تامر عزت أحمد يكتب: التزوير الفكرى

السبت، 09 يونيو 2012 09:08 ص
تامر عزت أحمد يكتب: التزوير الفكرى صندوق انتخابات "رئاسة"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل عكست الانتخابات مقدار الاختلاف الفكرى الذى نعيش فيه؟ هل عكست مقدار التباين فى إدراكاتنا لمن حولنا؟ هل عكست أننا غير متفقين على الالتفاف حول من يقودنا؟ لقد اختلفنا على ربان السفينة دون أن نتفق على واجهتها إلى أين ستنطلق وإلى أين سترسو إلى بر أمان لهذا الوطن؟ أم ستصارع أمواج وعواصف وبداخلها ركاب يتصارعون فيما بينهم قبل أن تصارعهم أمواج بحر من الظلمات لا يعلم أحد قوته ولا نتائجها.

انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات بجولة محسوم فيها قبل أن تبدأ أن يخسر فيها الجميع، يتصارعون فيما بينهم على الحكم، يظهرون أحسن ما عندهم لشعب يغازلونه بالكلمات على أمل الفوز بالأصوات، كل اختار مرشحه… على أسس بعضها سليم وبعضها شابه التزوير الفكرى فعندما تضلل أمة كاملة فإنك تعصف بكل حق لهم فى التفكير وعندما تخاطب البسطاء تداعب أحلامهم البسيطة التى أصبحت العودة إلى الأمان، فإنك تصبح كمن يضغط على جرح مريض فيرجوك ويتوسل إليك أن تتركه لكى يستريح… فتلبى طلبه وتتركه فى جراحه لا أنت ضامدا لها، وتتداعى بأنك قد نفذت رغبته التى طلبها منك.

لم ننضج سياسيا ولسنا مؤهلين للديمقراطية وإن اختلف معى الجميع فحرية الرأى مكفولة للجميع وإن اختلفت معى فأنت لست بديمقراطى ولكن الديمقراطية لابد أن تبنى على أساس سليم، إن الديمقراطية المتولدة فى نظام فاسد لا يمكن أن تكون حقيقية لأن أفكارنا مزورة بحقائق لا أساس لها من الصحة نقاوم التغيير نقاوم الإصلاح عشنا فى جو من الفساد نخاف أن نرى الإصلاح فكلنا فاسدون عشنا نفسد أما بأفعالنا أو حتى سكوتنا على الفساد لم يكن مبارك الفاسد الوحيد، عندما تقنع بتطبيق الديمقراطية طبق متطلباتها أولا ومن أهم متطلبات الديمقراطية التجانس الفكرى والتجانس الثقافى.. لا أقلل من أحد ولا أزايد على أحد ولكن كيف لمحافظات مهمشة تزيد فيها نسبة الأمية عن النصف أن تعصف بمرشح وأن تأتى بآخر، إننى أدعو الباحثين إلى الدراسة فى هذا المجال وستكتشفون الحقيقة… كلما زادت الأمية كلما اتجه الناخبون إلى انتخاب شخص بعواطفهم الشخصية أو بمعلومات مغلوطة وهو ببساطة تزوير ولكن فكرى.

فكما كانت هناك ثورة فى الاتصالات وثورة فى الطباعة فلما لا تكون هناك ثورة وتقدم فى أساليب التزوير التقليدية للانتخابات هل كل التزوير عن طريق الأساليب التقليدية التى أصبحت بادية للعيان فى ظل مراقبة دولية وفى ظل تجارب سابقة، لا فقد زورت الأفكار لقد زورت عن طريق زرع الأفكار المغلوطة التى صدقها البعض وروج لها من يقولون ما لا يفعلون.

لا أهاجم أحدا بعينه ولا استثنى أحدا فالكل أخطأ والكل زرع وسيحصد أشواك زرعه ونار الفتنة أوشكت على الاشتعال وستحرق الجميع ولا أجد نفسى إلا متضرعا إلى الله، داعيا أن يجعلها بردا وسلاما على مصر كما جعلها بردا وسلاما على إبراهيم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة