بعد تقديم عميد مسجد باريس الكبير دليل أبو بكر، استقالته للمجلس الفرنسى للديانة الإسلامية وسحب ممثليه فيه، اعتبر الكاتب الفرنسى جون-مارى جينوا المتخصص فى الشئون الدينية وخبير الديانات بصحيفة لوفيجارو الفرنسية، أن مسلمى باريس ليس لهم فى الوقت الحالى من يمثلهم.
ووصف خبير الديانات أن هذه الاستقاله بمثابة طلاق بين المسجد والمجلس بـ"الثلاث" فى إشارة إلى استقاله عميد المسجد وممثليه فى المجلس الإسلامى.
واستهل الكاتب مقاله قائلاً إن الخلاف بين "المسجد الكبير" و"المجلس"، يعكس وجها من أوجه الصراع الخفى الذى تعيشة كل من الجزائر والمغرب دبلوماسياً بسبب ملف الصحراء العالق بين الطرفين لعقود.
ولخص الكاتب الفرنسى الخلاف القائم بين الطرفين إلى ثلاث أسباب: الأول ربط مساحة المسجد بعدد مندوبى المجلس، ومن ثم الجهه التى تمتلك مساحة أوسع يكون لها عدد أعلى من المندوبين فى المجلس، وهو ما يطالب به أبو بكر منذ عدة سنوات.
والثانى هيمنة المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية والسبب الثالث هو هيكلة المجلس التى يرى أنه ليس سوى هيئة تمثيلية للإسلام فى فرنسا الأكثر شهرة ولكن فى الحقيقة متفردة بالحكم ولا تمثل المسلمين.
وهو الأمر الذى جعل الكاتب الفرنسى يقول إن مسلمو فرنسا يستقبلون رمضان ب"الطلاق بالثلاث"، على خلفية التشرذم والتشتت لمسلمى فرنسا مع اقتراب شهر الصوم الكريم.
وأوضح كاتب صحيفة لوفيجارو أن هذا التشتت لن يمكن لا المسجد ولا الاتحاد و ولا المجلس من مخاطبة السلطات الحكومية بصوت واحد لحل أى أزمة يمر بها كما هو الحال لباقى الأديان، مما سيؤدى فى النهاية إلى الخضوع لرغبة السلطة الاشتراكية ومن قبلها اليمينية من تحقيق آمالها فى إقامة ما أسموه ب"إسلام فرنسى" خال من تأثيرات بلد المنشأ، وتكون جذوره منحدرة فى فرنسا.
يذكر أن عميد مسجد الكبير فى باريس دليل أبو بكر قدم استقالته الأربعاء الماضى للمجلس الفرنسى للديانة الإسلامية، وقام بسحب ممثليه فى المجلس، اعتراضاً على تفرد المجلس بالحكم وتقليص دور المسجد الكبير، ووصف استقالته بأنها حلقة فى مسلسل طويل من الاختلاف فى وجهات النظر بين التيارات التى تقود الإسلام فى فرنسا.
كاتب: بعد استقالة عميد مسجد باريس مسلمو فرنسا ليس لديهم من يمثلهم
الأحد، 15 يوليو 2012 03:54 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة