دنرمين كحيلة تكتب : الشعب يريد رئيس "أمور"

الأحد، 01 يوليو 2012 12:38 ص
دنرمين كحيلة تكتب : الشعب يريد رئيس "أمور" الرئيس محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتعجب حقا لمن ينتقدون الرئيس محمد مرسى من أجل أن شكله لا يعجبهم وأنه غير وسيم مما حدا ببعض الصحفيين وصفه بأنه ليس حسين فهمى أو رشدى أباظة ولذلك لا يحق له أن يضع صورته فى أية مصلحة حكومية فهل هذا منطق؟

قالت لى إحدى قريباتى فى تبريرها لاختيارها لشفيق بدلا من مرسى أنها تفضل شفيق لأنه وسيم وأنيق وابن ناس أما مرسى ففلاح.. للأسف هذا منطق كثير من الناس رغم تفاهته وسطحيته.

ماذا سيستفيد الناس لو أن رئيسهم أجمل رجل فى العالم ولكنه لا يفهم شيئا وأودى بمصر إلى الهاوية ؟ فربما الدكتور مرسى عند الله أعز وأكرم وأنفع للأمة من غيره من هؤلاء الذين يتصفون بالوسامة من نجوم السينما.قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الّلَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ الّلَهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ".
قال ابن القيم فى روضة المحبين : إن المؤمن يعطى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه فمن رآه هابه ومن خالطه أحبه وهذا أمر مشهود بالعيان فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود أو غير جميل.
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أنه كان يجتنى سواكاً من الآراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مم تضحكون؟) ، قالوا: يا نبى الله من دقة ساقيه، فقال: (والذى نفسى بيده لهما أثقل فى الميزان من أُحُد) رواه أحمد.

وهل يُقاس الناس بأشكالهم وألوانهم؟! وهل يضرّ عبد الله رضى الله عنه ضعفه ونحوله؟!! لا والله؛ فإن لصاحب تلك الساقين فضائل تُثقل الميزان، وأعمالاً تُقرّ العين، ومزايا تُبهر الألباب، جامعاً فى ذلك بين جمال السيرة ونقاء السريرة.

وسيدنا موسى عليه السلام كان أسمر البشرة أجعد الشعر ولكن الله اصطفاه وفضله على بنى إسرائيل بالنبوة ووضع عليه محبة منه حتى أحبه كل من رآه.

الشكل ليس له قيمة لأن ملامحنا جميعا ستفنى فى التراب فكلنا بعد الموت هياكل عظمية لا يستطيع أحد أن يفرق بينها ولكن العمل هو ما سيبقى.
وكذلك حين فتح المسلمون فارس وطلب كسرى منهم أن يفوضوا رجلا للتحدث باسمهم فاختاروا رجلا أسود فتعجب كسرى وقال: أما وجدتم غير هذا الأسود كى يتحدث عنكم؟ فقالوا له إنه أفضلنا فتعجب كسرى.

عن عائشة رضى الله عنها قالت: قلت للنبى صلى الله عليه وسلم : حسبك من صفية أنها كذا وكذا - تعنى أنها قصيرة- فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته.

وهذا يذكرنا بموقف أبى ذر الغفارى حين كان فى مجلس ومعه بعض الصحابة فقدم اقتراحا لم يعجب بلالا فقال أبو ذر لبلال رضى الله عنهما: حتى أنت يا ابن السوداء تخطئنى؟ ولما بلغ الأمر الرسول صلى الله عليه وسلم تغير وجهه وقال: "أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية" فبكى أبو ذر رضى الله عنه.. وأتى الرسول عليه الصلاة والسلام وجلس .. وقال يارسول
الله استغفر لى .. سل الله لى المغفرة ثم خرج باكيا من المسجد..
وأقبل بلال ماشيا.. فطرح أبو ذر رأسه فى طريق بلال ووضع خده على التراب ..وقال :والله يابلال لا أرفع خدى عن التراب حتى تطأه برجلك.. أنت الكريم وأنا المهان.. !!فأخذ بلال يبكى .. واقترب وقبَّل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا.
والمفهوم من القصة أن أبا ذر رضى الله عنه تصور أن سواد بشرة بلال رضى الله عنه سوف يمنعه من التفكير الصحيح وهذا هو نفس التفكير المريض لدى البعض الآن فما علاقة الشكل الخارجى بالعقل؟ وهذا هو ما يؤكده المثل الشعبى الدارج:" لا تأخد من الأصلع لا رأى ولا نصيحة لو كان الله يحبه لجعل رأسه صحيحة".

أتعجب من أننا مازلنا نعيش عصر الجاهلية الفكرية حتى بين النخبة أو الصفوة كما يسمون أنفسهم وهذا نتاج طبيعى للإعلام الفاسد الذى ركز انتباهنا طوال السنوات الماضية على مسابقة ملكات الجمال، وأجمل طفل فى العالم، فعمل جاهدا على تسطيح فكر المجتمع وتوجيهه لجمال الصورة والصوت بصرف النظر عن جمال الطباع والأخلاق.

لو يعلم من يسخرون ويتغامزون ويلمزون سواء فى الصحف أو الإعلام أن الله عز وجل توعدهم بالويل والثبور فى سورة الهمزة :"ويل لكل همزة لمزة...."
وقال أيضا:" يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون (الحجرات:11)
احترموا كلمتكم أيها الإعلاميون حتى لا تكون دليلا ضدكم يوم القيامة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة