م. غادة محمود تكتب: فائدة تشجيع الزمالك!

الخميس، 07 يونيو 2012 07:01 م
م. غادة محمود تكتب: فائدة تشجيع الزمالك! نادى الزمالك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعترف بأننى نشأت فى عائلة "أهلاوية" صميمة، ولأننى ولدت متمردة كالعادة قررت وأنا فى سن السادسة أن أنحاز لتشجيع نادى الزمالك كنوع من الاختلاف، ولقد كانت صدمة عائلية كبرى وقتها، وأشهد أن عائلتى قد حذرتنى كثيرًا من مغبة هذا الاختيار، ولكن وبعد مرور كل تلك السنوات، فإننى وللمرة الأولى أكتشف فائدة لتشجيع نادى الزمالك، فلقد اعتدت على مر الأعوام أن أشاهد المباراة ليلاً و"نتهبد" الأهداف الخمسة أو الستة كالعادة من الأهلى أو من تليفونات طنطا!

وعلى الرغم من شعورى المرير كل مرة بأن قطار الصعيد البطىء قد داس على عنقى وكسر مفاصلى فإننى كنت أصحو فى النهار التالى مبتسمة ومبتهجة وكأن شيئًا لم يكن، حتى لا يحقد الحاقدون أو يشمت الشامتون! أعترف بأن هذا التمرين النفسى قد أثقل مقدرتى على مواجهة الشدائد ومنها نتائج الانتخابات الأخيرة، ولا أعرف إن لم أكن زملكاوية صابرة مثابرة، فماذا كنت فاعلة مع تلك النتائج الصادمة؟

حقًّا لقد أسقط فى يدى حينما سمعت النتائج ولم أعد أعى ماذا أفعل، نزلت فى ذلك النهار وأنا أشعر بفرامل قطار الصعيد تدهس ضلوعى، ومع ذلك رسمت ابتسامة الهزيمة وتحملت سماجة مؤيدى "الفلول" التى لا تختلف كثيرًا فى مضمونها عن سماجة متعصبى الأهلى فى يوم انتصار عظيم، ولكنى تأملت الموقف فوجدته لا يختلف كثيرًا عن "ماتش كورة" حينما يلعب فيه النادى الأهلى ضد فريق من بلد آخر وتضطر من أجل الوطن والوطنية أن تحمل علم الأهلى وأنت مغمض العينين مسدود الأنف والجوارح ثم تجد شيطانًا صغيرًا أحمر الذيل يجلس فوق كتفك يعبث فى أذنيك قائلاً: "إيه اللى انت عامله فى نفسك ده؟؟ علم الأهلى ياراجل؟ ياعم بلا وطن بلا بتاع، سيبك انت طلع علم تنزانيا!". وخلاص تشعر بيدك تمتد لترفع علم الدولة المضادة فقط لتتخلص من عبء حمل ذلك العلم الأحمر الذى يملأ حلقك بالغصة، إلا أن صوت الوطن يرتفع فيثنيك عما أنت فاعله، أتعرفون ذلك الشعور؟ هو نفسه ذات الشعور الذى أحسه وأنا أقرر النزول للتصويت فى جولة الإعادة الثانية، هل أحمل علمًا لا أنتمى له، لا أحبه، أنفر منه، فقط من أجل قناعتى بحب الوطن؟

الفارق الوحيد فى ذلك الموقف هو أنك تكون على يقين أن الأهلى إذا انتصر فى الماتش فهناك الملايين الذين سيبيتون فرحين وسعداء بمن فيهم أنت نفسك! بينما فى حالة الانتخابات، فأنت لا تعلم إلى أين سيجرك الفريق المنتصر أنت والوطن معًا! يالها من حيرة ويالها من تراجيديا تلك التى لا تجعل المصرى قادرًا على عقد اختياره فى أصعب قرار مصيرى يواجهه! لماذا علينا أن نواجه تلك الحيرة نحن المصريين؟ لماذا لم نتعلم أن نحسم قراراتنا وخاصة فيما يتعلق بالمصير؟ لماذا لم نتعلم إلا أن نحب مصر حبًّا سطحيًّا، حبًّا لا يعرف العمق ولا يستند إلى الأسس؟ أعلم أننا نجود بالدماء إذا احتاجها الوطن ولكنى الآن أدرك أن الدماء وحدها لا تكفى، يجب أن يكون هناك عقل يحكم ويفهم، يرسم طريقًا طويلاً، له حلم بلا حدود يعمل على تحقيقه. سلام لمن جادوا بالدماء من أجل أن نعمل عقولنا ونحلم ونرسم الطريق، سلام لمن خذلنا دماءهم فلقد اكتشفنا أننا لم نتعلم كيف نحلم أو نقرر! سامحونا يا شهداء كل العصور.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

Ayman

Best Article

This is the best article this year
Thank you

عدد الردود 0

بواسطة:

Amir

احسنت الكلام

بجد مقال اكثر من رائع,,,,,,تحياتي

عدد الردود 0

بواسطة:

osama

نعم لمرسى رئيسا

نعم لمرسى لا لشفيق

عدد الردود 0

بواسطة:

omar ahlawy

والله عسل

عدد الردود 0

بواسطة:

emad elsheikh

impressive article

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد منهي علي

المقال عن للزمالك

كلام جميل ومقال اجمل

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد أبوسديرة سوهاج

فعلا .. كلامك صحيح 100%

عدد الردود 0

بواسطة:

احمدطلال

معاك طول العمر

عدد الردود 0

بواسطة:

عباس

تحية

عدد الردود 0

بواسطة:

MOHAMMED ELSAKHAWY

تشجيع الزمالك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة