ساعات قليلة ويُسدل الستار على بطولة أمم أوروبا "يورو 2012" التى استضافتها بولندا وأوكرانيا خلال الفترة من 8 يونيه الماضى وحتى اليوم الأحد، الأول من شهر يوليو، حيث يُقام نهائى البطولة بين منتخب إسبانيا وإيطاليا، الليلة فى تمام الساعة التاسعة إلا ربع بتوقيت القاهرة، على الملعب "الأوليمبى" بالعاصمة الأوكرانية كييف.
وتعتبر النسخة الحالية والـ14 من اليورو واحدة من أفضل النسخ فى تاريخ البطولة التى تُقام كل أربعة أعوام، حيث شهدت العديد من الأحداث المثيرة والمفاجآت سواء داخل محيط الساحرة المستديرة أو خارجها فى المدرجات وفى الساحات الجماهيرية أيضًا.
قبل شهور على انطلاق البطولة حاصرتها مخاوف من العنصرية التى شهدتها البلدين المضيف أوكرانيا وبولندا، الأمر الذى أثار مخاوف عديدة لدى جماهير المنتخبات الـ16 المشاركة فى البطولة وكانت هناك احتمالات من قلة أعداد الجماهير التى ستحضر البطولة، ولكن جاءت على عكس التوقعات، حيث شهدت حضورا جماهيريا كثيفا بمجرد انطلاقها يوم 8 يونيه فى المباراة الافتتاحية بين منتخبى بولندا "المضيف" واليونان وحتى لقاء النهائى المتوقع مشاهدته من عدد كبير من المشجعين، فيما حظيت مباريات أخرى فى البطولة بنسبة مشاهدة عالية، حتى أنه قد تصبح مواجهة إيطاليا وإنجلترا فى الدور ربع النهائى صاحبة أعلى نسبة مشاهدة فى تاريخ اليورو.
وفرض الكبار هيمنتهم على البطولة الأوروبية بنسختها الحالية، حتى أن طرفى النهائى أحد أقوى المنتخبات فى القارة العجوز وهما إسبانيا، بطلة أوروبا 2008 والعالم 2010، وإيطاليا بطلة العالم 2006، ولكن فى الوقت نفسه كان وصول منتخب الأتزورى إلى نهائى اليورو أحد أبرز المفاجآت فيها خاصة أنه جاء على حساب منتخب ألمانيا الذى كان أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب الأوروبى، فى الدور نصف النهائى، ولم تتوقف مفاجآت منتخب إيطاليا الذى كانت بدايته ضعيفة للغاية حتى أنه كان سيودع البطولة من الدور الأول، عند هذا الحد، بل أنه أطاح أيضًا بالمنتخب الإنجليزى من الدور ربع النهائى بركلات الترجيح، والليلة، هل سيفعلها الطليان ويكشرون عن أنيابهم لإنهاء هيمنة الإسبان على أوروبا والعالم فى الأربعة أعوام الأخيرة.
واصطبغت البطولة الأوروبية بالسياسة فى ظل اهتمام الساسة فى القارة العجوز بمؤازرة منتخبات بلادهم المشاركة فى اليورو سواء عن طريق حضور المباريات أو من خلال التقاط صور وفيديوهات تبرز حماسهم الشديد فى متابعة مباريات منتخبات بلادهم عبر التليفزيون، ولعبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دورًا كبيرًا فى هذه البطولة، خاصة فى المباراة التى حضرتها للمانشفت أمام منتخب اليونان فى الدور ربع النهائى، والتى انتهت بفوز الألمان، بأربعة أهداف مقابل هدفين، حيث شنت حرب إعلامية بين صحافة ألمانيا واليونان قبل وبعد المباراة بسبب عداء الشعب اليونانى لميركل بسبب سياسة الأخيرة ضد البلد اليونانى الفقير والتى تعانى من مشاكل اقتصادية.
وفى الوقت الذى ظهرت فيه البطولة بصورة تنظيمية أبهرت العالم بالرغم أن بولندا وأوكرانيا ليست من الدول الغنية فى أوروبا، كان لأعمال الشغب والعنصرية من جماهير بعض المنتخبات دورها فى تعكير صفو البطولة، ولكن اتخذ الاتحاد الأوروبى لكرة القدم "يويفا" إجراءات مشددة ضد اتحادات هذه المنتخبات، وكان للاتحاد الروسى نصيب الأسد من العقوبات والغرامات المالية بسبب شغب جماهيره بالرغم أن المنتخب الروسى ودع اليورو من الدور الأول، بالإضافة إلى جماهير بولندا التى كانت الأكثر إثارة للمشاكل خاصة فى المواجهة التى جمعت بين منتخب بلادها ونظيره الروسى فى الدور الأول نظرًا للخلافات السياسية بين البلدين، حيث قالت تقارير الشرطة البولندية أن اعتقلت أكبر عدد من مثيرى الشغب من الجماهير البولندية.
وكان للحيوانات دور فى هذه البطولة على غرار ما حدث فى كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، والذين توقعوا نتائج بعض المباريات فى البطولة أمثال الباندا "لين هوى" والفيلة شيتا والإخطبوط باولو والسمكة كوى، ولكن معظم التوقعات كانت خائبة.
وتعتبر أبرز اللقطات التى شهدتها البطولة توقف مباراة فرنسا وأوكرانيا فى الدور الأول، والتى انتهت بفوز الديوك، بهدفين نظيفين، لمدة ساعة بسبب عاصفة رعدية وسقوط أمطار غزيرة، ولعبت الجماهير فى المدرجات دورًا كبيرًا فى جذب أنظار العالم إلى البطولة، وخاصة الجماهير الأيرلندية التى حظيت بإشادة ميشيل بلاتينى، رئيس الاتحاد الأوروبى، نظرًا لسلوكها الرائع فى التشجيع ومؤازرة منتخب بلادها بالرغم أنه خسر مبارياته الثلاثة وودع البطولة من الدور الأول.
الربيع الكروى يودع "اليورو" تحت شعار "حان موعد تحديد البطل".. إيطاليا وإسبانيا يكتبان كلمة النهاية فى بطولة المتعة والسياسة والعنصرية.. وتوقعات الحيوانات "فشنك"
الأحد، 01 يوليو 2012 03:07 م
يورو 2012
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة