وليد طوغان

حد يقولو حاجة !

الإثنين، 16 يوليو 2012 11:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تدوينات الدكتور البرادعى على تويتر مفخخة. كتب أول أمس حلولاً للأزمة السياسية. كالعادة نظريات، جمل مطاطة، يمكن أن يقولها أى رجل طيب بالشارع، من على المقهى، أو من مطعم حاتى على أطراف العشوائيات.

نظريات فى نظريات، يتصور الدكتور أن فى تغريداته حلولاً. يريد إيهامنا بذلك.مع انها مليئة بصور عبده مشتاق، وبينوكيو شخصية الأطفال الكرتونية. يطول أنفه ويقصر حسب الظروف.

بدأ الدكتور تويتات أمس بنصيحة: تكاتفوا وانسوا الخلافات. قال: ثقوا فى بعضكم حتى لا تشتعل البلاد. كلام جميل، لكن المثل يقول: كان حمام نفع نفسه. مثل آخر: على بقك يبان يا نداغ اللبان. لو كانت خالية من الهوى، لكان البرادعى أولى بتطبيق نظريات البرادعى. أول من يشارك، وقتما دُعى للمشاركة. أول من يبدأ العمل، عندما حان وقت العمل.

أولى الناس بنصائح البرادعى.. البرادعى نفسه. لم نره طَبق ما يدعو إليه. لم نسمع تركه التشكيك، وتعطيل المراكب السايرة، ووضع العقدة فى المنشار.

لماذا يتمسك المحيطون بالدكتور، بأن لدى الدكتور قدرة تهز جبال. وتنقل هضبة المقطم من مكانها؟ على أى أساس.. وبأى أمارة؟

لم يعطنا البرادعى أمارة ولا رمانا بحتة من قطرة، نفتح بها المندل. فنكتشف المستخبى.. ونعرف الغيب.
اختزل تويتر البرادعى حل أزمة الدستورية والرئيس فى اجتماع ثلاثى. الرئيس والمجلس العسكرى والقضاة. عاد مرة أخرى للحديث عن التوافق. ونصح الجميع بالثقة فى الجميع.

غريبة، الدكتور أول من رفض الثقة أكثر من مرة. رفض التوافق فى أكثر من مناسبة. إن لم يكن خطأ، الدكتور كان أول من قال: يا مجلس رئاسى برئاستى.. يا بلاش.

ما معنى حل أزمة دستورية انتهك فيها الرئيس القانون باجتماع ثلاثى؟ أحكام القانون لا تفّعل من على المصاطب. تنفيذ أحكام القضاء لا يتأتى بقعدات العرب. حل الأزمات الدستورية.. يبدأ من اكتساب الأحكام القضائية شرعيتها بمجرد صدورها. الأحكام القضائية الابتدائية مرآة للحقيقة فما بالك بالدستورية.

تغير البرادعى، مع أن بعضهم لا يدرك.. وآخرون لا يصدقون. القانون الذى نادى البرادعى بتطبيقه من على تويتر خلال حكم الرئيس السابق، كان يجب أن يظل هو نفسه القانون الذى ينادى به البرادعى بعد سقوط الرئيس السابق. الرغبات فى المناصب، ومناورات الاشتياق لا يجب أن تؤثر فى نظريات الرموز الوطنية. لو أرادوا أن يظلوا على قوائم الرموز الوطنية.

القانون ما فيهوش زينب. لا يمكن الاستعاضة عن دولة الديمقراطية وسيادة أحكام القضاء بالمصاطب وتويتات "الهوى".. والميل والاشتياق.

تتلون تويتات البرادعى حسب الظروف. مرة فى هذا الاتجاه.. ومرة فى اتجاه ثانى. مؤخرا مسك التويتات من النص. راضى الجميع. لا هو ضد رئيس انتهك القضاء. ولا مع قضاة نادى باستقلالهم وضرورة الامتثال لأحكامهم من قبل.
لا يكف البرادعى عن تفخيخ تويتاته. ينصح بما لا يفعل. ويقول ما لا يعمل. يغير كل فترة، ألوان حساباته الإلكترونية.. ومفرداتها. نادى بالتوافق. وثقة الجميع فى الجميع. مع أنه رفض التوافق والثقة.

لما طلبوه لرئاسة الحكومة تدلل وتعلل. بصلاحيات مطلقة مرة، وبصلاحيات كاملة مرة. يحب الدكتور أن يظهر نفسه، كمن ينزع الفتيل. لكنه فى الواقع، يقترب من القنابل بخوف على وجهه.. ولم يخبئ الآخرون وجوههم.. ويصمون آذانهم. إذ بالدكتور يثبت الفتيل.. بثقة. ويعود، حكمة الزمن فى عينيه.. وتعاريج السنين على وجهه!

لم يضبط الدكتور ولو مرة متلبساً بالتوافق منذ يناير حتى الآن. مثل التوافق مثل الديمقراطية والانتخابات. نادى بانتخابات، ولم يدخلها، طالب بالديمقراطية فى عهد الرئيس السابق فاقد الشرعية، ثم طلب رئاسة مجلس رئاسى يعينه المجلس العسكرى. ولما رفضوا، وصف البرادعى المجلس العسكرى بأنه بلا شرعية!

كانت تويتاته ستختلف. لو قبل العسكرى غير الشرعى، رئاسة البرادعى لمجلس رئاسى يُفرض على المصريين.. بلا شرعية أيضاً!
مرة قالوا للدكتور: المجلس الرئاسى المعين ديكتاتورية؟ رد: عانينا ٣٠ عاماً.. فلماذا لا نجعلها ٣١!

غريب الدكتور.. المثل يقول توت لاعرفك. يعرف الدبلوماسين من حساباتهم على مواقع التواصل. بينما يعرف الرجال من قدرتهم على العمل فى المناصب حسب المتاح والظروف.

طالب الدكتور فى تويتة أمس بتأسيسية متوازنة. الجميع يطالب بتأسيسية متوازنة. حتى الاخوان الذين سيطروا على التأسيسية. طالب بتوافق وطنى.الإخوان والسلفيين أيضا نادوا بذلك، ثم عادوا ودخلوا من الأبواب الخلفية.. وبعضهم طلع من "المنور" وعلى المواسير. غير أنها مفخخة. تويتات البرادعى غريبة. بعض رموزنا الوطنية تمارس الخباثة، وادعاءات الوطنية. فى العقل غرض وفى القلب.. مرض.

اعرف مؤلف موهوم، لا يكف عن الحديث عن قدرته على الإبداع. حدث وطلبوا منه رواية. فكر قليلا. اشترط من حسابه على تويتر إصلاح أحوال الأدب فى مصر، وتطور حركة النشر فى الشرق الأوسط. وانخفاض نسبة الأمية للنصف تقريبا.. حتى ينجز.
ردوا عليه بكلمة أٓبيحة.
معهم حق.







مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

دعاء

مقال رائع جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو

متحامل كعادتك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة