ماذا استفاد الحكام من انهيار دولة الطغيان وقبوع زعيمها طريح الفراش مسجونا مفضوحا مهملا من أنصاره ومهملا من التاريخ ؟
كيف يرى كل ظالم نهايته وقد رسمتها الأقدار أمامه خطوة بعد خطوة متمثلة فى وقوف الرئيس المخلوع خلف قضبان الهوان ومهانة السين والجيم على الملأ ؟
لماذا يتمادى الظالمون فى ظلمهم والمخادعون فى خداعهم والمتواطئون فى نفاقهم والمصفقون فى تهليلهم وقد رأوا بأعينهم هول الموقف فى الدنيا لكل ظالم ومخادع وأفاق ؟
من المسئول عن إغماض عين الحاكم الظالم عن مصيره ؟
المتربحون من قوت الشعب يتمنون المزيد وتنفرج أساريرهم بمكسب حرام، الحائزون على رضا السلطان يهمسون بأذى الناس فى أذن السلطان بوشاية ترفعهم عنده وتلقى بالآخرين إلى التهلكة، فيربحون رضاه وفوقه الياقوت والزبرجد، ويلقون بالآخرين فى نيران السلطان.
الباحثون عن المزايا والمهرولون والمستفيدون والمنتفعون لا يعبأون بما يلقونه فى جوفهم من لهيب جراء ما يقومون به من دسائس ومكر وخديعة، الحواريون الذين يستوجب عليهم نصح الحاكم يلعبون أدوار الشماشرجية الذين يزغزغون الحاكم بنكاتهم وألاعيبهم وشقلباظاتهم ليستلقى الحاكم على قفاه ضحكا وبهجة ويلهو الجميع ضاحكين على موائد أقيمت فوق جثث ضحاياهم من البشر يأكلون عليها لحومهم ويسكرون من قنينات دمائهم .
وشلة الأنس التى توهم الحاكم أن وجوده من وجودهم ونجاحه من صنيعهم وبقاءه من بقائهم، فهم واضعوا الخطط ومنفذوها وحاملوا المسئولية على الأكتاف كى ترتفع أسهم الحاكم عند الرعية .
المتباكون فى كل أزمة تمر بها دولة السلطان، فيذرفون الدموع الساخنة فى حضرته، ويلطمون الخدود ويشقون الجيوب، ويرفعون الأيدى بالدعاء متوجهين لقبلة السلطان،
من قديم الزمان والتهليل وإخفاء الحقيقة عن الحاكم وعدم نصحه وإرشاده كانت من أسباب الدمار والإنهيار ، حتى فى عصر الفرعون بيبى الثانى فى القرن 24 ق.م والذى حكم أكثر من 90 عاما ، حيث ازداد نفوذ حاشيته واتسعت ثرواتهم وتضخمت عيوبهم، وتجرأ أعداء مصر عليها، ليكتب الحكيم ايبو العجوز رسالة للملك، يندم فيها على عدم ذكر الحقيقة له كاملة، فى بردية رائعة تعرف ببردية ليدن، يحكى فيها عن الفساد والدمار فى الدولة، ثم يقول نادما: ليتنى رفعت صوتى من قبل، إذن لأنقذنى من ذلك العذاب الذى أعانيه، كان من الممكن أن يرتاح قلبك أيها الملك لو بلغتك الحقيقة وصارحناك بعيوبك، ما يروى لك أيها الملك هو الباطل، وأنت بعثت الفوضى فى البلاد مع أهل الفتن ..وهتك سر رع" الحقيقة أن هناك نسيان وغيبوبة أصابت البعض جعلته ينام قرير العين وقد أحكم قبضته بظلم على خلق الله فى كون الله، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم، فهل يصحو هذا البعض من غفوته التى أشعلت الفتن فيتطاحن الكبار ويدوسون بأقدامهم مصائر الشعوب؟ هل يوجد فينا من يدل أصحاب الفتن وينصحهم بالحفاظ على الوطن؟ هل يعود إلينا يوما الحكيم ايبو العجوز؟
مبارك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو حازم
وم ن منا يتعظ
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو درش
العدل
حسبى اللة نعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهرعز الدين
نسوا الله فنسيهم .....واليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية
عدد الردود 0
بواسطة:
magdi
رسالة الي اولي الالباب
اتقوا الله في مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو سيف
الحسنة الوحيدة لمبارك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
لدينا خير من الحكيم ايبو العجوز.
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماء
مبارك اخطأ
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو منعم الشطوي
هل من مدكر ؟؟؟!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
إلى صاحبة التعليق رقم 7
عدد الردود 0
بواسطة:
طططططططططط
اللهم ما لا شماتة
بلاش الشماتة يا جماعة هو ربنا ما بيسبش حق حد