مصرع وإصابة 15 فى عقار الموت بالإسكندرية.. الأمن يلقى القبض على المقاول.. ومالك العقار مازال هاربًا.. والمحافظ يؤكد: تقدمت باستقالتى قبل الكارثة.. والبرج تم إخلاؤه.. والضحايا من قاطنى المبانى المجاورة

شهدت حارة البطارية بمنطقة شارع النصر بالمنشية حالة من الحزن والاحتقان بين أهاليها، بعد تشييع جثمان 10 من ضحايا العقار المنهار رقم 48، فى كارثة مروعة، والذى سقط لأول مرة فى تاريخ سقوط العقارات بشكل أفقى وليس بشكل رأسى، حيث سقط على 3 عقارات مجاورة له، ما أسفر عن 10 وفيات و5 مصابين، تراوحت إصاباتهم بين كسور وجروح وكدمات بالجسم واختناق.

حيث اصطف الأهالى خلف الكردون الأمنى الذى شكلته قوات الشرطة، بالتنسيق مع قوات الجيش التى أغلقت جميع الشوارع الجانبية للعقارات المنهارة، ووقف البعض يبكى من هول الكارثة، فيما وقف البعض الآخر يصيح بغضب بسبب الفساد المستشرى فى الأحياء، مطالبًا الدكتور محمد مرسى بالتدخل لوقف نزيف الدم وإلقاء القبض على تجار الأرواح.

الدكتور أسامة الفولى، محافظ الإسكندرية، أكد أن العقار المنهار بالمحافظة كان خاليًا من السكان، وأن المنازل التى كانت حوله عقارات أغلبها متهالك، وأن الإصابات محدودة، نظرًا لأن المنازل التى حوله معظمها صدر له قرارات إزالة.

وقال المحافظ فى تصريحات لـ "اليوم السابع": "كنت أصرخ للمطالبة بتطبيق قانون الطوارئ على مجرمى العقارات، وإمكانيات المحافظة محدودة، ولا يوجد مساكن اقتصادية من المحافظة لتوفير سكن إدارى لأصحاب العقارات المتهالكة، الأمر الذى يؤدى إلى استمراربقائهم فيها، رغم حالتها الآيلة للسقوط.

وأضاف الفولى: المحافظة استعانت بأكثر من 12 معدَّة من معدات قوات الجيش والقوات البحرية وشركة "المقاولون العرب" لرفع أنقاض العقار المنهار، و3 عقارات أخرى انهارت بجانبه. مؤكدًا أنه تقدم باستقالته من منصبه صبيحة يوم انهيار العقار أى قبل وقوع الكارثة، وذلك فى ظل تفاقم المشكلات التى تعانى منها المحافظة حاليًّا، وعدم تعاون الأجهزة الأمنية معه بشكل فعال، لافتًا إلى أنه تقدم باستقالته بعد أن سبق أن تقدم بها مرتين قبل ذلك، وأنه سيواصل عمله فى الوقت الراهن تنفيذًا لتعليمات رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزورى.

من جهة أخرى انتقلت نيابة غرب الإسكندرية، برئاسة المستشارين عبد الجليل حماد، ووائل مهنى، إلى موقع انهيار برج شارع النصر لمباشرة التحقيقات حول الواقعة، حيث طلبت سرعة تحريات المباحث حول الواقعة، وكذلك إحضار ملف العقار من حى الجمرك بالإسكندرية، وضبط وإحضار صاحب العقار "محمد أكبر".

وأكد اللواء خالد غرابة، مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية، أنه يتم العمل على سرعة ضبط المتهم صاحب العقار المنهار بشارع النصر، والذى فر هاربًا فور وقوع الحادث، وتم تفتيش منزله والأماكن التى يتردد عليها، وتم عمل الأكمنة فى مداخل ومخارج المحافظة لسرعة القبض عليه فور العثور عليه.

وأشار غرابة إلى أن المتهم تبين أن اسمه الحقيقى "أحمد. م. أ. ب" 42 سنة، ومسجل خطر، ومقيم بدائرة قسم الجمرك.

وأعلن غرابة أنه تم ضبط "محمد. م. أ. أ" 50 سنة، عامل ومقاول العقار، مقيم بدائرة قسم الجمرك - أحد الصادر ضدهم قرار الإزالة للعقار المشار إليه - بأحد الأكمنة الحدودية بدائرة قسم ثان العامرية.

وأكد شهود عيان أن الأهالى لاحظوا وجود ميل فى المبنى منذ أكثر من أسبوع، وعلى الفور أخطروا إدارة حى الجمرك والجهات المعنية، وكلفت إدارة الحى أحد المهندسين لدراسة الحالة، وأكد بدوره وجود ميل قدره "25 سم" فى المبنى، وطالب بإزالة 4 طوابق مخالفة من أعلى البرج.

وأضاف الأهالى لـ "اليوم السابع" أن الحى لم يرسل من ينفذ تعليمات المهندس المشرف على معاينة المبنى، متهمين الحى بتلقى رشاوى من المالك لعدم تنفيذ قرار إزالة الطوابق الأربعة بعد ملاحظة وجود الميل، لافتين إلى أن مالك البرج استغل حالة الانفلات الأمنى أيام الثورة وقام بإنشاء البرج.

كما أكد الأهالى أن العقار المنهار ليس الوحيد من نوعه، مشيرين إلى أن المنطقة بها العديد من العقارات المماثلة التى تعتبر قنابل موقوتة، ومنها ما بدأ فى الميل بالفعل فى ظل عدم تحرك المسئولين لتدارك الكارثة قبل وقوعها.