فوزى فهمى يكتب: هذا هو الوضع المعقول

الثلاثاء، 05 يونيو 2012 12:02 ص
فوزى فهمى يكتب: هذا هو الوضع المعقول صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت المرأة المصرية قد أمست طويلا قعيدة الدار لا تكاد تبرحه، مضيقاً عليها فى التفكير والتعليم والعمل، فإنها اليوم قد أسفرت عن وجهها، وبارحت المنزل إلى المدرسة وإلى ارتياد المجتمع، وإلى منازلة الرجل فى ميدان العمل؛ تراها فى الجامعة طالبة ومدرسة وفى المستشفيات ممرضة وطبيبة، وفى المكتب وفى المصنع وفى الحقل تنهض بما ينهض به الرجال من غير أن تئن أو تضعف، والظروف الاجتماعية التى أحاطت بها قد أجبرتها على أن تسلك هذا السبيل وألا تختار لنفسها؛ فزحمة السكان وضيق العيش واحتكاكنا بالغرب وتغير نظرتنا إلى الحياة وأن كلانا مجند فى ميدان العمل وأن العصر الحاضر بمطالبه والتزاماته قد أرادها خوض معركة الحياة.

على أنها قد أخذت بما يطالب به الرجال فتكفل لها جميع حقوقه بل إن بعضهن قد غالى فى ذلك فطالب بتغيير اللغة وأن تحذف نون النسوة و(الألف والتاء) من جميع المؤنث السالم حتى لا تشعر بأى فارق بينها وبين الرجل حتى فى اللغة؛ وامتنعت النساء كذلك من أن تقبل من الرجل أن يتخلى عن مكانه فى السيارات العامة لأن هذا فيه كما تقول – إشعاراً لها بضعفها وهذا مالا تريده ولا ترضاه.

وتطالب كذلك بأن تمنح جميع الحقوق السياسية، وأن يكون لها صوتها فى التشريع وفى القضاء وفى كل منحى من مناحى الحياة، وربما يرجع غلوها إلى المعاملة السيئة التى تعامل بها من الرجل؛ من تعدد الزوجات وتطليقهن لأوهى الأسباب، والقسوة عليها، والحجر على تصرفاتها، وحرمانها من الميراث المكفول بالكتاب والسنة، وتضييع حقوقها المشروعة استغلالا لضعفها، وعدم وجود رأى عام قوى يقف إلى جانبها ليؤيد مطالبها المكتسبة، والحق أن المرأة لها صناعة كصناعة الرجل وهى صناعة التربية، تربية الأبناء والإشراف على المنزل حتى لا يضيع أو يغرق فى لجة الانحلال، فمكانها الأول المنزل.

ثم إذا رأت أن هذه الصناعة لا تكفى ضمان عيش كريم لها اتجهت إلى العمل خارجه فتمتهن المهنة التى توائمها، أو إذا لم تتزوج أو تزوجت ومات عائلها أو طلقت فإن مكانها لن يكون المنزل وحده حتى لا تموت جوعاً أو تعيش عيش الكفاف أو الاستجداء.. هذا هو الوضع المعقول، وهو الذى تأخذ به مصر اليوم أو تسير فى الطريق إليه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة