قال الدكتور حسن عماد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، إن إعلامنا المصرى بشقيه الرسمى والخاص مر خلال الأشهر القليلة الماضية، بفترة من التخبط والارتجال والعشوائية، وافتقاد المهنية، وسقط فى التحيز والإثارة الممنهجة، مما انعكس بالسلب على الشارع المصرى، وما شهده من فوضى وعشوائية وإضرار بالصالح الوطنية فى الفترة الماضية.
وأكد عماد، فى كلمته اليوم فى افتتاح مؤتمر "الإعلام وبناء الدولة الحديثة فى مصر" الذى تنظمه كلية الإعلام، على أهمية نقاش الخبراء حول القضايا المثارة حاليا وعلى رأسها إلغاء وزارة الإعلام واستبدالها بمجلس وطنى للإعلام المسموع والمرئى، وإلغاء المجلس الأعلى للصحافة واستبداله بمجلس وطنى مستقل للصحافة، وتعديل قانون الإذاعة والتليفزيون لمنع الاحتكار الحكومى للبث، وتعديل قانون نقابة الصحفيين، لتكون نقابة للحماية والمحاسبة معا، وسرعة إنشاء نقابة أو أكثر للإعلاميين، ووضع مدونات للأداء المهنى للإعلام، وتحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط من القيود الحكومية، وإعادة هيكلة الهيئة العامة للاستعلامات.
كما أشار عماد، إلى أن اختيار رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى لجامعة القاهرة لإلقاء خطابه الرسمى الأول، له دلالته ومغزاه فى أن الجامعة منارة للتنوير والحداثة، إضافة إلى إشارة من الرئيس إلى أهمية العلم والعلماء، وأن العلم هو السبيل الوحيد للتقدم وبناء الدولة الحديثة.
ولفت عماد، إلى ضرورة التزام المؤسسات المهنية بالمواثيق المهنية التى تستهدف التوازن بين الحرية الفردية وصالح المجتمع، مضيفا أن مراعاة المسئولية الاجتماعية تفرض على وسائل الإعلام أن تتحمل التزاماتها تجاه المجتمع.
ومن جانبه، أشار الدكتور محمود علم الدين وكيل كلية الإعلام للدراسات العليا والبحوث، وأمين عام المؤتمر، إلى أن الإعلام بوسائله التقليدية لعب دورا محوريا فى التمهيد للثورة وفى تهيئة الرأى العام، كما ساهم فى بلورة الاحتجاجات الشعبية، من خلال كشف مساوئ النظام السياسى السابق وسلبياته وحشد وتعبئة الجماهير للثورة وإسقاط النظام القديم.
وأضاف علم الدين، أن الإعلام ما زال بكافة توجهاته السياسية وأنماطه التقليدية والجديدة، رغم حالة الجدل والإشكاليات التى تطرحها توجهاته وآلياته، خلال الثورة وما بعدها يلعب دورا فاعلا فى التأثير على مسار العمل السياسى خلال الفترة الراهنة.
وأوضح، أن المؤتمر العلمى الثامن عشر لكلية الإعلام، يناقش دور الإعلام فى بناء الدولة الحديثة بعد ثورة 25 يناير، التى شكلت نقطة فاصلة فى تاريخ مصر، ومثلت انطلاقة لمرحلة جديدة من الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى الشامل لمصر، بدأت بتنحى الرئيس مبارك وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مقاليد الحكم، وبداية عملية المخاض لبناء دولة حديثة بدأت ملامحها الأولى فى الاكتمال بالانتخابات الرئاسية وتولى الدكتور محمد مرسى السلطة رسميا أمس.
عميد إعلام القاهرة: إعلامنا افتقد المهنية واعتمد على الإثارة عقب الثورة
الأحد، 01 يوليو 2012 03:25 م