فعلا هى اللحظة التاريخية التى يصعب أن يجود بمثلها التاريخ مرة أخرى. لحظة تاريخية لمصر الجديدة لحظة تاريخية للثورة المصرية المباركة ولحظة تاريخية للحركة الإسلامية فى مصر وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين. لحظة تاريخية يتحمل فيها الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة ومرشحهم الرئاسى كامل المسئولية عن انتصار الثورة وانتصار الحركة الإسلامية فى مصر والتخلص تماما من بقايا نظام خرج الشعب وأجبره على الرحيل فى ثورة شعبية منحها الله للشعب المصرى.
لا أحد ينكر أن بقايا النظام السابق الذين مازالوا يتحكمون فى مفاصل الدولة العميقة كما يقولون وفى نفس الوقت يملكون المال والتكتيكات التى لها عميق الأثر فى توجيه إرادة جزء من أبناء هذا الشعب لاختيار مرشح النظام السابق وخاصة أن الإعلام لعب لعبته وجعل جزءا من الشعب بلا وعى وخاصة أن الكثير من الفضائيات والصحف يملكها رجال النظام السابق.
لقد استطاع الطرف الخفى أو الثورة المضادة أن تخلق وضعا اقتصاديا وأخلاقيا وأمنيا مترديا أدى إلى يأس الناس من الثورة وماجلبته لهم من عدم الاستقرار والانهيار الاقتصادى لدرجة أن هناك قرى كاملة رفضت الخروج بالكامل للتصويت فى الانتخابات الرئاسية بسبب الوضع المزرى الذى وصلت إليه البلاد.
فى جانب الثوار حدثت أخطاء كثيرة جعلت بعض الناس يفقدون الأمل فى الثورة وخاصة عندما كثرت الائتلافات الثورية وتعددت القيادات التى فشلت فى الاتفاق على أى شىء وكذلك وقع البعض فى فخ إهانة الجيش المصرى وقياداته المتمثلة فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
بكل تأكيد هناك جزء من الشعب يرفض الرفاهية الفكرية والسياسية التى تعيشها النخب والقيادات السياسية وكل مايهمه هو لقمة العيش وسيقوم بإعطاء صوته لمن يجدونه لديه القدرة على الحفاظ على الأمن والاستقرار ومن ثم رفع الأداء الاقتصادى ورفع مستوى المعيشة وهذا هو ماركز عليه مرشح النظام السابق.
أقولها بكل صراحة لكل التيارات التى قامت بالثورة وشاركت فيها عندما نذهب إلى صناديق الاقتراع لاختيار من سيحكمنا فإن الشعب هو الذى سيختار من يحكمه وليس النخب أو الإعلاميين. وفى النهاية الشعب يحكمه من يستحقه هذا الشعب لحكمه بمعنى آخر الخيار فى يد الشعب والخيار إرادة شعبية يجب احترامها طالما هى حرة ونزيهة.
لذلك أتمنى على مرشح الثورة الذى تبقى لنا أن ينزل فورا إلى مستوى الشعب ويتعهد باستكمال أهداف الثورة وأن يخلق توافقا وطنيا واصطفافا شعبيا كبيرا حوله فى شوارع مصر ومدنها وقراها وأريافها بعدة قرارات مهمة جدا يصدرها فى وثيقة أو يعلنها فى مؤتمر صحفى عالمى معاهدا الشعب باستكمال أهداف الثورة من خلال خارطة طريق تتضمن كل أو معظم الآتى:
أولا: الإعلان عن اختيار ثلاث نواب لللرئيس القادم لابد وأن أحدهم أحد الأقباط ولابد أن يكون أحدهم امرأة ولابد أن يكون أحدهم أحد الشخصيات الوطنية وكلهم ممن شارك وأيد الثورة.
ثانيا: تعيين مجلس استشارى للرئيس القادم من عديد من الشخصيات الوطنية من كل الاتجاهات وعلى رأسه أحد الشخصيات الوطنية التى شاركت فى الثورة.
ثالثا: الإعلان عن ملامح حكومة ائتلافية موسعة يشارك فيها الجميع وعلى رأسها أحد الشخصيات الوطنية التى شاركت فى الثورة.
رابعا: الإعلان عن مبادئ دستورية عامة تضمن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة لكل المصريين واعتماد وثيقة الأزهر والأزهر كمرجعية لكل المصريين وكذلك التعهد بأن تكون اللجنة التأسيسية للدستور ممثلة لكل المصريين.
إن التوافق والاصطفاف الوطنى خلف مرشح الثورة المصرية ضرورة تحتمها المرحلة حيث إن ثورتنا تمر بمرحلة ولحظة دقيقة تتمثل فى إمكانية اختيار الشعب لرمز النظام السابق وسرقة مستقبل مصر الذى بشرتنا به ثورة يناير التى ضحى فى سبيلها أنبل شباب هذا الوطن الذى سالت دماؤه فى الميادين والشوارع على أيدى مجرمى النظام السابق. لقد دفعنا الثمن باهظا بسبب الاختلاف والتشرذم فكان ما كان ولا يصح ولا يجوز أن نلدغ من نفس الجحر مرتين. والكرة الآن فى ملعب جميع القوى الثورية والوطنية والجزء الأكبر من المسئولية يقع على جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة. يجب أن نكون على مستوى الحدث ونتحمل المسئولية التى سنسأل عنها أمام رب العزة والتى تركها الشهداء الأبرار فى رقابنا.
وأخيرا من على هذا المنبر أدعو جميع القوى السياسية إلى استعادة روح التحرير والوفاء لدماء شهداء الثورة لاستعادة زمام المبادرة قبل أن يأتى يوم يمكن أن يندم الجميع لأن الموضوع ديمقراطى بحت والشعب سيختار من يعتقد أنه الأجدر بحكم مصر وعندها ستقول تعظيم سلام للديمقراطية ونعترف بأن الشعب هو صاحب الحق فى الاختيار بإرادة حرة.
وليعلم الجميع أنه لم يعد هناك مجال للديماجوجية أو الدوجماتية الآن وبعد الآن الآن المجال مفتوح فقط للديمقراطية وتبادل السلطة. الآن فقط الحكم لصناديق الاقتراع الحرة والنزيهة وسيحكم فقط من سيختاره الشعب والشعب فقط سيختار من يستحق أن يحكم هذا الشعب. الوقت قارب على النفاد والأحداث متلاحقة ولا وقت للمزايدات ولا وقت للجدال يجب علينا إعلان خيارنا إما ثورة أو لا ثورة ولا خيار ثالث كما يتوهم البعض. اللهم إنى بلغت اللهم فاشهد ولله الأمر من قبل ومن بعد.
طابور انتخابات - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة