السعودية تدين تصريحات روسية بشأن حقوق الإنسان

ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الرياض أدانت أمس، السبت، التصريحات التى أدلى بها مبعوث حقوق الإنسان الروسى بشأن الوضع فى السعودية، بوصفها "عدائية" وتدخلاً غير مبرر فى الشئون الداخلية للسعودية.

ويبدو أن هذا التبادل العلنى النادر للتصريحات انعكاس للتوتر بشأن الانتفاضة التى تشهدها سوريا منذ 16 شهراً، والتى تقاوم فيها روسيا تطبيق عقوبات يدعمها الغرب والعرب ضد الرئيس بشار الأسد.

وذكر موقع وزارة الخارجية الروسية على الإنترنت، أن مفوض حقوق الإنسان الروسى كونستانتين دولجوف أبدى "قلقاً كبيراً" إزاء الوضع فى شرق السعودية، بعد ما وصفه باشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين سلميين قتل خلالها شخصان وأصيب أكثر من 20.

وقالت وزارة الداخلية السعودية، إنه لم تقع اشتباكات، ولكن مهاجمين مجهولين قتلوا شخصين يوم الأحد الماضى فى شرق البلاد، حيث تتركز الأقلية الشيعية فى السعودية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان لوزارة الخارجية نسب إلى "مصدر مسئول" قوله، "اطلعت المملكة العربية السعودية باستهجان واستغراب شديدين على التصريح الصادر عن مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان عن المملكة، والذى يشكل تدخلاً سافراً وغير مبرر بأى حال من الأحوال فى شئون المملكة، ويتنافى فى الوقت ذاته مع الأصول والقواعد السياسية والدبلوماسية.

"وإذ تستنكر حكومة المملكة هذا التصريح الذى تعتبره عدائيا، فإنها تود أن تذكر المسئول الروسى بأن المملكة كانت ولا تزال حريصة على احترام قواعد الشرعية وسيادة الدول واستقلالها، ونأت بنفسها عن التدخل فى شئونها الداخلية، بما فى ذلك حرصها على عدم التدخل فى شئون روسيا، وسياساتها فى التعامل مع الاضطرابات داخل حدودها، والتى أودت بأرواح العديد من الضحايا".

وأضاف المصدر، "وتأمل المملكة أن لا يكون صدور مثل هذا التصريح الغريب يهدف إلى صرف النظر عن المجازر الوحشية والشنيعة التى يمارسها النظام السورى ضد شعبه، وبدعم ومساندة لأطراف معروفة تعرقل أى جهد مخلص لحقن دماء السوريين".

وحالت روسيا دون إصدار مجلس الأمن الدولى قرارين للضغط على الأسد لإنهاء حملته. وتتقدم السعودية الدول العربية التى تدعم المعارضين فى سوريا.

وقال دولجوف، إن الشعب فى المنطقة الشرقية بالسعودية كان يحتج "ضد التدهور الحالى وفقا لرأيهم فى حقوق المجتمع الشيعى من جانب سلطات المملكة".

وقالت السعودية، إن تلك الاحتجاجات الثانوية وقعت بعد اعتقال رجل دين بتهمة التحريض، وبعد أن أطلق هو ومجموعة معه النار على الشرطة.

وأضافت أن مهاجمين مجهولين قتلوا رجلين بالرصاص، وأن تحقيقا يجرى لتحديد مرتكبى هذه الجريمة.