بالأمس القريب رأيت على صفحات المواقع الإلكترونية صورة لمسلم يحترق فى وسط النهار فى شوارع بورما بيد البوذين وعباد البقر الهنود فأفزعنى المشهد، وهالنى تصويره، وكأننى فى حلم به كابوس مخيف، فعركت عينى فوجدت نفسى مستيقظاً، ولست فى نوم، قلت إذا كان هذا حقيقة- وهو كذلك- فالنائم والغافل عن هؤلاء المسلمين فى بورما هو أمة المليار ونصف الموحدة تلك الأمة التى تشغل نفسها هذه الأيام بالاستعداد للشهر الكريم بالمسلسلات، والفوازير والأفلام. وتنسى مهمتها فى نصرة هؤلاء الإخوان. إن المسلمين فى كل مكان عليهم مسئولية دينية وأخوية كاملة تجاه هؤلاء الضعفاء، إذا لم يستيقظوا من سكرتهم، وترتفع أصواتهم من أجل هؤلاء فسوف يعمهم الله بعذاب من عنده.
أين ترجمة حديث النبى: المؤمن للمؤمن كالبنيان؟ أين الأمة التى هى كالجسد الواحد؟ أين شعوب المسلمين وأصواتهم طالما غفل القادة والرؤساء؟ أين الاحتجاج إن لم يكن بالسيوف فعلى الأقل بالكتابات والمقالات؟ أين الجمعيات والمؤسسات الخيرية إن لم توجد الجهادية؟
إن أمة الإسلام إذا سكت أبناؤها عما يدور فى بورما مع إخوانهم من قتل وتشريد وإحراق من البوذيين وعباد البقر، فالعاقبة عندهم وسيؤكلون من أعدائهم واحداً تلو الآخر، ويقول كل فرد منهم: لقد أكلت يوم أن أكل الثور الأبيض. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
إن جميع التعليقات التى رأيتها من الإخوة تحت صورة المسلم الذى يحرق فى بورما هى الحسبنة (حسبنا الله ونعم الوكيل) وهذه لا بأس بها، لكن هل اتخذنا الأسباب من تناصر لهؤلاء قبل الحسبنة، أم أن ديننا دعانا أن نجلس ونتحسبن فقط، لابد من اقتراحات، لابد من وسائل توصل يد المعونة إلى هؤلاء، لابد من تحرك المواقع والصفحات والكتابة فيها للبحث عما ينقذ هؤلاء، لابد من تسليط الفضائيات على ما يقع لهؤلاء لعل القلوب تحن لهم والأيادى المتوضئة تقترب منهم. إن التحسبن يا سادة عند العجز الكلى، وعند نفاد جميع الأسباب التى أمر ربنا تعالى باتخاذها. فهل أمة المليار ونصف وصلت لذلك؟ أفيدونا أفادكم الله.
• أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر