أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى، أن المراحل الانتقالية التى تمر بها بعض الدول العربية تحتاج لبعض الوقت، وقال العربى: ألتقيت العديد من وزراء خارجية الدول الأوروبية وغيرها ممن مرت بلادهم بمراحل انتقالية، وأكدوا لى أن أى مرحلة انتقالية تحتاج لوقت كى يتم تعديل الأوضاع بها.
جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى الذى عقده الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى صباح اليوم الثلاثاء، بمشاركة السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة العربية، والسفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضى المحتلة، لعرض آخر ما تم إنجازه بعد مرور عام على تولى العربى مهام منصبه كأمين عام للجامعة العربية.
وأشار العربى، إلى أن الجامعة العربية تسعى لتوثيق الصلة بين الشعوب العربية لتحقيق رغبات الشعوب العربية وخاصة بعد أحداث الربيع العربى، بالإضافة إلى إعادة هيكلة الجامعة العربية، وسد الثغرات وبحث إمكانيات تحقيق الرغبات الشعبية، وقال إن الدول العربية واجهت تحديات كبيرة ولديها مشاكل وهناك الآن خطوات لترتيب أولويات عمل الجامعة وفق متطلبات المرحلة الحالية.
وتابع، أن الأمانة العامة للجامعة تقوم حاليا بعمل دراسة لعرض ما تم التوصل إليه بعد الاجتماعات والقمة العربية الأخيرة، للعرض على مجلس وزراء الخارجية القادم وخاصة فيما يتعلق بالاتفاقيات التى أبرمت خلال الفترة الأخيرة.
وناشد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى كافة الدول العربية لتنفيذ تعهداتها المالية والخاصة بالسلطة الفلسطينية، وقال إن جميع الدول العربية ملتزمة بقرارات إنشاء شبكة أمان للسلطة الفلسطينية، وكل الدول العربية مطالبة بالالتزام بما أقرته، لدفع المرتبات.
ولفت إلى أنه تم إنشاء غرفة أزمات بتمويل من الاتحاد الأوروبى للتعامل الفورى مع التحديات الملحة والمفاجئة، لرفع الإشكاليات.
وكشف العربى، أن الجامعة قررت عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الأسبوع القادم لمناقشة ملف مقتل الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، وقال العربى إن موضوع الشهيد ياسر عرفات مهم للغاية، وقد تحركت الحكومة التونسية بالتحرك العاجل، وتم بالفعل عقد اجتماع فى الجامعة وسيصدر بيان فى هذا الصدد، وسيعقد اجتماع طارئ للمندوبين الأسبوع المقبل وعرض النتائج على الاجتماع الوزارى القادم.
وبخصوص الأوضاع فى قطاع غزة، قال العربى إن إسرائيل تقوم بعمليات فيها لا يمكن أن يقبله أى إنسان، منتقدا الحصار الذى تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، وقال إن القانون الدولى جرم الحصار وقت الحروب، كما استعرض مجهودات الحكومة المصرية فى رفع الحصار عن غزة بعد قيام ثورة يناير.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال الأمين العام للجامعة العربية، إن القضية الفلسطينية هى الموضوع الأول والأهم بالنسبة للجامعة العربية، مضيفا، أن الجامعة العربية لا يمكنها حل القضية الفلسطينية وحدها نظرا لوجود أطراف أخرى.
وأشار إلى أن هناك توقفا كاملا للجهود الرامية لإعادة استئناف مفاوضات عملية السلام، وقال إن إسرائيل تماطل فى عملية السلام لكسب الوقت. وفيما يتعلق بملف الأسرى الفلسطينيين، قال العربى إن هناك أسرى قضوا أكثر من 30 عاما فى سجون إسرائيل، بالإضافة إلى وجود عدد كبير لم يعرف تاريخ اعتقالهم، مطالبا بالإفراج الفورى عنهم وحسن معاملتهم وعدم تمديد الاعتقال الإدارى بحقهم.
وكشف عن أنه قال لرئيس الحكومة البريطانى الأسبق تونى بلير – مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام، إنه لابد عليه أن يقدم ويرفع مذكرة لمجلس الأمن عن توقف عملية السلام.
وفيما يتعلق بالقضية السورية، قال الأمين العام للجامعة العربية، إننا قمنا بعمل محاولات كثيرة منذ اندلاع الأزمة، ولكن لم يكتب لها النجاح، وإننا لم نترك حلا إلا وطرحناه وناقشناه وتعرضنا لكثير من الاتهامات والهجوم وكانت مطالب البعض بتدويل الملف السورى دوليا، وقمنا بالفعل بذلك وحتى الآن لم يحدث أى جديد بسبب وجود عوار فى القانون الدولى. وأضاف أننا طالبنا بتحويل قوة المراقبين إلى قوة لحفظ السلام للمساعدة فى تخفيف الأوضاع التى تعيشها سوريا.
من جانبه، أثنى السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة، على مجهودات الأمين العام للجامعة العربية فى سبيل حل وطرح القضية الفلسطينية على جميع المحافل الدولية، وقال إن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى تولى مهام منصبه فى فترة صعبة للغاية، وقال إن إسرائيل اعتقدت أن العرب قد أداروا ظهرهم لفلسطين فبدأت الاعتداءات.
وأضاف الأمين العام المساعد، أن العربى أولى القضية الفلسطينية اهتماما كبيرا، ووضع القضية الفلسطينية على طاولة القانون الدولى، وقال، إن كل وزير أو مسئول قابله الأمين العام للجامعة العربية ناقش معه القضية الفلسطينية بناء على القانون الدولى.
وأشار إلى أن ارتفاع عدد الدول التى اعترفت بفلسطين كدولة مستقلة ذات سيادة يرجع الفضل فيها للأمين العام الذى راسل دولا عديدة ومعظمها أبدى تجاوبا كبيرا واعترف بدولة فلسطين، وقال إنه لأول مرة تتدخل الجامعة العربية فى ملف الأسرى كانت فى عهد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى.
وفيما يتعلق بقضية تمويل السلطة الفلسطينية، قال صبيح إن الوضع الآن صعب وخطير للغاية والسلطة لن تستطيع دفع مرتبات الشهر القادم.
نبيل العربى: يناشد الدول العربية الالتزام بتعهداتها المالية تجاه غزة.. و"عوار القانون" سبب فشل مجلس الأمن فى حل الأزمة السورية.. وفلسطين ستبقى القضية الأولى للجامعة
الثلاثاء، 10 يوليو 2012 01:34 م