فى اعتقادى أن الدكتور محمد مرسى عندما قرر أن يُرشح نفسه للرئاسة كان يعلم أن هناك مشكلات يُعانى منها الشعب، ولكنه لم يكن ليتخيل أن يواجه كل هذه المشاكل، وهذا الكم الهائل من مطالب الفقراء والمحتاجين والمرضى والمظلومين فى الأيام الاولى لحكمه.
ولا شك أن هذه المشاكل ميراث ثقيل من الرئيس المخلوع الذى يجب أن يُحاكم على كل ما فعله فى حق هذا الشعب الذى نهب ثرواته هو وأولاده وحاشيته، وترك الملايين من أبناء هذا الشعب يُعانون الفقر والظلم والمرض دون أن يكون لهم مجرد الحق فى أن يعبروا عن آلامهم وهمومهم وارتضوا بالذل والقهر والمشى بجوار الحيط خوفاً من بطش رجال مبارك وأمنه.
وبعد انتخاب الدكتور مرسى رئيساً للجمهورية أحس المواطنين أنه واحد منهم، وأن الحاجز الذى وضعه مبارك بين الرئيس وشعبة لم يعد موجوداَ وجاءت مقولة الرئيس مرسى فى ميدن التحرير أن بابه مفتوحاً للجميع لتؤكد على ذلك، ولكنه لم يكن يتخيل أن آلافا من أصحاب المطالب والمظالم سيتوجهون إلى قصر العروبة، طالبين مقابلته لإيصال مطالبهم وهى مطالب معظمها بسيط وتُعبر عن أبسط حقوق للمواطنين، ولكنها تراكمت فى ظل نظام سابق كان يتعامل مع مواطنية بتجاهل وجحود كبير.
فما كان من الرئيس إلا أن أمر بإنشاء ديوان للمظالم فى قصرى القبة وعابدين وآخر بالتجمع الخامس.
وهذه فكرة جيدة وخطوة أولى للتعامل مع هموم وآلام ملايين المواطنين، ولكنها يجب أن تُعمم على كل محافظات مصر، وأن يتم إنشاء ديوان للمظالم بكل محافظة وليس فى القاهرة فقط، ولكن يجب أن يكون لهذا الديوان من الصلاحيات الكبيرة التى تمكنه من التعامل بجدية مع مطالب المواطنين، وأن يتم اختيار مسئولين ذات كفاءة عالية فى التعامل مع المواطنين لإدارة هذه الدواوين حتى يتحقق الهدف المرجو منها.
ولابد أن ترصد هذه الدواويين مدى تعاون المسؤلن التنفيذين مع هذه المطالب وأن تكون ردودهم على المطالب مقنعة وصادقة دون زيف أو تسويف سواء بالسلب أو الإيجاب.
وفى اعتقادى أن عدم نجاح هذه التجربة سيكون له أثر سلبى كبير وعلى العكس تماماً فإن نجاحها سيكون له أثر كبير فى تثبيت دعائم حكم الرئيس مرسى وخلق حالة من الثقة بينه وبين مواطنية باعتبار أن نجاح هذه التجربه تؤكد صدقه فى الوفاء بوعوده، وأنه فعلاً خادم لهذا الشعب وأنه رئيس لكل المصريين.
