صدر حديثاً ضمن منشورات أبابيل، كتاب جديد بعنوان "مرايا الجسد الشرقى"، للناقد والأكاديمى العراقى ناظم عودة، ويتناول دراسة وتحليلاً للكتابة عن الجسد "الجنس" من خلال الكتابة الأدبية لدى الشاعرة اللبنانية جمانة حداد.
يقع الكتاب فى 120 صفحة، وينقسم إلى عدة فصول بالإضافة إلى مختارات من شِعر الشاعرة، ومن هذه الفصول "الخطاب الشبقى من الشفاهيّة إلى الكتابة"، "تطور أدب الجنس من السرد إلى التفسير"، "إحياءُ أدب الجنس"، "أدب الجنس من أسطورة اللقلق إلى التوظيف الرمزى"، "عيون شرهة"، "قراءة دى ساد/تخريب وإنضاج"، "تجارب خارج السياق الزمنى"، "تَخريقُ نسيج العنكبوت"، "من الرومانسيّة الحسيّة إلى الحسيّة الجسدانية"، "يدان إلى هاوية/شِعريّةُ التعويضِ المضادّ"، "عودة ليليت إحياءُ المرأة التى لا تُرَوَّضُ"، و"التضعيفُ الأسلوبى".
ومن ضمن ما جاء على الغلاف "إنّ الكتابة عن "الكتابة فى الجنس" شىءٌ عسيرٌ فى نطاق ثقافةٍ تهمّش وتطردُ بشدّةٍ كتابات "التجديف" و"الشكّ" و"المجون" و"نقد المقدّس"، و"الجنس" لذلك أتوقّعُ مَنْ سوف يتساءلُ بتذمّرٍ: ولمَ الكتابةُ عن شاعرةٍ تتعرّى بالقصيدة، عن شاعرةٍ تديرُ ظهرَها للواقع، وتنشغلُ بالجسد واستيهاماته، تلك أسئلة مشـروعة، لكنّ ألمْ يكنْ من حقّنا أنْ نتساءل أيضاً بأنّ الجسد، والجنس على وجه التحديد، كان حاضراً بقوّةٍ فى كلّ تفاصيل الواقع ونقاطه الساخنة؟ ألمْ يقترنْ برجال الدين والساسة والأثرياء والمتنفّذين؟ ألمْ يكنْ للكبت الجنسى من تأثيراتٍ مدمّرةٍ على الواقع الاجتماعى؟ ألمْ ينشأ تناسبٌ طردى ما بين الكبت والانحلال؟. ألمْ يكنْ للكبت بنسخته العربية والشـرق أوسطية من تأثيراتٍ مباشرةٍ على العنف المتجذّر فى هذا المجتمع، على ما يصاحبُ العنف من هدْرٍ للمال، وتفريط بالمقدرات الاقتصاديّة، على خَلْق ازدواجيّةٍ متأصّلة فى التركيبة الأخلاقيّة للمجتمع، على خَلْق مزاجٍ كئيبٍ يدفعُ إلى العنف، الجنسُ، إذنْ، هو مشكلة حالها حال المشكلات الأخرى فى المجتمع العربى الشـرقى، وقصائد جُمانة حَدّاد وكتاباتها الأخرى تجتهدُ فى معالجة هـذه المشكلة".
