علقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية على الصراع الحالى الذى تشهده مصر فى الأيام الأخيرة، خاصة فى أعقاب القرار الجمهورى الأخير بعودة مجلس الشعب، موضحة أن الصراع على السلطة يبدو محتدما للغاية بين تيار الإسلام السياسى من ناحية، وجنرالات المجلس العسكرى الذين قادوا البلاد خلال المرحلة الانتقالية من ناحية أخرى.
وأضافت الصحيفة أن مجلس الشعب قد اجتمع بالأمس، بناء على القرار الذى أصدره الرئيس محمد مرسى، متحديا التحذيرات التى أطلقها القادة العسكريون، موضحة أن المحكمة الدستورية العليا قد دحضت قرار عودة مجلس الشعب للانعقاد بعد ساعات من الجلسة القصيرة التى عقدها، موضحة عدم أحقية الرئيس باتخاذ مثل هذا القرار.
وأوضحت أن الصراع على السلطة فى مصر سوف يزيد الأمور تعقيدا، قبيل الزيارة التى من المقرر أن تجريها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون يوم السبت القادم، والتى طالبت أمس بضرورة عقد محادثات بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية، وذلك لتفادى أية انتكاسات ممكنة لعملية التحول الديمقراطى فى مصر خلال المرحلة المقبلة.
وأضافت أن التطورات التى شهدتها الساحة المصرية مؤخرا تعكس بشكل كبير التحديات التى يواجهها الرئيس الجديد فى مصر، فى ظل صلاحياته المحدودة، وكذلك علاقاته المتوترة مع جنرالات المجلس العسكرى، وكذلك أعضاء السلطة القضائية المعينين من قبل الرئيس السابق حسنى مبارك.
وتابعت واشنطن بوست أنه بالرغم من التوقعات التى ثارت بشأن محاولات الأمن لمنع أعضاء مجلس الشعب من دخول مبنى البرلمان، إلا أن الأعضاء لم يواجهوا أية مضايقات بعد وصولهم وإبان دخولهم إلى قاعة الجلسة.
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة من ناحيتها تسعى لاستعادة العلاقات مع مصر التى تعد أحد أهم حلفائها الاستراتيجيين، مضيفة أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية تهدف فى الأساس لتحقيق هذا الهدف، خاصة وأن العلاقات قد توترت بشكل كبير خلال المرحلة الانتقالية التى قادها المجلس الأعلى للقوات المسلحة والتى امتدت لحوالى 17 شهرا.
وأضافت أن الإدارة الأمريكية سوف تعمل خلال المرحلة المقبلة على إحياء الاقتصاد المصرى من جديد، فى ظل الحالة المتردية التى يعانيها منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، وذلك من خلال تقديم المعونات التى تم تجميدها خلال الأشهر الماضية، وتقديم الدعم للحكومة المصرية فى سبيل الحصول على القروض المطلوبة خلال الأيام القادمة.
وأوضح حسين جوهر العضو المؤسس بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى أن الجلسة القصيرة التى عقدها مجلس الشعب أمس لم تكن تهدف سوى لحفظ ماء الوجه لجماعة الإخوان المسلمين بين مؤيديها، دون الدخول فى مواجهة أكبر مع القضاء أو المؤسسة العسكرية، إلا أنه عاد ليؤكد أن الصراع قادم لا محالة، وأن ما شهدته مصر ما هو إلا بداية لهذا الصراع.
وأضاف جوهر أن الجميع يتساءلون حول من يملك السلطة الحقيقية فى مصر، المجلس العسكرى أم الإخوان المسلمين، مؤكدا أن الجميع يخمن ولكن لا أحد يعلم الحقيقة.
واشنطن بوست: صراع السلطة فى مصر يبدو محتدما.. والتطورات الأخيرة تعكس التحديات التى يواجهها الرئيس .. والولايات المتحدة تسعى لاستعادة علاقاتها مع مصر وإحياء اقتصادها
الأربعاء، 11 يوليو 2012 12:10 م
جانب من جلسة مجلس الشعب بالأمس