بدأت هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، مساء اليوم الأحد، كلمتها خلال حفل إعادة افتتاح القنصلية الأمريكية بالإسكندرية، باعتذارها عن التأخير الذى دام أكثر من 4 ساعات، معللة ذلك بإجرائها محادثات مع عدد من رجال السياسة والشباب بالقاهرة، والتى استغرقت وقتا طويلا.
وأضافت كلينتون أنه تم اليوم رفع العلم الأمريكى على مبنى القنصلية بالإسكندرية، بعد أن تم إنزاله سنة 1993، قائلة: لدينا الكثير من العمل للقيام به فى مصر، وأن زيارتها جاءت للاستماع مباشرة إلى هموم المصريين، وقضاياهم وتطلعاتهم للمستقبل من المواطنين أنفسهم.
وأشارت إلى وجود تساؤلات حول المستقبل، فالبعض يريد أن يعرف ما هو المسار الذى سيأخذه التحول الديمقراطى فى مصر، وما الذى سيصدر عنه، وقالت إن جميع إجابات هذه الأسئلة يجيب عنها المصريون أنفسهم، فهى "ثورة المصريين"، ونحن لا نريد سوى العمل معهم.
كما أوضحت وزيرة الخارجية الأمريكية أن زيارتها تأتى فى إطار إعادة تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية لدعم الديمقراطية فى مصر، مستنكرة بعض الاتهامات الموجهة لأمريكا، بأنها تعقد صفقات مع فصيل معين دون آخر، ودعمها لحزب سياسى واحد دون غيره.
وأكد أن الولايات المتحدة غير معنية باختيار الفائز والخاسر فى الوصول إلى كرسى الحكم فى مصر، حتى ولو كانت قادرة على ذلك، ولكنها مستعدة للتعاون مع أى نظام أيا كان، فلدينا بعض الخبرات فى الديمقراطية نريد أن ندعمها، من خلال المبادئ والقيم وليس الناس والأحزاب، فمن حق الشعب المصرى التطلع إلى قيادته بأسلوب حكيم وواعٍ.
وقالت، إن الديمقراطية ليست فقط متمثلة فى الانتخابات، وإنما فى طريقة الحكم، وتمتع كل مواطن بالحياة بصورة كريمة، وحريته فى العمل والعبادة، بغض النظر عن كونه رجلا أو امرأة، أو مسلما أو مسيحيا، ولا يقوم طرف واحد بفرض رغباته على الآخرين، بل يكون هناك تبادل للأفكار فى الحوار، من أجل الوصول إلى قرارات أفضل.
وأكدت هيلارى إيمانها بوجود ضوابط الآن تقيد من صلاحيات رئيس الجمهورية، وأن نجاح رسالته تعتمد على وجود توافق بين مختلف الأطياف فى مصر، والاستجابة لجميع مطالب الشعب، وهذا الأمر سيتطلب الحوار، وتسوية النزاعات، فى ظل وجود قيادة حقيقية، ونشاط سياسى ومجتمعى.
وطالبت بعدم التخوف من إهدار حقوق الأقليات، لأن ذلك يأتى طبقا للممارسة الحقيقية للديمقراطية، وليس بمجرد وضع نقاط له فى الدستور، مطالبة بالمشاركة الفعالة من جميع الطوائف فى الحياة السياسية.
على صعيد آخر، أشارت كلينتون إلى أن القنصلية الأمريكية بالإسكندرية هى وسيلة للتحدث مع الشعب بأكمله، وليس المسئولين فحسب، وأن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل على التركيز على توفير فرص عمل للمصريين، وتحقيق التنمية للاقتصاد المصرى والرخاء، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" أعلن استمرار دعم مصر، وإعفاءها من مليار دولار ديونا، ومستمرون أيضا فى دعم المشروعات الصغيرة، وسيتم إرسال وفد من رجال الأعمال الأمريكيين، فى سبتمبر القادم لمصر، لبحث طرق دعم الاستثمار والتجارة بين البلدين فى الوقت الراهن.
وقالت إن الإسكندرية هى المحرك الأساسى لعجلة التنمية الاقتصادية فى مصر، حيث تمثل 30% من الاقتصاد المصرى، لذلك تم إنشاء "مركز التميز" بالمحافظة، الذى يقوم على مساعدة رجال وشباب الأعمال لتقديم خدمات عاجلة لدعم مشروعاتهم.
وفى نهاية اللقاء، أكدت "هيلارى" أن مصر تواجه تحديات حقيقية، وعليها أن تحقق الديمقراطية المنشودة لشعبها، وترسيخ مبادئها لدى الأجيال القادمة.
هيلارى كلينتون بالإسكندرية: أمريكا غير معنية باختيار الفائز والخاسر فى "الرئاسة".. ولا داعى للتخوف من إهدار حقوق الأقليات.. و"أوباما" أعلن استمرار دعم مصر وإعفاءها من مليار دولار ديون
الأحد، 15 يوليو 2012 09:48 م