وفاء أحمد التلاوى تكتب: عهد جديد وحياة جديدة

مصر تعيش اليوم عهداً جديداً وحياة جديدة ورئيساً جديداً، والحمد لله، وهذا أكبر نصر تحقق حتى الآن بأن أصبح أخيراً لمصر رئيس يتحدث باسم الشعب كله، وله حق الاحترام والتقدير من الجميع، سواء ممن وافقوا عليه أو لم يوافقوا عليه، وأرجو من الله العلى القدير أن يكون هذا العهد الجديد أفضل من سابقه، وأن نحاول جاهدين أن نعيش حاضرنا وأن ننسى كل مساوئ وآلام وأخطاء الماضى، فكلنا قد ساهمنا فيها ولو بالسكوت عليها طوال ثلاثين عاما.

فلنعمل على إصلاح ما وقعنا فيه من أخطاء، ولنبدأ بأنفسنا، وذلك سيكون بإذن الله باتحادنا جميعا، وأن تذوب وتنصهر كل الأحزاب والجماعات والفرق الدينية لتكون لنا نوع جديد واحد ونسيج آخر أكثر صلابة ورقيا وتحضرا من الماضى، ولكل منا دور ينبغى علينا القيام به جميعا، وهو إخلاصنا فى عبادتنا لله وفى إخلاصنا لوطننا الغالى، وفى جميع أعمالنا كى تسطع نور شمس جديدة على أرض مصرنا الحبيبة، ويسعد أولادنا بها وبوطننا الحر الغالى وندعو الله أن يحفظ مصر من كل سوء ويبعد عنها شبح الخوف أو الخيانة والغدر، ونكون أكثر حرصا عليها كى لا تضيع من أيدينا.

وأقول لكل من يحاول أن يفرق بين أبنائها، نحن جميعا من أم واحدة وهى أمنا حواء وهى متمثلة الآن فى (مصر)، ونحن جميعا أبناؤها ومستعدون لسماع ندائها عندما تنادينا، فليحذر عدونا من إغضاب مصر، فلها الآن رئيس قوى وأبناء أقوياء أشداء سمر الوجوه من حرارة شمسها، فقد اعتادوا عليها وعلى الدفاع عن أمهم مصر فى أصعب الأوقات والظروف وأشدها، كما فى حرب ثلاثة وسبعين، وكما فى ثورة الخامس والعشرين من يناير، فنحن لا نقف مكتوفى الأيدى عندما تنادينا مصر وسوف يضحون بأرواحهم وأنفسهم فداء لمصر، إن لزم الأمر، فلا تحاول العبث مع مصر أو حتى الاقتراب من أراضيها ومن شعبها، وليحفظ الله مصر من كل سوء، وحفظ لها أبناءها المخلصين لها والعاملين على الحفاظ عليها.