"باحثة": مرسى بدأ خطابه بـ"الله أكبر" فى إشارة لمبارك الذى سجنه ظلماً

الأحد، 01 يوليو 2012 04:39 م
"باحثة": مرسى بدأ خطابه بـ"الله أكبر" فى إشارة لمبارك الذى سجنه ظلماً أرشيفية الرئيس أثناء خطابه فى جامعة القاهرة
كتبت هند عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت وفاء داوود الباحثة فى العلوم السياسية، إن خطاب د. محمد مرسى رئيس الجمهورية فى حفل تنصيبه بجامعة القاهرة، بعد أدائه اليمين الدستورى أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، جاء مغايراً تماما لخطابه الأول والثانى، وهذا يدل على إدراك الرئيس لاختلاف المناسبات والمواقف، فالخطاب الأول كان بشكل غير رسمى يتلاءم مع الحس الثورى، إلا أن خطابه الثالث وبعد إعلانه رسمياً كرئيس للبلاد جاء أكتر تقدماً ورقياً، ليتلاءم مع رجل دولة متناولا قضايا عدة، ويلاحظ من خلال القراءة التحليلية للخطاب الثالث، أن الرئيس محمد مرسى بدأ بجملة "الله أكبر" على كل شىء، والتى كانت إشارة واضحة لمبارك الذى سجنه وظلمه وتأتى الأيام التى تعكس الأوضاع، فيكون مرسى الرئيس ومبارك السجين، فسبحان المعز المذل. كما اعتذر قبل البدء بخطابه لطلاب جامعة القاهرة بسبب إلغاء الامتحانات اليوم بسبب لقائه بالجامعة، وتأكيده على معرفته بكافة التفاصيل التى تتعلق بالطلاب مؤكداً معرفته بأن الإمتحان كان خاص بكليتى الآداب والحقوق فقط.

وتضيف "داوود"، انطلق مرسى فى خطابه بالتأكيد على عدم العودة للوراء ومحاربة كل من يحاول العودة إلى ما قبل 25 يناير، مشيراً إلى نقاط هامة تُعد جوهر خطابه والتى تتمثل فى التأكيد على شرعية المؤسسات المنتخبة والتى تعد إشارة واضحة وصريحة على عودة البرلمان المنتخب لدوره ولانعقاده وهو الأمر الذى يوضح عدم اعترافه بقرار المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان، كذلك أكد على احترامه للجنة التأسيسية للدستور وهو الأمر الذى يمثل الضوء الأخضر لاستكمال عملها، لكن هذا لا يمنع انتظار حكم القضاء حول بطلانها من عدمه. بعد تفجيره لقضيتى عودة البرلمان وشرعية اللجنة التأسيسية للدستور يحاول محمد مرسى مغازلة المجلس الأعلى للقوات المسلحة فيقدم له التحية والتقدير والإثناء على جهودة ومشيداً لجهود قوات الشرطة، وفى ذات الوقت أكد تقديره لجهود القضاء مركزاً على العدلاء فى المؤسسة القضائية وهذه إشارة إلى إدراكه بوجود البعض المسيس داخل أروقة القضاء.
وأضافت: كرر د. مرسى خمس مرات تقديره لجهود القوات المسلحة مستخدماً لفظ "الجيش" ثلاث مرات، ولفظ المجلس الأعلى للقوات المسلحة "مرتين"، وذلك لتوصيل أكثر من رسالة والتى بدأت بمغازلته واحتوائه والتأكيد على احترام المؤسسة العسكرية ودعمها، مع مطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالعودة إلى ثكناته، فقد سرد مرسى أداء المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى إدارته للمرحلة الانتقالية موضحاً أنه قام بإجراء الانتخابات البرلمانية "انتخابات مجلس الشعب والشورى"، وأنتج برلماناً منتخباً يعبر عن إرادة الشعب" وهذا تلميح بعدم المواقفة على حل البرلمان"، متابعاً الإشادة بدور المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى الانتخابات الرئاسية والتى أنتجت رئيسا منتخبا يعبر عن إرادة الشعب بالإضافة إلى تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، وينطلق الرئيس من ذلك بتوجيه الشكر والتقدير للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على إدارته للمرحلة الانتقالية داعياً إياه للعودة لدوره الأساسى فى حماية الوطن معلناً انتهاء المرحلة الانتقالية ودور المجلس فى إدارة شئون البلاد.

وتقول الباحثة فى العلوم السياسية: إنه ورغم إشارته الصريحة بعودة المؤسسات المنتخبة لممارسة دورها "عودة البرلمان لعقد جلساته"، يؤكد مرسى على احترامه لسيادة القانون والعمل على تطبيقه على كافة المواطنين سواء، واحترام الدولة المؤسساتية وتحقيق التوان بين السلطات الثلاث.

وتابعت: انتقل مرسى إلى فصائل وشرائح الشعب المصرى مؤكداً على احترامه لقيم المواطنة والتسامح، والتزامه بسياسات عامة تحقق مطالب الشعب تتلاءم مع احتياجات المرحلة الحالية، موضحاً الخطوط العريضة لبرنامجه فى المرحلة القادمة والتى تتركز فى إصلاح المجال الاقتصادى والأمنى لعودة الاستقرار للبلاد، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية التى تعد من أهم مطالب المرحلة الثورية ثم عاد مرسى مرة ثانية ليطمأن شرائح الشعب المصرى ويؤكد أن صعوده كرئيس ينتمى لتيار إسلامى لن يؤثر على مسار الدولة وحضارتها، متطرقاً إلى رصد سلبيات النظام السابق لاسيما فيما يتعلق بتدنى مكانة مصر دوليا وإقليميا خلال فترة المخلوع، مؤكداً على أن أولوية السياسة الخارجية لحكومة رئيس الجمهورية تكمن فى عودة مكانة مصر الرائدة دولياً وإقليمياً، موضحاً الإهتمام بما أهمله السابق السابق لاسيما الدوائر الإسلامية والأفريقية فى السياسة الخارجية المصرية.

وتشير إلى أن مرسى أكد على احترامه والتزامه للمعاهدات الدولية لطمأنة الخارج لاسيما أمريكا وإسرائيل إلا أنه أكد فى ذات الوقت على مساندته للشعب الفلسطينى لحصوله على حقوقه الشرعية وبذل جهود المصالحة بين الفصائل السياسية الفلسطينية لتكون بمثابة صف واحد وجبهة واحدة لتشكل قوة ضغط للحصول على حقوقها الشرعية كدولة، وهو ما يربك إسرائيل ويخلق بور توتر فى العلاقات المصرية الإسرائيلية الأمريكية، كما أكد مرسى على دعمه للشعب السورى فى مواجهه النظام المتسلط، موضحاً عودة القومية العربية والهوية العربية من خلال العمل على توحيد الصفوف العربية سياسياً واقتصادياً من خلال تفعيل المؤسسات العربية الإقليمية، فضلا عن طمأنته الدول العربية - وهى إشارة للدول الملكية التى لم تصاب بعدوى الثورة من الدول العربية- بأن مصر لا تعمل على تصدير الثورة ولا تتدخل فى شأن داخلى لدول أخرى لأنها لا تقبل تدخل أى دولة مهما كانت فى شأنها الداخلى، وهذه إشارة لدول عربية بعينها حاولت وتحاول التدخل فى الشأن المصرى، وفيما يتعلق بتقييم المهارات الشخصية لكتور محمد مرسى فى أدائه للخطاب الثالث، نلاحظ ثقته بنفسه، وبروز شخصيته القوية وصلابته، كما نلاحظ تحسنا فى أدائه مقارنةً بالخطاب الأول والثانى كذلك هناك ارتقاء فى لغة الجسد خلال إلقاء كلمته.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة