هشام النجار يكتب فوز محمد مرسى.. وقوده دم الشهداء

الأحد، 01 يوليو 2012 09:00 ص
هشام النجار يكتب فوز محمد مرسى.. وقوده دم الشهداء شهداء الثورة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صعدنا إلى الأتوبيس متجهين إلى ميدان التحرير، أرادوا أن يفصلوا الحضور إلى فريقين متنافسين فسألونى عن اسم فريقى قلت بدون تفكير "خالد سعيد" والشعار "دم الشهداء مش ممكن يضيع".

الشهيد حاضر معى فى كل خطوة أخطوها، وعانقته وشممت رائحته بمجرد اقترابى ومعانقتى للميدان!

كنت أنظر إلى الأرض وأنا أدوس عليها بقدمى فشعرت بأننى أطير وبخفة فى جسدى، فهنا قضى الشهيد الفلانى، وهنا سقطت الشهيدة الفلانية، وكانت هنا أشلاء أحد شبابنا، وسفكت هنا دماء إحدى فتياتنا.

كان الشهيد فى كل مكان وفى كل زاوية، وفى كل شعار، وفى كل هتاف وفى كل العيون وعلى معظم اللافتات، وجدتنى شارداً وأنا ألتقط الصور، ومع كل لقطة كنت أبتسم وأنا أردد مقطوعة كان يغنيها الزعيم الأفريقى نيلسون مانديلا بعد مجزرة مظاهرة شاريفيل الشهيرة.. فكان يقول:
الطفل لم يمت
الطفل يرفع يده بوجه أمه
التى تصرخ أفريقيا
الطفل لم يمت
لا فى يانف ولا فى ينانفا
ولا فى أولندوولا فى شاريفيل
ولا فى مركز الشرطة فى فيليبى
حيث يرقد والرصاصة تستقر فى رأسه
الطفل حاضر فى كل الجمعيات وهيئات التشريع
الطفل يحدق من خلال نوافذ البيوت إلى قلوب الأمهات
رفض عقلى كل التحليلات فى كل المناقشات التى أجريت !!
كنت أقول: نعم ساهم فى فوز الدكتور مرسى حل مجلس الشعب والظلم الذى تعرض له البرلمان، وساهم التطلع للتغيير وعدم إعطاء الفرصة للعودة للنظام القديم، وساهم خطاب المرشح أحمد شفيق الاستعلائى والتهديدى الذى لا يختلف كثيراً عن خطاب مبارك، وساهم توفيق عكاشة، وساهمت الراقصات والممثلات، وغيرهم من الوجوه المكروهة للشعب التى ظهرت بغباء فى كادر دعم شفيق.

ساهم كل ذلك فى النصر، إلا أن العامل الأساسى والنصيب الأوفر كان دم الشهيد، الذى شعر المصريون أنه على وشك أن يضيع بالكلية اذا تم تنصيب شفيق رئيساً للجمهورية.

فلن يكون هناك مجال بعد ذلك للقصاص ولا لمحاكمات عادلة نزيهة ولا محاسبة لمن طمسوا وأخفوا الأدلة لكى يبرئوا قتلة الشهداء، من أصغر أمين شرطة ومخبر سرى إلى أعلى رتبة فى وزارة الداخلية من مساعدى حبيب العادلى.
ليس ذلك فحسب ؛ فقد يكون هناك إعادة لتدوير نظام مبارك القمعى، وإعادة لإنتاج الظلم والتعذيب والطوارئ والمعتقلات واضطهاد المعارضين السياسيين وقتل المصريين بالبطئ.

كان دم الشهيد حاضراً بقوة فى الميدان وفى عيون المتظاهرين الذين جاءوا بالملايين من كل مكان وكل قرية وكل مدينة بأرض مصر أنجبت شهيداً، جاد وضحى بأعز ما يملك من أجل حرية وحياة وعزة وكرامة ونهضة وطنه ومن أجل رفعة المصريين.

جاءوا وخرجوا كما خرجوا فى جولة الإعادة بالانتخابات، ورأيت أصابع السبابة منهم مصبوغة باللون الأحمر.. لون دم الشهيد، لا بالأزرق الفوسفورى، وعلموا بالصح على من يعتقدون أنه الأقرب لراحة نفس الشهداء والأقرب لاختيارهم.

ورأيتهم وسمعتهم فى الميدان، يصبون اللعنات على من خان وبدل واحتواه الزمان فى عام ونصف فقط، ناكصاً على عقبيه يهتف ويختار رمز النظام الذى ظلم وأفسد وسرق وقتل.

قلت لمن سألنى عن تحليلى للموقف وناقشنى فى التفسيرات: إنه يا أخى دم الشهيد!

إنه حاضر لا يغيب ولن يغيب... ولن يختار المصريون أبداً من نهبوا أراضيهم وسرقوا ثرواتهم وحرقوا أعمار شبابهم فى المعتقلات وقتلوا أبناءهم فى الميادين.

لا تفسيرات .. ولا تحليلات .. ولا كثير من التأمل والتفكير.
إنه دم الشهيد.
كما غنى مانديلا.. وكما كان حاضراً فى مدن وقرى جنوب أفريقيا.
فهو حاضر وبقوة فى مدن وقرى مصر.
فالشهيد هنا فى مصر لم يمت.
الشهيد رفع يده بوجه أمه
التى تصرخ.. مصر
الشهيد لم يمت.
لا فى المنصورة ولا فى الإسكندرية ولا فى الصعيد ولا بورسعيد ولا القاهرة ولا السويس
ولا فى البحيرة ولا فى سينا ولا فى سيوة.
ولا فى مراكز الشرطة والأقبية والمعتقلات
ولا فى ميادين الحرية فى ربوع مصر
حيث يرقد والرصاصة تستقر فى رأسه وعينه
الشهيد كان حاضراً وبقوة .. وكان هو وقود فوز الرئيس محمد مرسى
الشهيد يحدق فى كل الجمعيات وهيئات التشريع
الشهيد يحدق من خلال نوافذ البيوت
إلى قلوب الأمهات.
عفواً أيها اللواء محسن الفنجرى ... فهذه هى التحية الحقيقية لدماء الشهداء، هذه المرة أداها الشعب المصرى الوفى العظيم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة