عمرو سلامة يكتب: "إخوانَّا المسلمين وإخوانَّا البُعدا"

بعد ثورة عظيمة أذهلت العالم قام بها الشعب المصرى فى 25 يناير 2011، وبعد عدة أخطاء أعظم ارتكبها أيضًا الشعب المصرى على مدى ما يقرب من العام ونصف العام، ورغم إتمام انتخابات مجلسى الشعب والشورى، وكذلك الانتخابات الرئاسية وفوز د. محمد مرسى برئاسة الجمهورية، انتهى الحال إلى صراع على السلطة الحقيقية، ما بين "إخوانَّا المسلمين" الذين هم ليسوا إخوانًا إلا لأنفسهم ولمصالحهم فقط، وكلنا نعلم ما لهم وما عليهم، وبين "إخوانَّا البُعدا" من أتباع النظام السابق بتاريخهم المظلم، الذى قاد مصر إلى أقصى درجات التدنى فى كل المجالات على مدى 30 عامًا، وهنا يفرض السؤال نفسه: أين نحن من هؤلاء وأولئك؟ ورغم أنى قد أعلنت مقاطعتى لأى إجراء تم تحت حكم العسكر، فإن الوضع الآن قد قادنا إلى أننا أصبحنا بين خيارين أحلاهما مرٌّ، ولكن علينا أن نحدد موقفنا، فعدم اختيارنا الرئيس لا يجيز لنا أن نصبح سلبيين؛ لأننا لم نختَرْه، بل لابد أن نظل أصحاب رأى وموقف نعلنه وندافع عنه، ولكنْ هنا تكمن المشكلة الكبرى، ففى الفترة الأخيرة نجد أن جميع المصريين، على جميع مستوياتهم الفكرية والمهنية، تحولوا من إبداء الرأى إلى تبادل السب واللعن على ساحات الصحف والفضائيات، بل وصلوا إلى تبادل التهم التى من شأنها تحويل الحوار من ساحات الحوار إلى ساحات القضاء، ومع مثل هذه السلوكيات تضيع مصالح الأوطان ويبحث كل فريق عن مصلحته الشخصية، ويسعى لتحقيق نصره الشخصى، فيا شعب مصر العظيم، ويا رجالات مصر الكبار، يا ساسة مصر، ويا أهل الفكر، يا كل شعب مصر، أستحلفكم بالله أن تضعوا مصلحة مصر قبل كل شىء قبل فوات الأوان.