قالت مجلة فورين بوليسى إن التسييس لم يبعد أبدا عن الاحتجاجات المندلعة فى ميدان التحرير منذ الحكم على الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، فلقد استغل محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين الأمر للانضمام إلى الحشود وسط آمال فى تغيير أنصار مقاطعة الانتخابات الرئاسية، من خلال ربط نفسه بالثورة.
ويرى تقرير المجلة الذى كتبته سارة تبول أن العودة إلى التحرير لا تحل معضلة الثوار الأساسية، ففى خلال أسابيع قليلة سيذهب المصريون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس ليس من صفوف الثوار.
وقال تقرير المجلة إن أداء الثوار منذ رحيل مبارك أقل من أن يوصف بأنه كارثى. وأشار إلى أن الجميع يقر بأنه الثوار لم يكن لديهم خطة لما هو بعد التحرير. وفى كل مرة يفعل المجلس العسكرى أمر غير مرغوب يخرجون للشوارع ليزيدوا حالة الفوضى التى غرق فيها الاقتصاد المحلى.
وأشارت المجلة إلى أنه بينما كان الثوريون مستمرون فى احتجاجاتهم، ذهب الإخوان المسلمون ونظرائهم السلفيون لتعميق شبكاتهم فى الريف استعدادا للانتخابات وجنى ثمار جهود الثوريين فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية على حد سواء.
وحتى عندما قرر هؤلاء الثوريون أخيرا الإعداد للانتخابات، انشقوا وقسموا أصواتهم بين العديد من المرشحين. ففى الانتخابات البرلمانية ركض الليبراليين لمنافسة بعضهم البعض على المقاعد وقد وقع الثوار فى ذات الخطأ فى الإنتخابات الرئاسية.
وتابعت المجلة مشيرة إلى أنه على ما يبدو أن الثوار عازمون على تكرار أخطائهم القديمة، منقسمين مرة أخرى بشأن ما ينبغى فعله فى الأسبوعين المقبلين. فالبعض يرغب فى العمل مع الإخوان للحيلولة دون فوز أحمد شفيق بالرئاسة، مقابل الحصول على تنازلات من الإخوان. فيما يفضل آخرون المعارضة لأنهم يرون ضرورة الضغط من أجل الإصلاح.
وعموما ترى المجلة أنه رغم أخطاء الثوريين، فلا تزال هناك فرصة للتوحد والخروج كقوة رئيسية على الساحة السياسية للبلاد. ونقلت عن سالى سامى، الناشطة الحقوقية وعضو الحزب الديمقراطى الاجتماعى قولها: "إن نتائج الانتخابات صفعة على الوجه، لكن هناك جرس إنذار بأن الأمور قد تكون مختلفة إذا اتحدنا". وأضافت: "الفرصة الوحيدة لدينا هى تأسيس حركة قوية يمكنها محاسبة من يأتى إلى السلطة بغض النظر عن من هو".
فورين بوليسى: الإخوان يستغلون احتجاجات التحرير للحشد الانتخابى
الثلاثاء، 05 يونيو 2012 04:54 م
جانب من مظاهرات التحرير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة