وداعاً "عملاق الصحافة العربية" غسان توينى.. بدأ حياته المهنية فى أوائل العشرينيات.. خاض العمل السياسى والدبلوماسى.. وعاش حياة امتزجت بمآس عدة.. ووصف بأن قدره يشبه "أبطال التراجيديا الإغريقية"

الجمعة، 08 يونيو 2012 06:03 م
وداعاً "عملاق الصحافة العربية" غسان توينى.. بدأ حياته المهنية فى أوائل العشرينيات.. خاض العمل السياسى والدبلوماسى.. وعاش حياة امتزجت بمآس عدة.. ووصف بأن قدره يشبه "أبطال التراجيديا الإغريقية" "رحل.. فجر النهار" غسان توينى
كتبت سماح عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"رحل.. فجر النهار"، هكذا ودعت اليوم، الجمعة، صحيفة النهار اللبنانية على صفحتها الأولى ناشرها، غسان توينى، الذى توفى اليوم، الجمعة، فى بيروت عن عمر ناهز الـ86 عاماً، وذلك بعد صراع طويل مع المرض.

"عملاق الصحافة العربية" و"عميد الصحافة اللبنانية"، إنها ألقاب أطلقت على توينى، الذى بدأ عمله فى مجال الصحافة، وهو فى بداية العشرينيات فى جريدة النهار، التى أسسها والده عام 1933. وما لبث أن دخل المجال السياسى وأصبح نائباً فى البرلمان اللبنانى وكان فى الخامسة والعشرين من عمره، وخلال مسيرته الصحفية والدبلوماسية الطويلة أنتج توينى عدة مؤلفات فى الصحافة والسياسة، من بينها "اتركوا شعبى يعيش" و"سر المهنة وأصولها" و"الثقافة العربيّة والقرار السياسى" و"قراءة ثانية فى القومية العربية" و"الإرهاب والعراق قبل الحرب وبعدها" و"حرب من أجل الآخرين".

وإلى جانب عمله فى مجال الصحافة، خاض توينى العمل السياسى، وانتخب فى مجلس النواب اللبنانى أكثر من مرة، كما شغل مناصب وزارية فى حكومات عدة، ففى عام 1970 عين نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للأنباء ووزيرًا للتربية الوطنية والفنون الجميلة وذلك بحكومة الرئيس صائب سلام فى عهد الرئيس سليمان فرنجيّة، واستمر بالمنصب حتى استقالة الحكومة بتاريخ 20 يناير 1971، وفى عام 1975 عين وزيرًا للسياحة ووزيرًا للصناعة والنفط ووزيرًا للعمل والشئون الاجتماعية، وذلك فى حكومة الرئيس رشيد كرامى فى عهد الرئيس سليمان فرنجيّة، بالإضافة لهذه الوزارات فقد عين أيضاً وزيرًا للإعلام بتاريخ 15 سبتمبر 1976، واستمر بهذه المناصب حتى استقالة الحكومة بتاريخ 9 ديسمبر 1976.

ومارس غسان توينى العمل الدبلوماسى، وشغل منصب سفير لبنان فى الولايات المتحدة الأمريكية، وعين سفيراً للبنان لدى الأمم المتحدة عام 1977، وتقلد المنصب الأخير فى أوقات عصيبة تخللها خصوصا اجتياحان إسرائيليان، وينظر إليه على نطاق واسع على أنه "عراب" القرار 425 الصادر عن مجلس الأمن الدولى فى 1978، والذى دعا إسرائيل إلى الانسحاب من لبنان.

حصل توينى على شهادة البكالوريوس فى الفلسفة من الجامعة الأمريكية فى بيروت فى العام 1945، كما حصل فى العام 1947 على الماجستير فى العلوم السياسية من جامعة هارفارد فى الولايات المتحدة، وعمل محاضراً فى العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية فى بيروت بين العامين 1947 و1948، كما ترأس جامعة البلمند الخاصة، كما عين عضواً فى مجلس أمناء الجامعة الأمريكية فى بيروت، وعمل محاضراً بالعلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية فى بيروت.

امتزجت حياة غسان توينى بمآس عدة، لدرجة وصف بأن قدره يشبه "أبطال التراجيديا الإغريقية"، فقد توفيت ابنته نايلة وهى فى السابعة بمرض السرطان، وما لبثت أن لحقت بها زوجته الشاعرة ناديا توينى بالمرض نفسه، وبعد ذلك بسنوات، توفى نجله مكرم فى حادث سيارة فى فرنسا، وقتل نجله الصحفى والسياسى جبران توينى فى عملية تفجير استهدفته فى ديسمبر 2005، وقبل ثلاث سنوات، توقف غسان توينى عن كتابة افتتاحيته فى جريدة النهار بسبب العجز والمرض.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة