وبدأ نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور حديثه معتذراً عن تغيب عدد من الممثلين عن جلسة الاستماع، خاصة بعد أن وجهت "لجنة الاستماع" الدعوة الـ 30 ممثلا وفنانا، موضحا أن السبب الأساسى انشغالهم فى الأعمال التى ستعرض خلال شهر رمضان.
وطالب نقيب الممثلين بمنع صدور أى قوانين استثنائية للسيطرة على الفكر والإبداع حتى نعيد الريادة لمصر، وإلغاء عقوبة الحبس فى مجالات الإبداع، مشددا على أن عبارات الحذف والمنع والمصادرة اختفت من قاموس العمل الفنى، ومن الممكن الاستناد إلى تصنيف الشرائح العمرية كبديل عن الرقابة، بجانب تأكيده على ضرورة الالتزام بوثيقة الأزهر فيما يخص الحقوق والحريات.
وأيد نقيب الممثلين نص المادة 49 من باب الحقوق والحريات التى تنص على أن "حرية البحث العلمى والإبداع الأدبى والفنى والثقافى حق لكل مواطن وتكفل الدولة وسائل التشريع اللازمة لتحقيق ذلك".
وشن المخرج مجدى أحمد على هجوماً حاداً على المقترح السلفى بإضافة مصطلح "السيادة لله" بدلاً من "السيادة للشعب" بنص المادة الثالثة للدستور، موجهاً حديثه لأعضاء اللجنة قائلاً "صوت الاعتدال خافت وصوت المتطرفين أعلى، تصريحات السلفيين فى الصحافة تبدو وكأنهم من يضعون الدستور وهو أمر مخيف"، معتبراً أن ما يتم هو ألاعيب متطرفة لنزع الحقوق.
وتابع "على" موجهاً حديثه للجنه برئاسة الدكتور محمد البلتاجى: "أتمنى من الوسطين عدم الاستسلام لتحالفتهم السياسية، فالدستور عقد اجتماعى"، مضيفاً أنه لا سبيل لقهر الأفكار بدعوى محاربة المجون إذ يجب أن نثق فى ذوق الجماهير.
وهنا علق الدكتور محمد البلتاجى مقرر لجنة الاقتراحات قائلاً "ما يدور داخل اللجان لا يعدو مجرد نقاشات قد يكون فيها تباين فى الآراء، وذلك أمر وارد، ولم يحدث أن كان هناك توجه أو اتجاه داخل اللجنة المعنية، فيما بتعلق باقتراح "السيادة لله".
وقال المخرج المسرحى عصام السيد إن عدم وجود مبدعين فى التأسيسية عوار، مشدداً على ضرورة تضمين الدستور الجديد نصاً بتجريم التكفير ومنع دعاوى الحسبة، والنص على حرية الإبداع والاعتقاد وممارسة الشعائر، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية كانت تتدخل فى الفن.
وقال صبرى فواز، المؤلف والممثل المسرحى، إنه إذا لم تحقق "التأسيسية" أهداف "عيش والحرية والعدالة الاجتماعية"، فإنها غير شرعية، مشددا على أن المبدعين ليسوا فئة، بل هم كل الشعب، وإن الفنان ليس ناقص الأهلية، قائلاً: "احفظوا الفن حفظكم لنفسكم.. فرقوا بين الدين والثقافة". وأكد فواز رفضه وضع رقابة، والاستعانة بتصنيف الأفلام، قائلاً: "الشعب الذى أعطيناه حق اختيار رئيسه لا يعقل أن نفرض عليه دخول الفيلم الفلانى والعكس".
من جانبها، قالت آثار الحكيم: "الفنانون ليسوا دعاة دين، وفى العالم كله هناك رقابات، وأن مسئولية الدولة لابد أن تدعم الفن الراقى، خاصة أن النظام السابق كان فاتح الباب على مصرعيه أمام بعض الأفلام الإباحية".
وأعربت الحكيم عن رفضها لأى تطرف أو هيمنة قائلة "أتمنى ألا يكون هناك حزب وطنى آخر من خلال الإخوان المسلمين"، وتابعت: "المجلس العسكرى بيده كافة الصلاحيات ونحن جميعا كقطع الشطرنج.. كفانا صراعات على السلطة السياسية، الشعب مش ناقص، نريد حريات مسئولة ونريد عيش وكرامة".
وقالت الحكيم إنها فنانة معتزلة من 4 شهور، لكنها شاركت لنقل خبراتها، مطالبة بدعم صناعة السينما وتشجيع الاستثمار فى الفن مثلما تقوم به دول أخرى فى المنطقة، مؤكدة على أن الحريات لا تجزأ، ونحن مع وثيقة الأزهر.
فيما أكد الفنان سامح الصريطى أن الفنانين هم ضمير الأمة، وأية دولة فى العالم تعتبر الفنانين والعلماء ثروة قومية يتحتم الحفاظ عليها واستثمارها، منتقداً قلة تمثيل الأدباء والفنانين فى الجمعية التأسيسية.
من جانبه، اعترض الفنان عبد العزيز مخيون على تشكيل الجمعية التأسيسية التى تقوم على المحاصصة الحزبية، مشددا على أن الدستور يصنع بالتوافق المجتمعى لا بالأغلبية، على حد قوله، مشدداً على ضرورة التأكيد على حق الفنانين فى نقد الحاكم.
فى حين أكد المخرج محمد فاضل على أن خطط الإعلام والثقافة تسبق التنمية، لأنها تسهم فى تربية البشر، مشدداً على أن الفن ليس رفاهية. فيما قال الفنان محمود ياسين إن مصر هى البلد الوحيد فى شرق العالم الذى يملك أكاديمية فنون، وتابع: "نحن بلد لدينا صناعة سينما منذ قرن من الزمن، ومصر تمتلك أصولا لا تملكها دول أخرى، تؤهلها لريادة المنطقة".







