بعد تفاقم الأزمة، واستيلاء الباعة الجائلين على معظم شوارع العاصمة، والتكدس المرورى الذى عادة ما يكونوا السبب الرئيسى فيه، نتيجة لاستحواذهم على جزء كبير من الشوارع، واتجاه بعض أصحاب المحال لافتراش الأرصفة الموازية لمحالهم، للاستفادة من ذلك، وخوفا من استيلاء الباعة على تلك الأرصفة، قررت الحكومة إنشاء أسواق جديدة لهؤلاء وتغليظ العقوبة عليهم، إلا أن الباعة الجائلين رفضوا الذهاب لتلك الأسواق، واصفين ذلك بالنفى، والقضاء عليهم.
"الحكومة لو عملتلنا أسواق إحنا هنرفض نروحها علشان هى بتعملها فى العبور أو فى السلام يعنى فى أماكن بعيدة والكلام ده مش هينفع معانا"، بهذا الكلام بدأ حديثه طه محمد، أحد الباعة الجائلين، الذى افترش رصيف مترو العتبة، وذلك لجذب المواطنين إليه وبيع منتجاته المتمثلة فى لعب الأطفال وفوانيس رمضان، مؤكدا أنه تم سجنه- ظلما- لمدة 10 شهور بتهمة بائع متجول بدون ترخيص أثناء تواجده برمسيس.
وأضاف طه، قائلا: "الحكومة عايزه تعمل لينا أسواق فى العبور والسلام وفى أماكن بعيدة والأماكن دى هتكون بعيدة من المواطن، وإحنا بندور على الأماكن التى تكثر فيها الحركة علشان نقدر نسترزق منها، ولو إحنا ما عملناش كده فى ظل الفترة دى وارتفاع الأسعار مش هنلاقى ناكل وهنتحول لمجرمين أو لصوص، يبقى مش إحنا اللى بنعمله ده أفضل ولا نتحول للصوص وبلطجية أفضل، مش كفاية ما فيش شغل، يبقى الحكومة مش بترحم ولا عايزة رحمة ربنا تنزل".
وقال طه الذى رفض تصويره فى بداية الحديث خوفا من مجىء البلدية وطرده من محطة المترو، "إن نشاطنا ينتعش فى المواسم والأعياد وده اللى بنعيش عليه طوال السنة"، لافتا إلى أن مشكلة الباعة الجائلين مشكلة كبيرة يجب أن تتعامل معها الدولة باهتمام أكبر من ذلك، وأن فكرة إنشاء أسواق جديدة لهم هى فكرة خاطئة.
وانتشر الباعة الجائلون فى منطقة بولاق أبو العلا، وخاصة فى منطقة وكالة البلح لتسيطر على معظم الشارع بدلا من كونهم فى الشوارع الداخلية، كما سيطر الباعة الجائلون فى منطقة وسط البلد على عدد كبير من الشوارع، منها شارع طلعت حرب الذى تحول لسوق تجارى بدلا منه شارع للمارة، وكذلك بالنسبة لشارع 26 يوليو وشارع شريف وعدد كبير من شوارع وسط القاهرة.
وأكد عدد كبير من الباعة الجائلين، أن هناك بعض أصحاب المحال قاموا بتأجير بعض الشباب وافترشوا الرصيف الموازى لمحالهم، خوفا من قدوم باعة جائلين عليه من أجل الاستفادة من الرصيف عن طريق بيع منتجاتهم، دون أن يتحملوا مصاريف الضرائب أو الكهرباء وغيرها من المصروفات التى يتحملها أصحاب المحال للدولة.
وكذلك الأمر بالنسبة لمناطق العتبة والموسكى والدرب الأحمر، وبعض المناطق الشعبية داخل مصر القديمة، حيث افترش الباعة الجائلون أرصفة الشوارع وخاصة بلعب الأطفال وفوانيس رمضان استقبالا لشهر رمضان المبارك، منتهزين فرصة غياب الأمن داخل الشوارع وعدم وجود حملات مرورية.
أصحاب المحال التجارية المتضررون من هؤلاء أكدوا أنهم تقدموا بعدة شكاوى ضد الباعة الجائلين، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل نتيجة لعدم وجود جهاز أمنى قوى، يعمل على ردع هؤلاء، الذين حولوا شوارع القاهرة إلى أسواق تجارية، فضلا عن التكدس المرورى الذى يسببه تواجد هؤلاء فى الشوارع نتيجة لاستيلاء هؤلاء الباعة على جزء كبير من الشارع.
وقال على عاطف، صاحب أحد محال الملابس الجاهزة بشارع 26 يوليو، إنه اضطر إلى غلق المحل لعدة أيام وقام باستئجار عدد من الشباب من أجل بيع منتجاته على الرصيف الموازى للمحل، وذلك بعد انتشار هؤلاء الباعة على كافة الأرصفة والاستحواذ على المستهلك بشتى الطرق، وأضاف قائلا: "ما ينفعش أنا أدفع كهرباء وضرائب وأجرة العاملين وضرائب مبيعات وغيرها من المصروفات وييجى فى الآخر واحد بياع متجول يفرش أمام الرصيف بتاعى وياخد الزباين، وخاصة أن البضاعة بتاعته أرخص من الموجودة بالمحل، وهذا يستقطب الزبائن، وخاصة الناس البسيطة، إمال أنا فاتح المحل ده ليه"، مشيرا إلى أن ذلك هو ما دعاه إلى غلق المحل وافتراش الرصيف.
من جانبه قال المستشار محمد عطية، وزير التنمية المحلية، إن مشكلة الباعة الجائلين أصبحت ظاهرة يصعب السيطرة عليها، وهو ما يستوجب التدخل الفورى من الحكومة للقضاء على تلك الظاهرة، لافتا إلى أن الحكومة تعمل حاليا على إنشاء أسواق للباعة الجائلين، وخاصة المنتشرين وسط القاهرة، حتى تتمكن الحكومة من القضاء على تلك الظاهرة، فضلا عن إمكانية ضمهم إلى التجارة الداخلية للدولة.
وأضاف عطية، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الحكومة تدرس تعديل القانون رقم 33 لسنة 1957 المنظم لعمل الباعة الجائلين، وذلك من أجل تغليظ العقوبة عليهم فى حال مخالفتهم القوانين والشروط التى تضعها المحافظة، وخاصة بعد إنشاء تلك الأسواق لهم.
ومن جانبه أكد الدكتور شريف الجوهرى، مدير وحدة الدعم الفنى بصندوق تطوير العشوائيات، أن فكرة إنشاء أسواق للباعة الجائلين، غير مجدية، لأنهم سيرفضون الذهاب لتلك الأسواق، وخاصة أنهم يبحثون عن الأماكن التى تكثر فيها الحركة مثل محطات القطارات والمترو وغيرها من الشوارع الحيوية، وخاصة فى مناطق وسط القاهرة، لافتا إلى أن الصندوق أعد مقترحا وقدمه لمحافظة القاهرة.
وأوضح الجوهرى، أن المقترح ينص على تقنين أوضاع هؤلاء والعمل على إنشاء أسواق قريبة من أماكن تجمعهم أو غلق بعض الشوارع بحيث لا يسمح بالسيارات للمرور والاكتفاء بمرور المشاة فقط، مشيرا إلى ضرورة تشديد العقوبة على المخالفين من هؤلاء بحيث لا يعودون مرة أخرى كما حدث سابقا.
فيما رفض الخبير الدولى فى تطوير العشوائيات، الدكتور هشام الهلباوى، إنشاء أسواق جديدة للباعة الجائلين، منتقدا ما تدرسه الحكومة حول ذلك، وأن حل تلك المشكلة يكمن فى تخصيص أماكن فى الأسواق الحالية، وتوزيعهم على تلك الأسواق بعد حصرهم.
وشدد الهلباوى، على ضرورة، أن يكون الحصر سريا وغير معلوم بالنسبة لهؤلاء الباعة، حتى لا يتحايلوا على المسئولين، ويقوموا بجلب أقاربهم من أجل الحصول على أماكن فى تلك الأسواق.
وأضاف، أن فكرة إنشاء أسواق جديدة تكون ملائمة عند إنشاء المدن الجديدة، كما هو مطبق فى بعض الدول الأوربية، ولكن لن يقبل أحد بغلق شارع فى وسط البلد من أجل هؤلاء، مشيرا إلى أنه بعد حصر الباعة وتوزيعهم على الأسواق يجب تغليظ العقوبة على المخالفين منهم لتصل إلى الحبس، حتى لا يعود هؤلاء إلى تلك الأماكن مرة أخرى.
الباعة الجائلون يحتلون شوارع القاهرة.. ويرفضون قرارات الحكومة بإنشاء أسواق لهم.. أحد الباعة: أنا سجنت 10 شهور ظلما بتهمة بائع متجول بدون رخصة.. وأصحاب المحال: حالنا وقف ومضطرون لافتراش الأرصفة
الجمعة، 13 يوليو 2012 09:34 م
الباعة الجائلون صداع فى رأس الحكومة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
مع احترامي لكل طوائف الشعب
عدد الردود 0
بواسطة:
شمس
مع كامل احترامي
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
دولة غريبة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد نبيل
بجد أرحمونااااااااااااااا
عدد الردود 0
بواسطة:
als
تطبيق القانون ... ثم تطبيق القانون .. ثم تطبيق القانون ..
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
لازم يشوفوا حل ( تجربتى )
عدد الردود 0
بواسطة:
hany
مفيش فايدة
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام
القانون هو الحل
عدد الردود 0
بواسطة:
samir bayoumy
للمواطن دور مهم