عثمان محمود مكاوى يكتب: من قتل طالب الهندسة؟!

الثلاثاء، 10 يوليو 2012 08:03 م
عثمان محمود مكاوى يكتب: من قتل طالب الهندسة؟! طالب الهندسه أحمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاءت جريمة مقتل طالب الهندسة أحمد حسين بمدينة السويس، لتهز المجتمع المصرى بكل طوائفه. وأصبح السؤال الملح الذى يتردد بين الناس هو من قتل أحمد حسين هذه القتلة الفاجرة؟

جاءت الإجابة على ألسنة العديد من الناس، فمنهم من ألقى التهمة على أجهزة أمنية سابقة لا تريد الاستقرار لمصر الثورة، وتعمل على تشويه التيار الإسلامى بحجة أن القتلة كانوا يرتدون جلابيب ومطلقين لحاهم، ومنهم من ألقى التهمة على التيار الإسلامى، وهذا ما جره علينا نجاح الدكتور محمد مرسى الإخوانى، هذين الصنفين من الناس ألقيا التهمة دون بينة أو دليل قوى، وللأسف سار أيضا وراء هؤلاء بعض الصحفيين والإعلاميين دون الانتظار إلى ما ستسفر عنه جهات التحقيق المختصة فى مثل هذه الجرائم. وشاء الله العلى الكبير إظهار الحقيقة بعد بضعة أيام، حيث أعلن جهاز الشرطة عن القبض على القتلة، وأن مرتكبى الجريمة متشددون دينيا لا يتبعون أى حزب أو تيار أو جماعة إسلامية. الإعلان عن المتهمين بالقتل أجاب عن السؤال الملح عن هوية القتلة، وهو سؤال يطفو على السطح، لكن يبقى سؤالان مهمان، وهما لماذا قتل أحمد حسين؟ ومن القاتل الحقيقى الذى يجب محاسبته؟ الإجابة عن سبب قتله ستكون لأنه كان يجلس بجوار خطيبته "كان الله فى عونها"، وأراد المتهمون بالقتل إعمال قاعدة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، كما فهموها هم.

و ليس كما علمنا إياها العلماء الأجلاء، لا أبالغ إذا زعمت أننا حتى الآن لم نعرف السبب الحقيقى الذى استنفر أولئك القتلة للإجهاز عليه، وستظهر حوادث إجرامية مماثلة يندى لها الجبين. وهذا ما يجعلنا نسارع فى الإبحار وراء الأسباب الحقيقية التى أدت إلى ذلك الفعل الإجرامى حتى نستطيع معالجة تلك المشكلة، وشفاء المجتمع منها، وعدم تكرارها مرة أخرى. إن عملية قتل الطالب أحمد حسين جاءت كنتيجة حتمية وتطور طبيعى للتعصب الدينى والفهم المنغلق والخاطئ للتعاليم الإسلامية. ليس من عامة الناس فقط، بل من بعض شيوخ الفضائيات ومنابر المساجد. نعم ذلك الصنف من الدعاة التى أعنيها لم تقل للشباب أقتل فلاناً أو علاناً، ولكنهم هم أنفسهم الذين يحرمون الفن والإبداع، ويحرمون الوقوف للسلام الوطنى للبلد، وهم الذين ينعتون الحضارة المصرية القديمة التى ظهر فيها التوحيد بالحضارة العفنة، والذين يحرمون التماثيل والأغانى والموسيقى، ويقفون ضد عمل المرأة والتصوير...الخ من أشياء لم يقف ضدها، أو يحرمها علماء الأزهر الأجلاء الراسخون فى العلم. كما أن أعمال العنف التى يمارسها بعض السلفيين المتشددين فى تونس من تحطيم للمسارح وتمزيق للصور ومنع الحفلات، وما إلى ذلك من أعمال عنف عرضتها علينا الفضائيات كان حافزا لانتقال أفكار العنف، وممارسته فى مصر. فى النهاية أود القول قولاً واحداً، وهو كما أن الطالب أحمد حسين والشقيقين أصحاب الفرقة الغنائية اللذين لقيا حتفهما أيضا على أيدى أمثال هؤلاء المتشددين فى محافظة الشرقية من قبل مجنى عليهم، فإن الذين قتلوهم أيضا مجنى عليهم أيضا لأنهم لم يكونوا القتلة الحقيقيين، بل هم وبالرغم من جرمهم العظيم إلا أنهم من وجهة نظرى أداة تنفيذ ليس أكثر، وأن القاتل الحقيقى هم أولئك الشيوخ قليلو العلم الذين يبثون سموم التعصب والجهل فى عقول الشباب من خلال المنابر التى يعتلونها. إذا أردنا المحاسبة بحق فلنحاسب هؤلاء الشيوخ شيوخ الفتنة، ولنقف لهم بالمرصاد، وهذا واجب الأزهر والأوقاف فى المقام الأول والمؤسسات الإعلامية والاجتماعية والبيئة من حولنا فى المقام الثانى.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

sasa

لم يعجبهم مقالك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة