تعجبت كثيرا من الهجمة الإعلامية الشرسة التى قادها الإعلام على قرار الرئيس محمد مرسى بعودة مجلس الشعب وسنت النخب السياسية الوهمية أسنانها للتشدق بالألفاظ القانونية التى تصف قرار الرئيس بالبلطجة السياسية والعبث بالقانون، فيما أفتى البعض بسقوط شرعية الرئيس لحنثه باليمين الذى أقسمه باحترام الدستور والقانون.
موقف إعلام الإثارة لم يكن غريبا بل متوقعا فهم يريدونها نارا لا تطفأ، ولكن الغريب فى الأمر هو موقف رئيس نادى القضاة المستشار أحمد الزند الذى خرج بتصريحات غير مقبولة وامتطى جواد البطولة ليصول ويجول مدافعا عن القضاة والقضاء النزيه المغتصب حقه على يد حاكم البلاد.
أين كنت يا سيادة المستشار عندما زورت الانتخابات البرلمانية فى 2005 تحت أشراف القضاة، وماذا فعلت لحماية القضاة الشرفاء الأجلاء الذين رفضوا الانصياع لأوامر المخلوع بتزوير إدارة الشعب؟
ماذا فعلت دفاعا عن المستشار البسطويسى والمستشار أحمد مكى فى مواقفهم البطولية فى وجة الطاغية؟
اين كنت وقضاة الدستورية العليا عندما عدلت المادة 76 و77 من الدستور المعطل خصيصا لتمهيد الطريق لتوريث نجل المخلوع لحكم مصر؟
أين كنت يا سيدى عندما اغتصبت سيادة القانون المصرى فى قضية التمويل الأجنبى؟
سيادة المستشار عليك أن تهدأ وتتريث وتبحث الأمر بنظرة موضوعية بعيدة عن أى ميل أو هوى وسواء كنا نتفق أو نختلف مع الرئيس مرسى فى هذا القرار فلا بد أن يكون الاختلاف أو الاتفاق قائم على دفوع وأسانيد قانونية، وهى لأهل القضاء والقانون فهم أدرى الناس ببواطن الأمور القانونية والدستورية ولقد اختلف أهل القضاء والقانون فى تفسير هذا القرار ما بين مؤيد ومعارض وكل من الفريقين لة رؤيته الوجيهة المستندة لحجة قوية، وكلا الفريقين من القامات الرفيعة فى عالم القضاء.
وأخيرا إلى قضاة مصر الشرفاء أنتم الأمل الأخير لهذا الشعب، وقفتم فى وجه ظلم وطغيان العهد البائد ودائما ما تكونوا الملاذ الآمن للمقهورين، نراكم رعاة للعدل وحماة للقانون، انتصروا لنا وبنا وسينصرنا وينصركم الله، ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) صدق الله العظيم.
