تحت مظلة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، اختتمت الرابطة منحتها المجانية بعنوان "سفراء الأزهر" ضمن فعاليات المشروع التنموى التثقيفى الذى تقيمه مجموعة أصدقاء مكتبة الرابطة، تحت عنوان "أزهرى مثقف قادر على التعارف مع الآخر" فى حفلة تخرج بنادى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر.
أكد الدكتور عبد الفضيل القوصى وزير الأوقاف، أن ما تقوم به الرابطة من دورات تدريبية تثقيفية لأبناء الأزهر من داخل مصر وخارجها، يؤهلهم لأن يصبحوا سفراء الأزهر فى كل مكان، ويكون لديهم المنهجية الأزهرية السمحة المعتدلة القائمة على العلم والمعرفة الحقة التى يكون أساسها نبع الدين الإسلامى الوسطى، غير أنهم بذلك يكونوا قادرين على الحوار المُتسم بالمعرفة الوسطية والمنهجية الأزهرية الأصيلة التى تُؤمن بالاختلاف مع الآخر، والحوار من أجل التقارب، ومحو كل مغلوط وخاطئ حول الأفكار الفقهية أو الأمور الحياتية، مؤكدا أن الدعوة الأزهرية قائمة على العلم والمنهجية الوسطية وكيفية الترجيح بين علوم العقل والنقل.
شهد الحفل الدكتور محمد حسان نائب رئيس جامعة الأزهر، وأسامة ياسين نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، والدكتور صلاح صادق مستشار الأمام الأكبر، والدكتور عمرو الوردانى أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وعدد من عمداء الكليات والطلاب.
وأوضح القوصى، على وجود فرق بين الإعلام والدعوة، وخاصة ارتكاز الدعوة فى منهاجها الأساسى على العلم.
كما وجه القوصى نصيحة للطلبة كى يكونوا سفراءً حقاً للأزهر، بأن يفرقوا بين الظنى والقطعى، والضرورى والنظرى، ومعرفة طرق الترجيح بما يوهم التعارض، والجمع بين العقل والنقل، وأن يجمعوا بين علوم السلف والخلف.
ومن جانبه أكد أسامة ياسين نائب رئيس الرابطة، أن هذا النشاط يأتى فى إطار استهداف الرابطة لتطوير نشاطها الثقافى، من خلال مشروع تنموى تثقيفى، وصولاً إلى أزهرى مُثقف قادر على التعارف مع الآخر، حيث تضمنت المنحة مجموعة من طلبة وطالبات الجامعة ومعاونى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، تم خلالها إلقاء محاضرات وتدريبات عملية تهدف إلى ترسيخ مفهوم وسطية الإسلام، وتنمية المهارات لتأهيلهم على إدارة حوارات فعالة مع الأخر، من خلال نخبة من أساتذة جامعتى الأزهر والقاهرة.
وأضاف ياسين، أن التدريب اشتمل على دورات تنمية بشرية بعنوان "القيادة وبناء الشخصية"، و"إعداد المدربين والمحاضرين" لمصطفى عزب قائد فريق إشراقه للتنمية البشرية، بالإضافة إلى كيفية "كتابة السيرة الذاتية" للمدرب العالمى محمود الجمل، مؤكدا أن الرابطة تعتبر الغطاء الشرعى لدارسى المنهج الأزهرى الذى يرسخ وسطية الإسلام بعيداً عن الغلو والتطرف، لافتاً إلى دور الرابطة ومحاولاتها الدائمة على جمع شمل الأزهريين من مختلف دول العالم، وذلك بشكل يتناسب مع مكانة الأزهر.
بينما أوضح الدكتور عمرو الوردانى أمين عام الفتوى بدار الإفتاء الفارق بين المتعالم والعالم، أراد فيها إيضاح الفرق بين المتعالم الذى يدعى العلم وبين العلماء، مؤكدا أن من يدعى العلم فهو جاهل ويتجرأ على الكذب حتى فى نقله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأكد الوردانى أن العالم قديماً كان يتصف بالمعانى الرقيقة (الوجه المنير - الطيبة)، وبالمعانى الرقيقة المستمدة من حسن الخُلق التى تقضى على التوتر الموجود بين المسلمين، كما وصف هذا النشاط بأنه فاتحة خير فى نشر العلم النافع فى أرجاء البلاد، وقدم مقترحاً بأن يُعمم هذا البرنامج على جميع الكليات، حيث يتم اختيار الطلبة المتميزين حتى يؤهلوا ليكونوا سفراء الأزهر، فهم القوة الناعمة كحلقة تواصل بين الأمم الإسلامية.
كما رحب د. محمد حسان نائب رئيس جامعة الأزهر بهذا التدريب، وخاصة أن هذا التدريب بجامعة الأزهر، فهؤلاء السفراء يحملون شهادة عظيمة، وعليهم مسئولية كبيرة.
كما أشاد د. صلاح صادق مستشار شيخ الأزهر، بدور الرابطة فى تقديم خدمات عدة لأبناء الأزهر من تعليم اللغة العربية ونشر الثقافة الإسلامية، مما يجعلها فى المقدمة دائماً فى تحقيق رسالة الأزهر العالمية.
ومن ناحية أخرى، قدمت المجموعة الفائزة من البرنامج التدريبى "الوسطية" مشروعها التى أبرزت فيه ما تعلمته فى المنحة، وتم تقييمها من حيث الإجراءات التى قام بها أعضاء الفريق، وكيفية اختيارهم للقائد، وتقسيمهم للعمل، والأداء، والرسالة من المشروع للمتدربين (مهدى حيدر– حافظ غلام– إحسان الحق – محمد عنتر – عبد الله المأمون).
الجدير بالذكر أن عدد المشاركين فى هذه المنحة 65 متدرباً (11 طالباً وافداً من دول نيجيريا – بنجلاديش– كينيا– القوقاز– اليمن– تنزانيا، 15 من معاونى أعضاء هيئة التدريس، 36 طالباً مصرياً من جامعة الأزهر) بالإضافة إلى ثلاثة طلاب من جامعة القاهرة.
كما تضمنت منحة هذا المشروع التثقيفى، مشاركة نخبة من علماء الأزهر منهم الدكتور القصبى زلط المستشار العلمى بالرابطة ونائب رئيس جامعة الأزهر سابقاً، والدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامى، د. عمرو الوردانى أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية، د. أسامة السيد الأزهرى مدرس الحديث بكلية أصول الدين والمشرف على مكتب رسالة الأزهر، د. صلاح الشيخ أستاذ الإدارة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، د. محمد صُفار مدير مركز الدراسات الحضارية، د. نهله الحراكى المحاضر بالجامع الأزهر، المدرب مصطفى عزب قائد فريق إشراقة للتنمية البشرية.
وفى نهاية الحفل، قام د. محمد عبد الفضيل القوصى وزير الأوقاف، بتوزيع شهادات تقدير للمحاضرين والمُدربين، وكذلك سلم شهادات تقدير ومجموعة من الكتب القيمة المُهداة من الرابطة ومكتب رسالة الأزهر للطلاب المتميزين بالدورة، وهم "محمد عبد الرازق عنتر محمد، ياسمين كامل منصور عمر، مهدى محمد حيدر صالح، محمد هانى محمد ناصف، أحمد البدوى سالم محمد سالم، عطاء الله أبو الهاشم، حنان عبد المنعم طنطاوى منتصر، فاطمة الزهراء حامد شوقى أبو زينة، حافظ غلام أنور، إحسان الحق محمد حنفى عطا"، كما فاز بالمركز الأول الطالب محمد السيد والمركز الثانى الطالبة خالدة شونجاروفا.
فى حفل ختام رابطة خريجى الأزهر لمنحة "سفراء الأزهر".. القوصى: الدعوة الأزهرية قائمة على المنهج الوسطى.. و"ياسين": نعمل على نشر الفكر الذى يرسخ وسطية الإسلام بعيداً عن الغلو والتطرف
الأحد، 15 يوليو 2012 03:51 م