براء الخطيب

يا ريت اللى يحبنا ما يضربش نار

الأربعاء، 06 يونيو 2012 04:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أعراس قريتى الطيبة «منية جناج» التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ يطلقون الرصاص ابتهاجا وتعبيرا عن الفرح والرجولة والوجاهة الاجتماعية، وإعلانا من كل من يطلق الرصاص بمشاركة أهل العريس «أو أهل العروس» وجدانيا، فرحا بهذه الزيجة التى قد تنقلب فجأة إلى مناحة إذا أصابت رصاصة طائشة أحد المواطنين الذين لا ناقة ولا جمل لهم فى حفل الزفاف، لذلك فإن عم «عبدالواحد العويضى» المنادى كان يدور فى كل شوارع القرية قبل كل عرس مناديا على أهل القرية جميعا ويبلغهم رسالة من أصحاب العرس، راجيا منهم عدم إطلاق الرصاص تعبيرا عن مشاركتهم حتى لا يصاب أحد من الأهالى، فكان المنادى الطيب ينادى بصوته الأجش قائلا: «يا أهل منية جناج الكرام بكرة فرح عائلة فلان ويا ريت اللى يحبنا ما يضربش نار».. تذكرت هذا النداء فى اللحظة التى نطق بها القاضى «أحمد رفعت» بالحكم على الرئيس السابق «المخلوع» ووزير داخليته القاتل «حبيب العادلى»، فقد تصورت الفرحة العارمة بهذا الحكم بالمؤبد على متهمين بقتل أكثر من ألف شهيد وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف شاب، لأن السجن يهدر كرامة المجرمين بقية حياتهم، فإذا كانت قد تبقت كرامة للمجرم «أو حتى بعض كرامة» فإن السجن يهدرها للأبد، فيجعل المجرم يموت فى كل يوم تشرق الشمس فيه، أما الإعدام فيريح المجرم من إهدار كرامته، وقد تصورت لحظتها أنه ربما يطلق بعض المواطنين الفرحين بالحكم - مثلى - الرصاص فرحا وابتهاجا، ولما كنت أجلس متابعا جلسة المحاكمة أمام شاشة التليفزيون فى غرفتى فقد صرخت فرحا بأعلى صوتى: «اللى يحبنا ما يضربش نار»، لكن سرعان ما تحول فرحى إلى غم وهم وكرب عظيم بمجرد نطقه بالحكم بالبراءة لنجلى الرئيس السابق «المخلوع» ومساعدى الوزير القاتل.. ولا تعليق لنا هنا على الأحكام التى أغضبت كل شعب مصر، ليس لأن القاضى بدأ حكمه «باسم الله الحق العدل» مع أن القانون الجنائى المدنى ينطق «باسم الشعب» فسمعنا قبل ذلك قضاة ينطقون بأحكامهم قائلين: باسم الله الرحمن الرحيم.. باسم الشعب نحكم «بكذا» أما قاضى المخلوع والعادلى فقد نطق حكمه «باسم الحق العدل» وليس «باسم الشعب»، لقد أحصيت له ثلاثة وعشرين خطأ تقريبا، فيما يقرب من خمسمائة كلمة، وأنا أعود فأنادى كل شباب الثورة: «اللى يحبنا ما يضربش نار» ليس لأن ثورتنا المجيدة ثورة سلمية فحسب، ولكن لأن ثورتنا المجيدة استطاعت أن تحول «الرئيس» الطاغية إلى «مجرم» متهم بقتل شعبه، نجحت ثورتنا المجيدة فى تحويل «الرئيس» الطاغية إلى عبرة لكل الطغاة على ظهر الكرة الأرضية، والثورة مستمرة، واللى يحبنا ما يضربش نار ولا شماريخ.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

رائع

مقال رائع واللى يحبنا مايضربش نار

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة