عامل كل حلم حياته أن يعود إلى زوجته فى آخر اليوم ومعه "اليومية" تصرفها الزوجة على البيت وطفلتهما كاملة، لا يتبقى منها شيئا لأنها جنيهات معدودات، وفجأة يخبره صاحب المحل الذى يعمل به أن سيارته سرقت وأن المتهم يساومه على 10 آلاف جنيه مقابل عودتها، وما كان للعامل أن يتخطى الشخص الذى "لحم كتافه من خيره" ويحدد المتهم محافظة الفيوم لتسليمهم السيارة واستلام المبلغ بها، وتشاء الأقدار أن تمر سيارة شرطة أثناء لقائهم بالمتهم ويتم اصطحابه إلى القسم، إلا أنه يتصل بأقاربه الذين حملوا البنادق الآلية وحاصروا القسم، وما إن خرج العامل وصاحب المحل ومعهما اثنان آخران من القسم وابتعدوا عنه حتى أمطروهم بالرصاص، استقرت اثنتان منها فى جسد العامل ليصاب بشلل نصفى ويرقد فى الفراش دون مصدر رزق.
التقى "اليوم السابع" بالضحية "محمد حسين احمد" "31 سنة" الذى سرد تفاصيل الواقعة منذ أن كان يعمل فى محل لدى أحد الجيران بمنطقة البساتين، والذى عاد إليه فى أحد الأيام ليؤكد له أنه اثناء جلوسه فى أحد المطاعم بالهرم ترك سيارته فى الشارع وعند خروجه لم يجدها وحرر المحضر رقم 15230 بالواقعة وبعدها تلقى اتصالا هاتفيا من الشخص الذى سرق السيارة يساومه عليها بـ 10 آلاف جنيه مقابل ردها إليه.
وأضاف العامل أن المتهم أكد لهم أنه ذهب بالسيارة إلى محافظة الفيوم مسقط رأسه، وطلب منهم مقابلته بالقرب من بحيرة قارون، إلا أنهم عندما ذهبوا لم يجدوه ثم اتصل بهم مرة أخرى وطلب منهم الحضور إليه بالقرب من ميدان المسلة وذهبوا إليه فى المرة الثانية وبرفقتهم اثنان من أقارب صاحب المحل، فى الثامنة ليلا وبعد دقائق من الانتظار حضر اليهم شخصان يستقلان دراجة بخارية ـ المتهم وصديقه ـ وطلبوا منهم ابراز المبلغ لارشادهم على مكان وجود السيارة وأثناء عمليات التفاوض نشبت بينهم مشادات كلامية وتصادف مرور سيارة شرطة توقفت بالقرب منهم فامسكوا بالمتهم لتسليمه الى الشرطة بينما هرب صديقه بالدراجة البخارية.
وأوضح المتهم أنهم ذهبوا إلى قسم بندر الفيوم، وأكدوا لرئيس المباحث أن المتهم استولى على السيارة المرسيدس الخاصة بصاحب المحل وساوموهم على 10 آلاف جنيه، مقابل ردها، وأنهم حضروا لإعطائه المبلغ واستلام السيارة، لكن المتهم ادعى أمام المباحث أنهم اعتدوا عليه بالضرب بدون سبب، وتم احتجازه، إلا أن أقاربه تجمهروا أمام القسم حاملين البنادق الآلية ودخل شقيق المتهم القسم، وأكد لهم أنهم لن يخرجوا أحياء من الفيوم طالما اتهموا شقيقه بالاستيلاء على السيارة.
يلتقط الضحية أنفاسه ويكمل حديثه بأن الضباط خرجوا إلى المتهمين وأقنعوهم بفض اعتصامهم من أمام القسم، حيث كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة فجرا، وطلب الضباط منهم الخروج من القسم وأنهم سيؤمنون خروجهم حتى الوصول إلى القاهرة، لافتا إلى أنهم خرجوا بالسيارة من القسم وأمام "بوكس" شرطة وخلفهم آخر، حتى تجاوزوا منطقة بندر الفيوم وكانوا بالقرب من طريق مصر الفيوم، حيث أكد الضباط لهم أنهم بذلك أصبحوا فى مأمن وأنهم سيعودون إلى القسم وعليهم استكمال باقى الطريق، وما هى إلا لحظات لتعترض سيارة نقل طريقهم ويخرج منها "نصف دستة" يحملون البنادق الآلية ويمطرون سيارتهم بالرصاص من كل اتجاه، حيث كان صوت الأعيرة النارية يهتك الصمت الذى خيم على المنطقة بأكملها، حتى اضطر صاحب المحل وأحد أقاربه بالقفز فى إحدى الترع هربا من الموت، بينما أصيب العامل بطلق نارى فى الكتف وآخر فى العمود الفقرى تسبب له فى شلل نصفى بالإضافة إلى شلل فى أطراف أصابع الأيدى، وتم نقله للمستشفى ليلازم الفراش دون وجود أى دخل يكفل زوجته وطفلته الصغيرة التى لا يتخطى عمرها الثلاث سنوات، طالبا مساعدة الرئيس محمد مرسى لتوفير العلاج اللازم له والقصاص من المتهمين.