قال الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار، إن الأزهر عانى كمؤسسة طوال عقود النظام السابق من تراجع دوره التاريخى، والآن وبعد مرور عام على نجاح الثورة المصرية برز دوره كمؤسسة وطنية جامعة تطلق المبادرات، وتوحد الجهود، وتحل الخلافات من أجل استقرار الوطن.
وأكد فى محاضرته بالموسم الثقافى لمدن البعوث الإسلامية، أن الأزهر يمارس دورًا وطنيًّا معروفًا تاريخيًّا وحضاريًّا ولا يمارس السياسة، فأبوابه مفتوحة لكل أبناء الوطن، ولا ينحاز لأى فصيل سياسى أو دينى على حساب آخر، وليس طرفًا فى أى معادلة سياسية أيًّا كانت، والحقيقة أنه عندما تُستضعف مصر يُستضعف الأزهر ويصيبه ما يصيبها، لأننى أومن بأن الأزهر أخو القاهرة التوأم، والتوأمان غالبًا يصيب أحدهما ما يصيب الآخر، فإذا كانت مصر كلها قد أصابها الخلل فإن الأزهر قد تسرب إليه بدرجة ما، من هذا الخلل، ككل المؤسسات المصرية، لأنه لا يعيش فى كوكب آخر منعزلاً، بل يعيش على الأرض.
وأردف قائلاً: "من الإنصاف أن نؤكد أنه كان دائمًا فى الأزهر عقول تدرك مواطن الخلل، وكانت مستعدة للإصلاح، وعندما أتتها الفرصة المناسبة بوصول الدكتور "أحمد الطيب" إلى مشيخة الأزهر، انطلق قطار الإصلاح بدءًا بالتعليم الأزهرى وتطويره، وتكثيف الحوار الجاد بين الإسلاميين وغيرهم من التيارات، وعندما أتت تلك المعجزة الإلهية، بل هذا القدَر الإلهى، وهو الثورة المصرية، نهض الأزهر بسرعة، ووضع كفه فى كف القاهرة، وفى كف شعب مصر، وبدأ يستمد قوته من قوة مصر الجديدة، ومصر أيضًا استفادت وستستفيد من قوة الأزهر، لأنه بيتها ومرجعها وأسرتها التاريخية العريقة.
وفى ختام المحاضرة تم توزيع الجوائز على الطلاب الفائزين فى الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية والدينية، بحضور السيد الجهلان رئيس قطاع مدن البعوث الإسلامية، وشريف يوسف مدير عام فرع مدن البعوث بالإسكندرية، وخالد حامد مدير عام الشئون المالية والإدارية.
"عزب": الأزهر لا ينحاز لأى فصيل سياسى أو دينى على حساب آخر
الإثنين، 16 يوليو 2012 03:31 م