غادة عطا تكتب: أفيقوا يا عرب

الجمعة، 13 يوليو 2012 05:02 م
غادة عطا تكتب: أفيقوا يا عرب صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشعب السورى يموت تحت الحصار ونيران المدافع والمعارضة السورية تتصارع على المغانم وتقطع أرض سوريا كردية وسنية وشيعية، إن دماء أطفال سوريا لم تجف بعد، وبسمات الأبرياء تغتال مع أحلام وطن عظيم أوشك على الضياع فإن لم توحد آلام وآمال سوريا أهلها فما الذى يجمعهم.

وما يزيد الأمر مرارة أن الشعب اليمنى يموت جوعا وأطفاله يلفظون أنفاسهم من شدة الفاقة والمرض بينما المعارضة فى الجنوب تطلب تقسيم الأرض وتمزق وحدة الوطن، كما لو أن الثورة قامت ليضيع مستقبل الوطن لا ليستعيد قوته ومكانته بعد كل ما حل به من ظلم وفساد، وبدلا من أن نرى الأيادى تتشبك لإنقاذ اليمن السعيد وإبعاد شبح المجاعات عن أهله نجد الأطماع تسيطر على المشهد.

حتى ليبيا التى لم تندمل جراحها، ولم تنهى حدادها على الآلاف من أبنائها الذين ماتوا، زعماء العشائر والقبائل فيها يرى كل منهم نفسه بطل الأبطال.

والقائد الفاتح الذى من حقه أن يجعل قبيلته دولة مستقلة، وهم لا يمانعون أن يقطعوا أوصال وطنهم ويذبحوا الأبرياء فى الشوارع ويروعوا الآمنين، لفرض الأمر الواقع وتحويل ليبيا لكردونات ضعيفة هشة يحكمونها.

وقريبا ليس بعيد العراق العظيم الذى أبيد أهله وجاع شعبه وحل جيشه يتنازع زعماؤه على الكراسى ويسيرون فى انهار الدماء حتى يعتلوا المناصب، بل إنهم يقاتلون لتمزيق جسد الوطن لسنة وشيعة وأكراد كما لو ذلك الوطن العزيز الغالى لا يساوى عندهم شيئا. إن فاجعتنا فى انقسام شعب السودان إلى شعبين لم تهدأ بعد، ونار الحسرة تأكل قلوبنا ونحن نرى أهل السودان الطيب يقتل بعضهم بعضا بدم بارد وغل، ويمزق الأخ جسد أخيه كما لو كان عدوه تارة، لأن الزعماء يوقعون المعاهدات والاتفاقات ثم لا يلبثون يخرقون العهود والمواثيق ويعلنون الحروب التى تأتى على كل أمل فى مستقبل أفضل وأكرم لشعب ذاق الفقر والجوع كثيرا، برغم أن أرضه تسبح فوق الثروات,وعما قريب سينقسم السودانين الى أربع بينما قادته يتفرجون وينفثون فى النار حتى تشتعل أكثر وأكثر ليحترق الأخضر واليابس وتتوارى فى التراب شقيقتنا السودان.


أما الطامة الكبرى فهى ما آلت إليه فلسطين.. لقد ضاعت القضية الفلسطينية تلك القضية المفصلية والجرح الغائر فى قلب العرب.

نعم، ضاعت بين فصيلين طامعين فى السلطة يقاتلون بعضهم البعض، ويتقاسمون نهب أموال المساعدات ويرهبون أبناء شعبهم لإخضاعهم، حتى انقسمت فلسطين المحتلة لغزة وضفة، أما المسجد الأقصى الأسير فله الله، بعدما وطأته أحذية الصهاينة وخربت أساساته معاولهم، وأصبح على وشك الانهيار.

لقد ماتت القضية الفلسطينية عندما رحل عنا الرجال الذين كانوا يعرفون قيمة الوطن والجهاد والتضحية من أجل الأرض والعرض، ويكمل بعضهم بعضا فلا يشهر أحدهم سلاحا فى وجه أخيه لأنهم يد بيد يقاتلون العدو الغاصب.

عندما يذهب الرجال تبقى الأقزام وأشباه الرجال ترقص فوق حطام الوطن، إننى أتراءى الآن أمامى قول هتلر: (إن أحقر الرجال هم من يمكنوننى من احتلال أوطانهم).

أيها الزعماء المزيفون أنكم تتحدثون باسم الشهداء وتتغنون بتراب الوطن وحرية وكرامة أبنائه وتدعون أنكم تكافحون من أجله، بينما تمزقون جسده بجهلكم وطمعكم وشهوة السلطة فى نفوسكم فماذا.

ستجنون عندما يسقط غارقا فى دمائه ويلفظ أنفاسه الأخيرة على أيديكم.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

أيمن جمال مشيمش

حقا العرب غافلون

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى خاطـر

زعماء بلا زعامه

عدد الردود 0

بواسطة:

سعيد فهمى محمد

سلمت يداك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة