هند أحمد تكتب: نقطة البداية

فى كل لحظات التوتر والقلق، الخوف والفرح، الحذر والترقب، اللّى عشناها من سنة ونص فاتت.. فى المواجهات التى دافعنا فيها عن أنفسنا، المعارك الّتى خضناها.. كان فى أبطال لهم كل الفضل فى ده، ولهم كل الفضل فى كل الّى هنشوفه لسنوات قادمة.. ضحوا عشان نعيش حلم فكرنا فيه سنين، سابونا عشان نبدأ طريق زرعوا أول نبته فيه.. الشهداء.. أكرم من فينا ماتو لنعيش أحرارا ضحوا لأجل أن نعيش هذا اليوم اليوم هو دكتور محمد مرسى رئيسا لجمهورية مصر العربية.

ولكن فرحتى بهزيمة شفيق وسقوط نظام مبارك إلى الأبد أكبر بكثير من فرحتى بنجاح مرسى، وعلى الرغم من أنى أعطيت صوتى لدكتور محمد مرسى لكنى فى الحقيقة لا أثق تماما فى الإخوان، عذرا فإنى لم ولن أنسى مواقفهم ضد الثورة من البداية، ولكنا أجبرنا على هذا الموقف بين نظام مبارك المستبد ونظام آخر فرض علينا، ولكن أهون بكثير من نظام الذل والظلم والفساد وحتى لا نضيع دم الشهداء كان واجبا علينا أن نجتمع جميعا ونعطى صوتنا لمحمد مرسى، ولكن للأسف الشديد كثير من الشعب المصرى لم يتفهم ذلك وكل شخص لا يهمه غير مصلحته أولا وأخيرا ولم يفكر أبدا بدماء الشهداء التى نزفت والتى كانت سوف تنزف من أجل أن نعيش أحرارا، ولكننا عيشنا اليوم بفضل شهدائنا الأحرار لحظة تجردنا من عصر الفساد والاستبداد.

وفوز دكتور مرسى يكفى أن يثبت لكل الناس التى كانت لم تعترف بثورة مصر، أن مصر قام بها أعظم ثورة ومات من أجلها زينة شباب مصر، فوز دكتور مرسى أكد لنا جميعا أننا لم نكن فى غيبوبة مثل ما قال البعض، والأهم من ذلك الآن هو ليس من مع من ومن ضد من، بل إننا كلنا مصريون ويجب أن نحترم جميعا نتائج التصويت، لأنها إرادة شعب وأن نحترم اختيار الأغلبية لأنه المعنى الحقيقى للديمقراطية التى هى من أول مطالبنا.
وها هو الآن نصعد أولى مراحل الحرية يختفى من بلادنا عصر الديكتاتورية، الآن علينا جميعا أن نعمل من أجل الوطن وأن نتوحد ونقف خلف رئيس مصر حتى إن لم تكن مقتنعا به شخصيا.. فإنه قد حان وقت التوحد لنرفع رايتنا ونعلن أن ثورتنا لم تسرق ثورتنا نجحت والحمد لله وأولى أهدافنا قد تحققت.

واليوم اختارت مصر طعم الحرية فهنيئا لنا بالعرس الديمقراطى والثورة مازلت مستمرة...