تعلمنا من أجدادنا فى الصغر أن ما نزرعه نحصده وكانوا يقولون دائماً جملة شهيرة هى "الزرع من الزريعة" حتى إذا كان الواحد منا مقبل على مشروع الجواز مثلاً يسألونه عن أدب وجمال زوجة المستقبل فحين يمدحونها أو يذمونها تجدهم يقولون الزرع من الزرع، يعنى مثلها مثل أمها وفى حقول الفلاحين تجد من يزرع القمح يحصده قمحاً ومن يزرع القطن يحصده قطناً وهكذا ما نضع بذوره فى الأرض يخرج مثلما وضعناه، إلا ثورتنا العظيمة زرعناها بالدم والعرق والكفاح وطرحت لنا "الباذنجان الأسود".
ولكننى لست أبرر فشل أو أبكى على اللبن المسكوب، ولكنها الحقيقة نتيجة تعدد القوالب التى كنا نصب فيها أصواتنا والتى أوصلتنا إلى هذا الكابوس المفزع وأصبحنا مثل كلام عبد الحليم حافظ حين قال: "ماسك الهوا بإيديا"، بصراحة ما أراه الآن هو أفضل اختيار بين ذاك وتلك، هو "لا" ومقاطعة التصويت أو إضافتها كخانة لراغبى الامتناع عن التصويت حتى يدرك كل من هم الآن يشتاقون للكرسى الرئاسى أنهم لا شىء بالنسبة لنا، وليسوا ممن يعبرون عن جموع الشعب، ياله من حظ نحس وعسر على رأى البعض، ليته كان نصف دينى وأخف وطأة مثل أبو الفتوح أو نصف "أفللة" من فلول مثل عمرو موسى، وياسلام لو كان حمدين صباحى يبقى "فل وعشرة" ولكنها قدرة الله التى أراد وضعنا فى هذا الامتحان الصعب وفى الأول وفى الآخر قسمة ونصيب يعنى زى البطيخة تحبها حمرة ولكنها تطلع "قرعة" وفى حوار داخل النفس بين العقل والقلب مقتنع تماماً أن تسعة مليون صوت لحمدين وأبو الفتوح وباقى أصوات المرشحين هى الثورة بعينها، ومن يقول غير هذا لا يدرك ولا يعنى معنى نجاح ووصول الثورة لأبواب الخير، يكفينا أن الشعب الذى أذهلنا وأصابنا بالجنون فى اختياره لمرشحين الإعادة هو نفسه من أدهشنا فى تصويته لأكثر من مرشح بملايين الأصوات حتى إنه بالفعل أنسانا عصور حجرية كانت تصب فيها الأصوات داخل الصناديق كشراب الزمهرير الذى أكتوينا به، وأن الشعب طوى بغمس أصبعه فى الحبر الفسفورى الماضى القبيح حتى ولو أخرجوا لنا ألسنتهم أو كما يقولون أننا "حصدنا الهوا" يكفينا التغيير من أجل الإحساس بقيمة الإشارة أمام المربع الذى نرغبه دون التوجيه، من أحد ولنا فى القادم صولات وجولات بإذن الله.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة