وجهت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، انتقادات لاذعة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، واتهمتها بالتحول إلى "بوق دعاية" للفريق أحمد شفيق، الذى يخوض جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، بحسب بيان لها اليوم، الأمر الذى رد عليه عادل عبد العزيز، رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة الوكالة بالتأكيد على حيادية الوكالة فيما تبثه من أخبار، مشدداً على أن مجلس تحرير الوكالة يقف على مسافة واحدة من كافة المرشحين، وأن ما يتردد عن عدم حيادها "ابتزاز".
وقالت الشبكة العربية فى بيانها، إنها توصلت إلى معلومات توضح مخالفات جسيمة وصارخة يقوم بها عادل عبد العزيز، واتهمته وآخرين بتوظيف جهود العاملين وتسخيرها لصالح المرشح أحمد شفيق، زاعمة وجود ما أسمته "ضغوط وظيفية" فى وكالة حكومية تدار بأموال الدولة، ودافعى الضرائب، لممارسة الضغط المعنوى والمادى على الصحفيين العاملين بها لصالح شفيق.
وبدأ بيان الشبكة العربية، قائلاً: "رصدت الشبكة العديد من المخالفات فى وكالة أنباء الشرق الأوسط مثل: قيام عادل عبد العزيز بصفته رئيساً للتحرير، بمتابعة ما يذاع فى الفضائيات وما ينشر فى الصحف من مواد دعائية لصالح حملة شفيق أو ضد منافسه د. محمد مرسى، وإملائها بنفسه لإدارة تحرير الأخبار لإذاعتها على نشرة الوكالة موقعة باسم "رئيس التحرير"، كذلك قيام الوكالة بمد فترة إرسالها حتى الثانية من صباح يوم 5 يونيه، لبث تصريحات السيد أحمد شفيق خلال لقائه مع قناة "سى بى سى"، وهو ما لم يحدث منذ أحداث ثورة 25 يناير، فضلا عن بدء إرسالها فى الصباح التالى بإعادة بث أقوال وتصريحات أحمد شفيق فى نفس البرنامج".
وتابع بيان الشبكة العربية: "أصدر رئيس التحرير المذكور أمر تحرير يوم الخميس 31 مايو بمنع واحد من أكفأ الصحفيين فى الوكالة من الإشراف على إذاعة الأخبار بالنشرة، وذلك لقيامه بإذاعة خبر دعوة الائتلافات الثورية لمليونية (عزل شفيق) يوم الجمعة الأول من يونيه، وذلك فى محاولة لترهيب بقية مسئولى التحرير والمحررين من عواقب المساس بشخص شفيق من قريب أو بعيد، ويقوم أحمد غباشى مدير مكتب رئيس التحرير، باستخدام مكتبه للدعاية لشفيق بالتعاون مع موظفات السكرتارية فى صالات التحرير وحجرات الصحفيين".
يذكر إن رئيس التحرير المذكور كان المسئول الأول وراء السقطة المهنية الشهيرة التى تمثلت فى إعلان الوكالة على نشرتها حصول أحمد شفيق على المركز الأول فى الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، قبل أن يعود ويلغى الخبر من ذاكرة الكمبيوتر المركزى للوكالة بعد أن تبين فداحة خطأه.
واستطرد البيان: "توصلت الشبكة العربية إلى وجود تنسيق دائم بين عدد من مؤيدى شفيق من العاملين بالوكالة، على رأسهم السيدة بسيمة نفادى، وهى حماة ابنة الفريق أحمد شفيق، وتتزعم السيدة بسيمة كذلك التنسيق من أجل الترويج علناً لانتخاب شفيق، خاصة وسط العمال والإداريين البسطاء لتخويفهم من مصيرهم لو جاء أحد الإسلاميين إلى الحكم، كما تقوم السيدة بسيمة بتوزيع العطايا والهدايا العينية والدعاية لحثهم على انتخاب شفيق، وقد حولت غرفة مكتبها بالوكالة إلى ما يشبه غرفة عمليات لمتابعة حملة شفيق واستقبال الشكاوى ووعود مقدمة من الفريق شفيق للعاملين بحل مشاكلهم فى حالة فوزه".
وأضاف البيان: "لا يتورع رئيس التحرير عادل عبد العزيز، عن إعلان عدائه لثورة 25 يناير فى لقاءاته الشخصية الرسمية وغير الرسمية، بالإضافة إلى وصفه مؤيدى الثورة فى الوكالة بالفلول، ويؤكد دائما أن صاحب الفضل الأول عليه هو الجيش والمخابرات العامة"، وعلمت الشبكة العربية أن رئيس التحرير المذكور، قد سخر فى مناسبة سابقة من رغبة مجلس الشورى بإرسال مندوبين للتفتيش على الجوانب المالية والإدارية بالوكالة، وقال "الإخوان بيحلموا.. محدش حيقدر يقرب من هنا".
ووفق ما ورد ببيان الشبكة "يقف عبد العزيز كذلك بالمرصاد لحركة الترقيات العامة بالمؤسسة المؤجلة منذ سنين حتى لا يؤدى تطبيقها إلى ترقية الشباب لمواقع صحفية تسمح لهم بصلاحيات أكبر، وفى ذات الوقت يقوم بالتمديد للسيدة "بسيمة نفادى" للعمل بالوكالة رغم أنها تجاوزت سن الـ68، وذلك ما يثير الشك حول مجاملة اعتمادا على صلة القرابة بينها وبين الفريق شفيق فى التغطية على المخالفات التى تشهدها الوكالة، واستمراره فى منصبه".
يذكر أن عدداً من الصحفيين بالوكالة تقدموا بشكاوى للمسئولين بالمجلس الأعلى للصحافة، ومجلس الشورى ولجنة الثقافة والإعلام بالمجلس والنواب من حالة التحيز الإعلامى لشفيق فى الوكالة، وقد وافق المجلس ورئيسه على تنظيم جلسة استماع بين عدد من الصحفيين بالوكالة ومسئولين بالمجلس حول هذا الأمر.
وقالت الشبكة العربية: "المخالفات المذكورة توضح الخلل المهنى الشديد الذى مازال مستشرياً فى مؤسسات الإعلام الحكومى، وأن الثورة لم تغير أى شىء حتى الآن، فمازالت مجموعات المصالح داخل تلك المؤسسات تقف بالمرصاد وبمعاونة الأجهزة الأمنية ضد أى محاولات لتطوير تلك المؤسسات ونقلها إلى العمل الصحفى الاحترافى، والتعبير عن عموم الناس، بدلاً من منطق المصالح الخاصة، والدفاع عن مصالح ذوى النفوذ".
وطالبت الشبكة العربية مجلس الشورى والمجلس الأعلى للصحافة بسرعة إصدار القوانين والقرارات التى تطور وتصلح المؤسسات الصحفية الحكومية، وتعيد هيكلتها، وآلية الترقية واختيار رؤساء التحرير بها، حتى لا تصبح نهباً لمجموعات المصالح والأجهزة الأمنية الخفية التى تتحكم عن بعد فى تلك المؤسسات.
فى المقابل، أكد عادل عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الوكالة لـ"اليوم السابع" وقوف الوكالة على مسافة واحدة من كافة المرشحين، قائلاً: ما ورد من اتهامات مجرد ابتزاز.. وعمل الوكالة امتد حتى الساعات الأولى من الصباح لتبث أخبار حلقة الدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين، فى لقائه مع الإعلامى محمود سعد، على غرار ما حدث مع المرشح أحمد شفيق.
وأضاف: "وكالة أنباء الشرق الأوسط هى المؤسسة القومية الوحيدة التى لا ديون عليها لأى من مؤسسة من مؤسسات الدولة، وأوضاعها المالية مستقرة ولم تتخلف يوماً واحداً فى رواتب العاملين بها".
وعن السيدة "بسيمة نفادى" وما ذكره البيان بأنه يتم التمديد لها رغم تجاوزها سن الـ 68، لوجود صلة قرابة بينها وبين الفريق شفيق، أكد عبد العزيز أن "نفادى" تعمل فى الوكالة قبل ظهور الفريق أحمد شفيق على الساحة السياسية المصرية، لافتاً إلى أن القطاع الذى تديره يدر دخلاً كبيراً للوكالة، وأنه من أنجح الأماكن بالوكالة.
وأشار عبد العزيز إلى أنه على مدار توليه مجلس إدارة وتحرير الوكالة فى الـ13 شهر الماضيين، لم يظهر على شاشات الفضائيات، وأن الوكالة شهدت تغييراً فى فترة رئاسته.
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان تتهم "أنباء الشرق الأوسط" بالتحول إلى "بوق دعاية" لـ"شفيق".. ورئيس تحرير الوكالة يرد: نقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين وما يوجه ضدنا "ابتزاز"
الخميس، 07 يونيو 2012 03:12 م