خبير مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية: المصريون يشعرون بـ"الارتباك" من الاختيار بين مرسى وشفيق.. ألترمان يرجح فوز مرشح الإخوان بفضل تنظيم جماعته.. وشفيق يحظى بدعم دول الخليج

الخميس، 07 يونيو 2012 12:46 م
خبير مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية: المصريون يشعرون بـ"الارتباك" من الاختيار بين مرسى وشفيق.. ألترمان يرجح فوز مرشح الإخوان بفضل تنظيم جماعته.. وشفيق يحظى بدعم دول الخليج جانب من عمليات التصويت
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، أحد أهم مراكز الأبحاث الأمريكية، إن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية فى مصر تدل على أن الإحساس القوى بالإبداع والممكن الذى أحاط باحتجاجات ثورة يناير التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك، قد اختفى. وأشار إلى أن الكثير من المصريين يشعرون بالارتباك من الاختيار بين محمد مرسى وأحمد شفيق، مرجحا أن يفوز الأول بفضل تنظيم جماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف ألترمان فى مقال له بدورية "فورين أفيرز" الأمريكية قائلا إن الحرس القديم قد عاد، وخرج شباب الثورة والشعبويون من السباق، والمرشحان الباقيان، وهما محمد مرسى وأحمد شفيق، يمثلان المؤسستين الأكثر هرمية فى مصر، الإخوان المسلمين والجيش. وهاتان المؤسستان تخوضان معركة ضد بعضهما البعض منذ أكثر من نصف قرن، وفاز كلاهما فى الجولة الأولى، ليس بإيجاد طرق خلاقة لجذب الوسط، ولكن بتنشيط قواعدهما القديمة.

ويمضى ألترمان قائلا: فى وقت سابق من هذا العام، بدا أن الأمور ربما تتحول بشكل مختلف. فأحد المنافسين على السلطة كان ائتلاف شباب الثورة، الذى كان سببا فى قيام ثورة يناير. لكن شباب الثورة، بمن فيهم وائل غنيم تجنبوا الهرمية السياسية، وسعوا إلى تأسيس تنظيم يقوم على التواصل الندى. وفى عالم التحول السياسى، كان الثوار يحاولون تجربة سياسات ما بعد الحداثة. لكنهم لم يتمكنوا من التفاوض مع جماعات المصالح القوية فى مصر، بما فيها الجيش. وكان ميدان التحرير مسرحا كبيرا لكنها عندما تطفأ الأضواء عن خشبته، لا يكون هناك وسيلة أخرى لإبقاء انتباه الجماهير لهم. وكانت الهزيمة الأولى للثوار فى مارس 2011 عندما تمت الموافقة على التعديلات الدستورية ورفضها أقل من 25% من الناخبين. وهزموا مرة أخرى فى الانتخابات البرلمانية عندما لم يفوزوا إلا بعدد قليل من المقاعد. وكلفهم رفضهم للقيادة الرسمية النفوذ، وكما قال أحد المحللين إنه من غير الواضح إذا ما كان شباب الثورة لا يحبون السياسة أم أنهم سيئون فيها.

وإذا لم تكن مصر مستعدة لسياسة ما بعد الحداثة، يتابع الكاتب، فماذا عن السياسة الحديثة فقط، التى يمكن أن يجدها المرء فى أى بلد آخر. اثنان من المرشحين اللذان أوفيا بهذا المعيار فى الانتخابات الرئاسية كانا عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى.

فأبو الفتوح نجح فى جذب أنصار متنوعين له وجعل شخصية ماركسية مستشارا لحملته، وركز على أهمية المواطنة والحريات الشخصية. فى حين أن حمدين صباحى كان شخصية حماسية سعت إلى العودة إلى أيام جمال عبد الناصر، ولقت سياسته الشعبوية صدى لدى عشرات الملايين من الفقراء فى مصر. لكن فى النهاية، لم تكن السياسات العادية كافية، فقد كان هناك الكثير من المرشحين الحداثيين وما بعد الحداثيين يتنافسون على نفس الناخبين الساخطين، مما أضعف قوتهم. كما أن المرشحين الجدد لم يكونوا يتمتعون بما يكفى من المهارة لحث الناخبين على المشاركة فى التصويت، ففضل الناخبون الحرس القديم. والآن ستعود مصر إلى شبكات المحسوبية التقليدية.

ويوشح ألترمان أنه فى السباق بين مرسى وشفيق، فإن الكفة تميل لصالح الأول ليس بسبب شخصيته الكاريزمية، ولكن بفضل شبكة الإخوان المسلمين المتسعة فى جميع أنحاء البلاد.

فمن المرجح أن يحصل على أصوات الإسلاميين، سواء السلفيين أو الإخوان المسلمين الأكثر اعتدالا، إلى جانب الثوار ومن يشعرون بالحاجة الملحة للتغيير.

فى حين أن شفيق يتمتع بدعم بين الأقباط الذين يخشون الحكم الإسلامى، والمصريين التواقين إلى الحياة العادية بعد 15 شهرا من الاضطرابات، وكذلك يؤيده وكلاء أمن الدولة القديم. كما يحظى شفيق بتأييد الكثير من أنظمة الخليج الملكية والجيش وآخرين يسعون إلى استعادة أكبر قدر ممكن من نظام مبارك. ويخشى الكثير من العامة أن يعيث بلطجيته فى الأرض فسادا قبل الانتخابات لدعم التصويت لصالح الاستقرار الذى يقول إنه يمثله. فى حين يشعر آخرون بالقلق من أن الجيش والمخابرات يوجهون نتائج الانتخابات لصالحه. ويبدو أن الكثير من المصريين يشعرون بالاشمئزاز بسبب هذا الاختيار ومن المحتمل أن يقاطعوا الانتخابات.

ويرى ألترمان أنه من المبكر جدا معرفة كيف سيكون مستقبل مصر، لكن يتضح بشكل نسبى القضايا التى ستشكله، أول هذه القضايا هو العلاقة بين السلطة العسكرية والمدنية. ويشير إلى أن بقاء المؤسسة العسكرية كما هى سيجعلها تسعى إلى الحفاظ على استقلاليتها فى السياسة المصرية، ولو ظلت فى قالبها الحالى، فإنه من المرجح أن تعتبر نفسها حائط صد لسيطرة الإخوان على السياسة وخصما للقيادة الإسلامية المدنية.

أما القضية الأخرى المهمة، فهى الاقتصاد. ويعتقد ألترمان أن الكثير من دول الخليج التى ساعدت فى دفع الاقتصاد المصرى فى الماضى تلعب الآن أدوارا سلبية. ومخاوف هذه الدول ذات شقين: الأول أنه من السهل بالنسبة لها وضع المال فى مصر أكثر من إخراج المال منها.

والثانى أن دول الخليج منزعجة للغاية من النهج الحالى فى مصر. ولو خسر شفيق الانتخابات الرئاسية فإن القليل من المساعدات التى وعدت بها دول الخليج ستأتى إلى مصر.

وكذلك، ورغم ما أبدته القوى الغربية من حرص على نجاح مصر الاقتصادى، إلا أنهم يخشون من وجود حكومة إسلامية فى البلاد.

وختم ألترمان مقاله قائلا إن القيادة الجديدة فى مصر ستحاول بعد صياغة الدستور إعادة التفاوض على علاقتها مع الغرب، بما فيها الروابط الاقتصادية. فقد تحدث الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة عن جذب أكثر من 50 مليار دولار استثمارات بحلول عام 2014، بمجرد أن يترك العسكر السلطة. وفعل ذلك سيتطلب إبداعا مذهلا من الجانب المصرى وثقة مدهشة من جانب المستثمرين. لكن السباق الرئاسى يدل على أن الطبقة السياسية تصبح أقل إبداعا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة