كعادة شعبنا غريب الأطوار والأفعال وردود الأفعال لابد أن نصطنع حالة معينة من الخيال ونعيشها ونتأثر بها أيضًا حتى لا يصيبنا الملل من الهدوء الذى عقب تنصيب محمد مرسى رئيسا للجمهورية.
لكن لابد أن نتوقف عند الحالة، التى تم اصطناعها هذه الفترة، ولابد أيضًا من وضع أمور بهذه الخطورة فى نصابها الصحيح وتعقب من يثيرها بهذه الطريقة تشاع الفترة الحالية عدة أحداث يوميًا تنشر أكاذيب تثير الفتن بين طوائف الشعب.
سمعنا عن سلفى يقتل اثنين يعزفون على آلات موسيقية، وملتح يقتل طالب جامعى بسبب سيره مع صديقته فى الشارع، ومسيحى يطعن جاره المسلم بسلاح أبيض احتجاجًا على خسارة شفيق فى الانتخابات الرئاسية، واثنان ملتحيان يتعقبون المتبرجات فى الشوارع لمضايقتهن وإجبارهن على الحجاب، وتصريحات وأنباء كثيرة من ذلك القبيل.
ومن المفزع أنها تزداد يومًا بعد يوم حتى صرنا ننتظرها ونستقبلها بغضب يثير كراهيتنا تجاه فصيل بعينه.
يتضح وضوح الشمس أننا نعيش فترة الفتنة الطائفية، ولكنها لن تكون تقليدية مثل سابقاتها وستصل لحد كبير من العنف والكراهية بين الطوائف والعقائد المختلفة إذا لم نتدارك أنفسنا ونفيق لما يحدث من أفعال شيطانية بإدارة الثورة المضادة، التى تقوم بإشاعة الأكاذيب وإثارة الفتن التى تغذى الروح الانتقامية فى قلوب الضعفاء، سواء كانوا ينتمون للتيار الإسلامى أو من الأقباط أو المسلمين الذين لا ينتمون للتيار الإسلامى.
احذروا من القادم.. فنحن نطمح أن يكون مناصًا لتحقيق أهداف الثورة وجلب حقوق الشهداء والثأر لهم ممن تسببوا فى قتلهم، وتأكدوا أن هناك على الجانب الآخر من يريدها مشتعلة دموية بهدف ابتعادنا عن أهدافنا الرئيسية وتركيزنا فى الخرافات والمهاترات، التى من شأنها أن تؤدى بنا جميعا إلى الهاوية.
أخاطب كل العقلاء فى وطنى أفيقوا قبل أن يشتد طوفان الفتنة الطائفية وحاربوا الفساد بكل ما أوتيتم من قوة، حاربوا زبانية الحزب الوطنى المنحل، حاربوا رجال الإعلام الفاسد المتلون، حاربوا الغباء والشر والخيانة، وحصنوا عقول المواطنين البسطاء ضد هذه الشائعات حتى لا نجد أنفسنا فى موقف لا نتمناه جميعا وتذكروا أن إسقاط نظام ظل يحكم وطنًا ستين عاما لن يتم بتنصيب رئيس بلا صلاحيات ومجلس عسكرى مسيطر على الأمور كما كان.
المجلس العسكرى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد شوقى
برافو