يطرح الكاتب الكبير يسرى الجندى، رؤيته حول ما أسفرت عنه نتائج انتخابات الرئاسة، وحالة الحراك السياسى التى تشهدها مصر حاليا، ولفت الكاتب إلى أنه يتابع الآن ما يجرى على الساحة السياسية من أحداث بميدان التحرير وجميع المحافظات المختلفة، ويؤكد يسرى الجندى فى حواره لـ«اليوم السابع» أن المرشح الرئاسى حمدين صباحى هو مستقبل الحياة السياسية فى مصر رغم خروجه من السباق الرئاسى.
◄◄ ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات الرئاسية أعادت مظهر الثورة لميدان التحرير من جديد.. فما تحليلك للمشهد؟
- بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية وما أسفرت عنه من جولة إعادة بين مرشح الإخوان محمد مرسى والفريق أحمد شفيق، فإننى أرى أن حصول المرشح الرئاسى حمدين صباحى على نسبة أصوات كبيرة، دليل على نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير، بعدما أجريت محاولات لإجهاضها بتضليل الشعب المصرى والضغط عليه بالعامل الاقتصادى لانكسار الثورة، وتلك الممارسات تم إجراؤها عقب اندلاع الثورة المصرية حتى يكفر الشعب بثورته العظيمة، لكن جاءت نتيجة حصول حمدين صباحى على تلك النسبة الهائلة بجانب وجود مرشحين آخرين غيره ينتمون للثورة أيضاً لتثبت أن الثورة لم تمت وما زالت فى قلب وفؤاد الشعب المصرى.
◄◄ لكن حمدين صباحى خرج من السباق الرئاسى ومن جولة الإعادة أيضا التى حسمت بين مرشح الإخوان والفريق؟
- رغم خروجه بالفعل من الانتخابات الرئاسية، لكنه المستقبل الحقيقى للحياة السياسية فى مصر، وبالتأكيد ستظل استمراريته، وستتسع القاعدة الشعبية والجماهيرية حوله سواء شاءوا أم لم يشاءوا، وتحقيقه طفرة كبيرة فى نسبة الأصوات التى حصدها، أثبتت أن الثورة لم تلفظ أنفاسها الأخيرة من بين أيدى الشعب، وأن هناك إيمانا عميقا بأن صباحى يمثل امتدادا للحركة الوطنية المصرية منذ أن بدأت.
◄◄ «شاءوا أم لم يشاءوا» من تقصد بهذا الكلام؟
- أقصد جميع القوى التى حاولت ضرب الثورة من الداخل والخارج، وتشويهها لينقلب عليها الكثير من أبناء الشعب بشكل مضلل، والثوار ليس لهم أى ذنب، والمعاناة تمثلت فى المستوى الاقتصادى والأمنى، وهذا كله ليس مصدره الثورة والثوار، وإنما القوى المضادة التى نجحت فى تحقيق هذه الخسائر تشويها للثورة وتكفيرا بها، وأود أن أشير إلى أن تحقيق حمدين صباحى لتلك النتائج فى مدة قليلة لم تتجاوز أسبوعين واستقطابه كل هذه العقول تؤكد استمراريته، حيث إن هناك محافظات ومدنا لم يذهب إليها، ولم تصل إليها حملته، لكنه حقق فيها نسب نجاح عالية وحصد الترتيب الأول بداخلها.
◄◄ خروج أنصار صباحى إلى الميادين أدت إلى تشبيه البعض لهم بما فعله أولاد أبوإسماعيل من أجل السلطة.. ما تعليقك؟
- مقارنة ظالمة جدا بين أنصار صباحى وأولاد أبوإسماعيل، حيث إن أنصار حمدين مؤمنون بوضوحه وبوطنيته، ومن حق المواطنين أن يحتجوا، لأن هناك ملابسات فى المشهد الانتخابى ستكشفه الأيام، وحمدين خرج إلى الناس مطالبهم بالتظاهر السلمى، وبالنسبة لمسألة أولاد أبوإسماعيل فهذه مأساة حقيقية لأن بعض الفئات التى تتبعه مضللة.
◄◄إذن كيف ترى مشهد الحريق الذى شب فى مقر المرشح الرئاسى أحمد شفيق؟
- العنف أمر مرفوض، ويجب محاصرته، لأنه قد يعطى فرصة لانقلاب عسكرى إذا اتسع وزاد حجمه فى ظل احتمالات متعددة فى الفترة القادمة، ويجب أن يكون هناك ردود أفعال من النخب السياسية الرافضة لسلوك العنف.
◄◄ ما تعقيبك على نتائج محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك ورجاله؟
- أرى أن نتائج المحاكمة بقدر ما هى صادمة، لكنها إيجابية، لأنها ستساعد الشعب المصرى فى معركته، وذلك بتوحيد قواه ولم شمله من جديد.
◄◄ ما توقعاتك للمرحلة المقبلة من حكم مصر؟
- أتوقع أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة انتقالية لعدة سنوات، وربما يكون من حظ صباحى أن يأتى بعد تلك المرحلة، لأن أعباءها ثقيلة رغم أنه قد يكون قادرا على أن يخوض معركتها، حيث إن الملايين التى صوتت لهذا الرجل صوتت لاقتناعها به مع ملاحظة أنه لا يملك الملايين التى يملكها غيره.
◄◄ ناقشت فى مسلسلك «على الزيبق» الانهيار الاقتصادى وفى «السيرة الهلالية» انهيار الأمة العربية، فماذا عن ثورة الخامس والعشرين من يناير فى أعمالك؟
- لم أشرع فى كتابة أى عمل عن الثورة حتى الآن، لأن الأحداث السياسية لم تتبلور، وفور خروجنا من تلك المتاهة التى نتعايشها ستولد فنون جديدة وثقافة مختلفة ووعى جماعى وستخرج أعمال تؤرخ عن الثورة المجيدة بالطبع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة