم بمقترحات محددة لمناقشتها وعرض نتائجها على وزراء الخارجية لاستصدار قرار بشأنها.
وشدد العربى على أنه رغم مرور 8 سنوات على هذه القضية إلا أنها لازالت حية، مشيرا إلى أن هناك سياسة متبعة من جانب إسرائيل فى تصفية القيادات الفلسطينية، لذا فإن الموضوع يجب بحثه بأسلوب علمى دقيق.
ومن جانبها أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن إسرائيل تحاول التنصل من مسئولية اغتيال الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، وذلك فى المذكرة التى قدمتها الأمانة العامة لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين والذى يعقد اليوم، لبحث ملابسات اغتيال عرفات.
وقالت الجامعة العربية فى المذكرة، إن إسرائيل تحاول التنصل من المسؤولية حول هذا الموضوع، والتى جاء فى سياقها تصريح رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو فى بيان له عندما قال إن الاتهام الذى وجه إلى إسرائيل بشأن اغتيال عرفات هو عديم الأساس وعار عن الصحة.
واستعرضت النتائج التى توصل إليها، معهد "رادييشين فيزيكس" فى لوزان بسويسرا للعينات التى تم أخذها من بعض المتعلقات الشخصية للرئيس ياسر عرفات، والتى أظهرت العثور على كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم المشعة فى تلك الأغراض.
وقالت الجامعة العربية، إن مادة البولونيوم تم اكتشافها عام 1898 على يد العالمة البولندية مارى كورى، وهو معدن سام مشع، ويصدر البولونيوم طاقة هائلة، حيث يمكن بجرام واحد منه أن يسخن تلقائيا لحوالى 500 درجة مئوية، والبولونيوم لا يشكل خطرا على الإنسان ما دام خارج الجسم، لكن ابتلاعه او استنشاقه أو حقنه فإنه يكون مميتا ببطء.
وتطرقت مذكرة الجامعة إلى شهادة الدكتور تيسير التميمى قاضى قضاة فلسطين السابق، والذى كان قريبا من الرئيس الراحل فى مرضه ورافقه فى العلاج بفرنسا وقام بتغسليه وتكفينه، والذى أكد بأنه أثناء تغسيل جثمان الراحل كان الجثمان ينزف دما من رأسه وجسده رغم مرور 4 ساعات على الوفاة، وأن هناك بقع حمراء وزرقاء فى جسده، وأنه طلب شريط لاصق من المستشفى لمنع تدفق الدم.
الجامعة العربية تتهم إسرائيل بالتنصل من اغتيال عرفات
الثلاثاء، 17 يوليو 2012 02:19 م