هانى كشك يكتب: الأهلى والزمالك كان أسهل

الأربعاء، 11 يوليو 2012 12:13 ص
هانى كشك يكتب: الأهلى والزمالك كان أسهل صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازلنا نتذكر مناقشاتنا عن مباريات كرة القدم بين الأهلى والزمالك، وكيف كان كل منا متحيزاً إلى فريقه مدافعا عنه وليس لديه أى استعداد للإشادة بالفريق الآخر للدرجة التى يبدو فيها كل منا شخصاً متعصباً لفريقه إلى أبعد الحدود. مازلنا نتذكر تلك المناقشات التى كانت أسهل بكثير من مناقشاتنا السياسية الآن التى اتخذ فيها التعصب سلوكا آخر يصل إلى النقد الشخصى والتقليل من وجهة النظر الأخرى. وكثيرا من تلك المناقشات قد تنتهى بقطع علاقات شخصية بين اشخاص يعرفون بعضهم البعض منذ زمن ليس بقريب.

تابع معى أى مناقشة سياسية بين مجموعة أفراد تجدهم يقاطعون بعضهم البعض وكل منهم يريد أن يحجر على رأى من يناقشه ويصادر رأيه يبدو ذلك فى الصوت العالى والإيماءات والعصبية. وبعضنا يتمسك بوجهة نظره لا يرغب فى تغييرها أو حتى مناقشتها وكأنها هى وجهة النظر الصحيحة والتى لا يجوز تغييرها أو النقاش فيها وننسى أننا جميعا معرضون للخطأ والصواب فرأى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب، كما قال الإمام الشافعى، ويحدث هذا على كل المستويات سواء كانت تلك الحوارات بين مثقفين من نخبة المجتمع (شاهد البرامج التليفزيونية) أو رجل الشارع العادى فالجميع قد أصابته لعنة التمسك برأية وعدم تغييره.

ولكننا مازلنا حديثى العهد فى قدرة كلامنا على استيعاب الآخر وأن نتقبل وجهة النظر المخالفة لوجهة نظرنا. مازالت خطواتنا الأولى مهزوزة أو يشوبها كثير من الشك فى نجاحنا وقدرتنا على الوصول إلى بر الأمان.

وبالتأكيد ستزيد ثقتنا بأنفسنا مع مرور الأيام بشرط أن نضع قدمنا على الطريق الصحيح وأن يكون لدى كل منا الرغبة الحقيقة فى أن يتغير ويغير المجتمع حوله. أن نتحول جميعا إلى أشخاص إيجابية لا هم لنا إلا الصالح العام فقط.

ومشكلتنا الآن أننا فريقان أو عدة فرق وقد نكون خصمين أو عدة خصوم وكل منا يقف فى اتجاه يريد أن يجذب فريق معين إلى كفته بالقوة وليس بالإقناع والحوار المحترم البناء. سنحتاج إلى سنوات لنغير ثقافة الحوار بيننا، فلسنا ماكينة فى مصنع إذا ما توقفت بدلنا قطع غيارها التالفة بقطع أخرى سليمة فتعود الماكينة للعمل بالكفاءة المطلوبة، ولكننا بشر تتحكم فينا الطباع والثقافة والعادات والتقاليد والأعراف التى عشنا عليها سنوات طويلة وورثناها من أجدادنا وتغيير هذا الموروث يحتاج إلى سنوات ولكنه ليس مستحيلا. ولا يوجد مستحيل أمام شعب يريد أن يبنى بلده ويغيرها ولنسأل اليابانيين كيف استطاعوا أن يبنوا بلادهم بعد الحرب العالمية الثانية، وكيف استطاعوا أن يتغلبوا على الحواجز النفسية بعد إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما ونجازاكى بل إنهم أقاموا علاقات اقتصادية مع أمريكا بعد ذلك ولم ينظروا إلى الأمريكان على أنهم أعداء يجب الثأر منهم.

ولعل أهم المحاور التى يجب أن نسلكها لنغير طباعنا وطريقة تفكيرنا هو نشر الثقافة وفتح حوارات فى أى شىء وفى كل مجال ومحاولة التدريب على تقبل الرأى والرأى الآخر، ولنعرف جيدا أن كلا منا يكمل الآخر، وأن قوتنا فى وحدتنا وأن نكون جميعا فريقا واحدا وألا نشتت





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الاسكندرانى

ربنا يستر على مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة