حالة من الجدل المضطرب يشهدها الشارع المصرى الآن، منذ الإعلان عن وصول كل من مرشحى الرئاسة الدكتور محمد مرسى، والفريق أحمد شفيق، لجولة الإعادة، ونتيجة الحكم على المخلوع "مبارك" ونجليه وأعوانه، تمثلت فى خروج العديد من المظاهرات والاعتصامات فى ميادين مصر للمطالبة بتشكيل مجلس رئاسى، يضم عددًا من المرشحين ممن خرجوا من سباق الرئاسة فى الجولة الأولى، وهو ما تسبب فى اختلاف وجهات النظر العديدة بين مؤيدين للفكرة، ورافضين لها يرون أن تشكيله سوف يعيدنا لنقطة البداية منذ صبيحة يوم الثانى عشر من فبراير، اليوم الثانى لتخلى المخلوع "مبارك" عن منصب رئيس الجمهورية.
الناقد الدكتور صلاح فضل، عضو المجلس الاستشارى، أوضح لـ"اليوم السابع" أن فكرة تشكيل المجلس الرئاسى، قد مضى وقتها منذ بداية الثورة، خاصة بعد المضى فى تشكيل الهيئات الدستورية للدولة وانتخاب مجلسى الشعب والشورى واجتياز المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية، هو ما سيجعل من المستحيل التراجع فى إتمام المرحلة الثانية، ويفقد الثورة المصرية مصداقيتها وشرعيتها، لأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولى لا يعترف بالانقلابات العسكرية ولا بالمجالس المعينة، خاصة إذا قطع مسار عملية التحول الديمقراطى وجاءت نقوصًا عن نتائج صندوق الانتخابات.
وأكد "فضل" أن هذه الدعوة للمجلس الرئاسى الآن سيترتب عليها فقدان الدولة لمصداقيتها أمام شعبها والعالم الخارجى، موضحًا أنها فكرة مثالية يلجأ إليها بعض السياسيين لتعويض فشلهم فى الفوز بثقة الناخبين، وهى محك حقيقى اتضح فى ضوئه درجة النضج السياسى عند المرشحين الخارجين من السباق، فالذين دعوا إلى استكمال الانتخابات وهو ما سيحدث بالقطع هم المؤهلون حقيقةً ليكونوا رجال دولة، أما الآخرون فينقصهم هذا الوعى السياسى والدولى، مهما كانت نواياهم طبية وشعاراتهم فى استمرار الثورة براقة، لأن أهم مكاسب الثورة حتى الآن هى تحويل مصر إلى المسار الديمقراطى، والنكوص فى ذلك نقض للغزل وللعهد وللتاريخ، لافتًا إلى أن بعض المجالس الرئاسية لا تلبث أن تنفجر فى خلافات على السلطة بين الأطراف المشكلة لها، وهو باب جهنم للصراع فى الدول التى طبقته، مثل يوغسلافيا السابقة.
ورأى المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى، أن هذه الفكرة هى محاولة لتنفيذ شعار المليونيات الذى يقول "يسقط يسقط حكم العسكر" بطريقة تبدو دستورية وديمقراطية، ولكن التساؤل من الذى سيوافق على عليها؟، مشيرًا إلى أن هذه الدعوة لا تعبر إلا عن أحلام القوى السياسية المتسابقة على الرئاسة، عندما فشلوا ولم يحققوا الفوز لأنها ببساطة شديدة بعد ثورة يناير لم يصل الثوار لسدة الحكم، ومما يؤكد على هذا شعارهم "الثورة المستمرة"، وهو معناه أن الثورة لم تحقق أهدافها.
وقال "الدسوقى" إن أصحاب هذه الدعوة مثاليون، كما اتضح من وجهة نظرهم فى وثيقة العهد، التى يطالبون المرشحين الاثنين فى السباق الأخير أن يقسموا على تنفيذ بنودها فى حالة الفوز، ومن هذه البنود حق التظاهر ضد الرئيس والإضراب، فهل هذا معقول؟
وحول تاريخ المجالس الرئاسية، أشار الكاتب حلمى النمنم، إلى أن الرئيس الراحل جمال الناصر، قام بتشكيل مجلس رئاسى، ضم عددا من أصدقائه العسكريين ممن لم يحصلوا على مناصب، وهو ما يعنى أن المجلس لم تكن له فائدة، سوى أن يجتمع معهم، وينشر لهم أخبارا فى الصحف، كما حدث فى يوغسلافيا، ولكن الوضع كان مختلفًا، حيث كانت هناك مجموعة من الجمهوريات، وكان المجلس الرئاسى يمثلها، كما حدث فى الهند أيضًا، وهو ما يعنى أن وضع مصر مختلف تمامًا.
وقال "النمنم" أتصور أن الدعوة للمجلس الرئاسى متأخرة جدًا، وأنه كان من المتفرض أن يتم تنفيذها صباح يوم تنحى المخلوع، وليس مع اقترابنا على جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، مشيرًا إلى أن طرح الفكرة الآن يدفعنا للبحث عن إجابة العديد من التساؤلات، ومنها هل سنعود لنقطة الصفر ونتساءل هل الدستور أولا أم لا؟ وما هو وضع البرلمان؟، وما هو مصير أعضاء المجلس الأعلى للقوات بعد تسليم السلطة للمجلس الرئاسى؟، وما هو مصير الحكومة؟ وهل تشكيله سيقتصر على المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ فى حين أن الناخب لم يوافق فعلياً عليهم وكأننا نقول للإرادة الشعبية طظ؟، مؤكدًا على أن ترديد هذه الفكرة نحن الآن أشبه بالبغبغان الذى يردد كلمة أعجبته.
وقال الدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة السابق، إن الذى أهدر هذه الفكرة عقب تنحى المخلوع هم جماعة الإخوان المسلمين، مثلما يرفضونها الآن، ولو قدر لها أن تنجح فى البداية، لكان المسار أصبح مختلفًا عن الآن، وأعتقد أنه بتطور الأوضاع فإن إمكانية تحقيقها اليوم فى صعوبة، ونفس المشكلة هى أنه لا يوجد اتفاق من كل القوى السياسية، وخاصة بعدما قطعنا شوط كبير بإجراء الانتخابات الرئاسية، مضيفًا، فى الحقيقة لا أرى أن هناك حلا إلا بالتعامل مع الرئيس القادم على أنه يدير مرحلة انتقالية أيضًا فى ظل برلمان مهدد بالحل.
وقال "أبو غازى" إن ما يدهشنى الآن هو أن مرشحى الرئاسة الذين قبلوا دخول الانتخابات وخرجوا منها هم الذين يطالبون بالمجلس الرئاسى، موضحًا، فمن الممكن أن أتفهم موقف من رفض الدخول فى الانتخابات ويطالب الآن بالمجلس الرئاسى، إما أنه يدخل الانتخابات ويخرج من السباق، ثم يطالب بمجلس رئاسى فكيف أتفهم موقفه؟.
وفى نفس السياق، قال الشاعر أحمد بخيت، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى الشهير "فيس بوك"، إن تفكير المرشحين الثوريين فى مجلس رئاسى تستحقه الثورة لا يستحقونه لفشلهم جميعًا فى الوصول لحل يكفل لهم النجاح ضد الفلول أو فى مقابل التنظيم الدقيق للإخوان سواء بسبب عدم دقة تقديرهم للواقع الاجتماعى والثقافى بمصر وتأثيره على الانتخابات أو نتيجة طموحهم الشخصى الزائد للدور القيادى الفردى، مضيفًا، أظن أن هذا التفكير متأخر الآن وعن غير استحقاق فكروا بجمعية وطنية تكون عين الشعب ورقابته وتبنى ثقافة حرية تكفل لمصر استحقاق ديمقراطية خالية من الأمراض المستوطنة.
عدد الردود 0
بواسطة:
اميره
على الشعب المصرى ان يختار
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد الجليل
خلوهم يتسلوا
عدد الردود 0
بواسطة:
zaideh
دول عار على المثقفين
عدد الردود 0
بواسطة:
Sehs Cairo
شرفاء مصر و ثوارها صفا واحدا خلف د.محمد مرسى لنصرة الثورة