ألمانيا تحتفل بالجامعة الألمانية بالقاهرة فى مسقط رأس آينشتاين.. رئيس مجلس الأمناء يعلن إنشاء فرع للجامعة فى برلين فبراير المقبل.. هيئة التبادل العلمى تؤكد استمرار التعاون والمنح الدراسية بعد الثورة

الثلاثاء، 17 يوليو 2012 11:45 ص
ألمانيا تحتفل بالجامعة الألمانية بالقاهرة فى مسقط رأس آينشتاين.. رئيس مجلس الأمناء يعلن إنشاء فرع للجامعة فى برلين فبراير المقبل.. هيئة التبادل العلمى تؤكد استمرار التعاون والمنح الدراسية بعد الثورة الاحتفال بمرور 10 سنوات علي إنشاء الجامعة الألمانية بالقاهرة
نقلا عن اليومى- عادل السنهورى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


ألمانيا لن تتوقف عن دعم مصر فى مجالات التعليم والبحث العلمى بعد ثورة 25 يناير.. هذا ما أكد عليه أساتذة جامعات وخبراء تعليم ومسؤولون فى هيئات ومؤسسات علمية وتعليمية ألمانية خلال الاحتفال بمرور 10 سنوات على إنشاء الجامعة الألمانية بالقاهرة الذى جاء مختلفا ومميزا هذا العام، حيث جرى الاحتفال فى ولاية بادن فيرتمبرج فى جنوب غرب ألمانيا تحديدا فى جامعة شتوتجارت الشريك الأكبر فى الجامعة الألمانية وجامعة أولم الواقعة على نهر الدانوب.

الهيئة الألمانية للتبادل العلمى إحدى الجهات الداعمة للجامعة الألمانية أعلنت على لسان الدكتورة دوريتا رولاند الأمين العام للهيئة التى تمثل الجامعات والهيئات والاتحادات الطلابية فى ألمانيا تخصيص منح دراسية لنحو 900 طالب مصرى سنويا فى ألمانيا، إضافة إلى إرسال حوالى 276 طالبا ألمانيا إلى مصر أيضا، معتبرة أن الجامعة الألمانية بالقاهرة تلعب دورا حيويا ومهما فى مجال التعاون العلمى والتعليمى بين البلدين منذ إنشائها، وقالت إن الحكومة الألمانية قررت عقب ثورات الربيع العربى فى مصر وتونس دعم التحول الديمقراطى فى البلدين من خلال مشروعات وبرامج وشراكات جديدة فى مجال التعليم والبحث العلمى والحفاظ على الآثار بالتعاون مع الجامعات المصرية، مؤكدة أن هدف تلك البرامج هو تحسين جودة التعليم ومواكبته لاحتياجات سوق العمل، وإقامة أبحاث حول الطاقة الجديدة والمياه.

ويقدر حجم المنح الدراسية التى قدمتها الهيئة للطلاب المصريين فى العام الماضى بنحو 8 ملايين يورو -حوالى 60 مليون جنيه- ومن المتوقع، حسب الدكتورة رولاند، أن تزيد تلك المنح مع زيادة حجم التعاون بين الهيئة الألمانية للتبادل العلمى والجامعات المصرية، حيث إن التعاون مع مصر لم يتأثر بسبب المتغيرات والظروف السياسية الحالية، فهناك مشاريع بحثية كثيرة تنفذ حاليا مع مصر فى مجال التلوث والمياه والصرف الصحى وتخطيط المدن والبيئة وعلوم الزراعة.

الاهتمام بالتعليم والبحث العلمى فى مصر وبالجامعة الألمانية فى القاهرة والتفاؤل بمستقبل التحول الديمقراطى بعد ثورة يناير عكسه الاحتفاء والاحتفال الكبير بمناسبة مرور 10 سنوات على إنشاء الجامعة الألمانية والذى أقيم يوم الخميس الماضى بجامعة أولم -والمدينة هى مسقط رأس العالم الفيزيائى الشهير ألبرت آينشتاين- بحضور رؤساء وعمداء وأساتذة جامعتى شتوتجارت وأولم والجامعة الألمانية بالقاهرة وعمدة مدينة أولم وسكرتير عام الهيئة الألمانية للتبادل العلمى ووزير العلوم والبحث والفنون السابق فى ولاية بادن، حيث تم تكريم المؤسسين والشركاء فى الجامعة من الجانب الألمانى بإهدائهم لوحات من حجر رشيد، إضافة إلى تكريم الأساتذة والعاملين بالجامعة فى القاهرة.

الاحتفالية حملت مفاجأة كشف عنها الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، وصاحب فكرة إنشائها، حيث تقرر رسميا افتتاح فرع للجامعة فى العاصمة الألمانية برلين فى شهر فبراير المقبل، على أن تبدأ الدراسة للطلاب فيها فى أكتوبر العام الجارى، كما أنه يدرس حاليا تنظيم زيارات دراسية لطلاب الجامعة إلى ألمانيا وتحديدا إلى جامعة شتوتجارت بحيث يمكن لكل طلاب الجامعة التمتع بهذه الزيارات التى قد تستمر لفصل دراسى كامل.

خلال الحفل قال الدكتور أشرف منصور إن الاحتفال بمرور عشرة أعوام على إنشاء الجامعة الألمانية له مذاق خاص لأنه يأتى بعد عمل ومجهود كبير لإنشاء تلك الجامعة، وبعد تلك السنوات على الجميع أن يفخر بالإنجازات التى تحققت، حيث يبلغ عدد الطلاب الآن 8 آلاف طالب وطالبة منهم 744 طالبا وطالبة فى البكالوريوس والماجستير والدكتوراة %55 منهم من الإناث و%45 من الذكور، وتقدم الجامعة 71 برنامجا دراسيا، ومتوسط درجات القبول بها يبلغ %95. وأوضح الدكتور أشرف أن الجامعة تهتم بالطلاب المتفوقين فى الثانوية العامة بدرجاتها وليس على القدرة المالية فقط، حيث حصل %57 من طلاب الجامعة منذ إنشائها وحتى العام الماضى على منح دراسية بقيمة 44 مليون يورو، كما أن %21 من طلبة الجامعة أنهوا مشروع دراستهم فى ألمانيا وأكثر من %15 من الطلاب، حصلوا على فرص تدريب أيضا فى ألمانيا، وتخرج فى الجامعة حتى العام الماضى 4500 طالب ويعمل بها 1450 موظفا و544 أكاديميا، لافتا إلى أنه يسعى لشراكة استراتيجية مع قطاع الصناعة الألمانى لإنشاء مجمع صناعى بحثى فى الحرم الجامعى بالقاهرة.

واعتبر ألكسندر فيتزينج عمدة مدينة أولم فى كلمته أن الجامعة الألمانية بالقاهرة ساهمت فى تحويل أولم إلى مدينة عالمية، وتحدثت الدكتورة دوريتا رولاند نيابة عن وزير البحث العلمى فى الحكومة الفيدرالية، حيث أكدت أن الجامعة الألمانية أهم مشروع علمى خارج ألمانيا وأنها تدعم التعاون العلمى مع مصر.

وقال الدكتور بيتر فرانكينبرج وزير العلوم والبحث العلمى السابق إن الجامعة تستطيع من خلال التطورات التى تحدث فى مصر أن تسهم فى التغيير الحالى فى مجال التعليم والبحث العلمى مثلما ساهم وشارك شبابها فى الثورة فى ميدان التحرير.

وأكد الدكتور كارل جواكيم رئيس جامعة أولم أن الجامعة الألمانية هى أكبر جامعة خارج ألمانيا وهى نموذج ناجح جدا وليس هناك جامعة فى مصر أفضل منها.

الاحتفال بالجامعة الألمانية كان فرصة للوفد الإعلامى المصاحب للاحتفالية بزيارة جامعة شتوتجارت التى تحمل اسم عاصمة ولاية بادن فيرتمبرج، ويرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1829 ويبلغ عدد طلابها 22 ألف طالب، %20 من الطلاب الأجانب من نحو 120 دولة وتعد أقدم جامعة لدراسة العلوم التكنولوجية فى العالم، وتضم الجامعة 10 كليات تركز فى دراستها على علوم تكنولوجيا المعلومات والطاقة والهندسة والعلوم الطبيعية، بما فيها علوم الفضاء والعلوم الإنسانية والإعلام والاقتصاد.

وشتوتجارت عاصمة بادن تعد من المراكز الصناعية المهمة ليس فى ألمانيا فقط وإنما فى أوروبا، خاصة فى الصناعات التكنولوجية الحديثة، وهى مقر للشركات الصناعية الكبرى مثل ديملركرايسلر ومرسيدس وبورشة وأودى وآى بى إم، بالإضافة إلى عدد من مصانع النسيج والأدوات الصناعية ويبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة.

ويقول الدكتور ديتر فريتش الرئيس السابق للجامعة إن بادن فرتنبرج تعد من أقوى ولايات ألمانيا الاتحادية، ويغلب عليها الطابع التكنولوجى كون %25 من عمالة أوروبا التكنولوجية فى شتوتجارت، ويتم استثمار 4 و8 من 10 بالمائة من إجمالى الناتج القومى فى التكنولوجيا والبحث العلمى، ولذا تعد شتوتجارت ثانى مدينة فى أوروبا وأكبر نسبة صادرات فى ألمانيا وتبلغ العائدات السنوية للجامعة 380 مليون يورو، أى حوالى 2،8 مليار جنيه منها32 مليون يورو من الحكومة و52 مليون يورو من قطاع الصناعة بالولاية لدعم البحث العلمى، و29 مليون يورو من الهيئة العلمية الألمانية، ويوضح د.فريتش أن%65 من الطلاب يدرسون العلوم الهندسية و13 الاقتصاد والإدارة و%11 يدرسون العلوم الإنسانية. يوجد فى ولاية بادن 9 جامعات وتعد الجامعة الألمانية بالقاهرة بمثابة أهم مشروع تعليمى خارج ألمانيا وامتدادا للجامعات الألمانية، خاصة جامعة شتوتجارت فى مصر.

وقال الدكتور فريتش إن شتوتجارت ليست مدينة علم وتكنولوجيا فقط، وإنما أيضا بها ثقافة مثل فرقة باليه شتوتجارت وأكبر حديقة نباتات وحديقة حيوان، كما بها قصور ملوك ألمانيا السابقين وعدة متاحف منها متحف مرسيدس.

وذكر حين تحدث إليه الأستاذ الدكتور أشرف منصور عن فكرة إنشاء الجامعة الألمانية عام 2001، أنه لم يكن قد مضى على توليه منصب رئيس جامعة شتوتجارت سوى أربعة أشهر وانبهر بالفكرة وبأسلوب عرض الدكتور أشرف منصور لها حتى إنه شعر وكأنه انتقل إليه فيروس حماس إنشاء الجامعة الألمانية بالقاهرة فبدأ مشوار إقناع زملائه الأساتذة بالجامعة الذين اقتنعوا بعد مجهود منه ومن دكتور منصور، ثم تحمسوا وصارت شتوتجرت ومازالت وستظل شريكا مخلصا للجامعة الألمانية بالقاهرة.

سألت الدكتور فريتش عن مستقبل التعليم والبحث العلمى فى مصر، وكيف يمكن أن يشارك القطاع الصناعى فى الدعم، كما هو الحال فى ألمانيا، فنصح بضرورة تحليل للواقع التعليمى واحتياجاته والصناعات والتكنولوجيا التى تحتاجها مصر فى المرحلة الحالية ودعوة أصحاب الأعمال والصناعيين والباحثين لمناقشة تلك الاحتياجات، فما ينقص مصر هو التدريب العلمى فى مجال الحرف المهنية، ونصح بالتعليم المزدوج بين التعليم والتدريب المهنى فى الورش، وأعرب عن تفاؤله تجاه فرص مصر فى التحول الديمقراطى، ويرى أن ما يحدث الآن من صراع سياسى ومجتمعى أمر طبيعى بعد ثورة يناير وأن مصر مؤهلة للتحول الديمقراطى السليم من أجل النهضة والتقدم، ويؤكد أن هناك فرصة جيدة للتقدم فى مجال التعليم والبحث العلمى وألمانيا سوف تدعم بشدة فى مجال التعليم والبحث العلمى فى مصر. ورحب الدكتور مانفرد بروث نائب رئيس الجامعة لشؤون التخطيط والهيكلة بالوفد وعبر عن فخره بالجامعة الألمانية وما أحرزته من تقدم، موضحا أن الطلاب المصريين الذين يدرسون فى الجامعة لديهم بنية تعليمية قوية.









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة