علقت صحيفة "نيويورك تايمز" على المظاهرات التى شهدها ميدان التحرير أمس، الجمعة، والتى شارك فيها آلاف المصريين، موضحة أن تلك الاحتجاجات قد جاءت لتعبر عن مخاوف كبيرة فى الشارع المصرى حول جدية حكم المؤبد الذى حصل عليه الرئيس السابق من ناحية، وكذلك ما سوف تسفر عنه نتيجة جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، والتى قد تقود البلاد ببطء نحو حقبة جديدة من "السلطوية".
وأوضحت الصحيفة أن الميدان قد شهد العديد من الحوارات التى تعبر عن غضب المصريين، وتشككهم حول مستقبل المرحلة القادمة، موضحة أن الميدان قد شهد جدالاً واسعاً بين المتظاهرين حول موقف من جولة الإعادة، سواء بالمشاركة أو المقاطعة. وأضافت أن العديد من المتظاهرين قد أعربوا عن رفضهم الكامل للفريق أحمد شفيق، باعتباره أحد أركان النظام المصرى السابق، حيث إنه قد شغل منصب رئيس الوزراء فى الأيام الأخيرة من عهد الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الميدان قد شهد كذلك بعض الاحتجاجات من جانب عدد من النساء اللاتى أعربن عن رفضهن لحالات التحرش الجنسى التى شهدها الميدان خلال الأيام الماضية، إلا أن بعض المتظاهرين قد ألقوا عليهن الحجارة، وقاموا بطردهن من الميدان إلى الشوارع الجانبية.
وأوضحت أن التوتر يبدو واضحاً فى الميدان مع اقتراب جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، والمقررة فى يومى 16 و17 يونيو القادمين، خاصة أن هناك معارضة لترشح الفريق شفيق من جانب قطاع كبير من الثوريين والاشتراكيين، بالإضافة إلى الرأسماليين المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين، إلا أنها أكدت أيضا أن هناك حملة كبيرة تدعو إلى مقاطعة جولة الإعادة، وهو ما أثار استياء أنصار مرشح الجماعة د. محمد مرسى.
وأضافت أن الاختيار بين مرسى وشفيق يعد صعباً للغاية بالنسبة للعديد من المصريين الذين يرفضون كلا من النظام القديم والإخوان المسلمين. وأوضحت أن العديد من المتابعين قد شككوا فى نتائج الجولة الأولى، خاصة بعد صعود الفريق شفيق إلى جولة الإعادة على عكس المتوقع، إلا أن المراقبين الدوليين قد أكدوا أنه لا توجد عمليات تزوير منظمة.
وأوضحت نيويورك تايمز أنه بالرغم من التنظيم الجيد للجماعة التى استطاعت أن تحصد حوالى نصف مقاعد البرلمان خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إلا أن الليبراليين وبعض المنتمين للتيار السلفى يدركون أن الجماعة لا تعمل سوى لتحقيق أهدافها ومكاسبها على حساب الثورة المصرية وروحها.
من ناحية أخرى أثارت الصحيفة الأمريكية أن المصريين سوف ينتخبون رئيسهم دون أن يعرفوا السلطات المخولة إليه، نتيجة الخلاف الذى ثار بين الأحزاب والقوى السياسية حول معايير تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور الجديد طيلة الأشهر الماضية، مضيفة أن القوى السياسية قد تمكنت أخيرا من التوافق على تلك المعايير يوم الخميس الماضى.
نيويورك تايمز: جولة الإعادة قد تقود مصر نحو حقبة جديدة من "السلطوية"
السبت، 09 يونيو 2012 11:12 ص
جانب من تصويت المصرين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة