صدر العدد التاسع بعد المائة الثانية من سلسلة الذخائر، التى تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة بعنوان "كتاب قوانين الدواوين للوزير الأيوبى الأسعد بن مماتى"، الذى توفى عام ألف ومائتين وتسعة، والذى كان أحد وزراء الدولة الأيوبية البارزين.
والكتاب فريد فى بابه، فهو يصف حالة مصر خلال القرن الثانى عشر الميلادى، وهو ثروة علمية جمعها المؤلف فى أربعمائة وتسع وستين صفحة، وكتب مقدمة طبعته الأولى– التى ظهرت عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثين- الأمير عمر طوسون، الذى عهد بمخطوطة الكتاب إلى الدكتور عزيز سوريال عطية، أستاذ تاريخ العصور الوسطى بجامعة فاروق الأول(الإسكندرية)، والذى عنى بتحقيقه بعد أن تمكن من الحصول على عدد من نسخه، التى كانت موزعة بين مختلف دور الكتب المصرية والأوروبية.
مؤلف الكتاب أبو المكارم أسعد بن مهذب بن مينا، المشهور بابن مماتى، وكان من أسرة قبطية أسلمت فى أيام الدولة الأيوبية، وقد تولى ديوان الجيش، ثم أضاف إليه صلاح الدين الأيوبى ديوان المال، واستمر رئيسا لهما فى عهد صلح الدين وابنيه، وكان صديقًا مقربًا من القاضى الفاضل.
وقسم ابن مماتى كتابه إلى خمسة عشر بابًا تناول فيها أرض مصر، طولها وعرضها وحدودها وصفتها وسبب تسميتها وما جاء فى ذكر فضلها فى القرآن الكريم، وما انفرد به نيلها عن أنهار الأرض وما اجتمع فيها من العجائب وانفردت به من الغرائب، كما تناول بالتفصيل نواحى مصر وتحقيق أسماء ضياعها وكفورها وجزائرها وأحكام أرضها وتفاوت قيمتها كما عدد ترعها وجسورها وخلجانها وأصناف مزروعاتها شتويها وصيفيها وأوان زراعتها ومواسم حصادها والسنة الشمسية والقمرية ومواعيد الزراعة، حسب الشهور الميلادية.
والكتاب بصفة عامة يعطى صورة شاملة ودقيقة وواضحة عن دواوين الحكومة المصرية فى الدولة الأيوبية وخصائصها ووظائفها فى جميع أنحاء مصر، بالإضافة إلى أنه ضم مجموعة من الملاحق واللوحات المصورة.