د. محسن عادل يكتب: مصرنا تستحق الأفضل

الثلاثاء، 05 يونيو 2012 07:50 ص
د. محسن عادل يكتب: مصرنا تستحق الأفضل صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى تمر به مصرنا الحبيبة أمام مفترق الطرق يجب علىّ ومن واقع الضمير الحى أن أسعى لقراءة الواقع المعقد والمتشابك، هذا الواقع الملىء بالمتناقضات والصراعات: بين مستقبل المواطنة وتبعية الأجندات الخاصة محلية كانت أم خارجية وخارجة عن سماحة هذا الشعب؛ بين الرغبة فى الانطلاق والانقتاح على التقدم والرقى والتواصل مع ثقافات العالم أجمع وبين الجذب لدهاليز أنظمة وأفكار ولى عليها الزمن ونفرت منها الشعوب المتثقفة والمتحضرة؛ بين الرغبة فى التداول السلمى للسلطة ومؤسسات الدولة لبناء دولة ديمقراطية قادرة على إنجاز باقى مهام الثورة، وفى مقدمتها بناء الشرعية الدستورية بما يحقق الديمقراطية بدولة بها تداول حر للسلطة واحترام لحقوق المواطنين دون إقصاء وتهميش وتهديد ووعيد، وبين الخوف من الانجراف إلى أنظمة ولاية الفقيه ودولة الحلال والحرام التى تفصل بناء على رغبات وأهواء ومصالح منظمات وجماعات تنفذ ما يطلب منها بناء على من يدفع أكثر، رغبة منه أن يظل الشعب المصرى يعانى الفقر والجهل والمرض والبطالة حتى يظل عبداً لأصاحب النقود والوقود، وبدلاً من أن تكون الجماعات والأحزاب لخدمة الدولة تضحى الدولة فى خدمة مصالح الجماعة.

الحرية والتقدم
لا ولن نتنازل عن الحرية بكل ما تعنى هذه الكلمة من ممارسات على أرض الواقع: حرية التعبير، حرية الإبداع، حرية الضمير، حرية الإنسان من عبودية الفقر والجهل والمرض والجشع والبطالة. الرغبة فى التقدم العلمى والثقافى والريادة على جميع الأصعدة، فالعقل المصرى يشهد له العالم أجمع من عصر أجدادنا الفراعنة إلى اليوم وفى مختلف المجالات الطبية والهندسية، والثقافية والأدبية، من علوم الإنسان إلى علوم الفضاء، ومن الفكاهة المصرية إلى الحكمة السياسية. لذلك لا ولن تركع مصر لكم يا من يرغبون فى تهميش دورها وريادتها على العالم العربى والشرقى والأفريقى. إن نهضة العالم العربى والإسلامى لن تتحقق بدون شعلة العقل ونور ووجدان الضمير المصرى.

العدالة الاجتماعية والمواطنة
كيف يمكن أن نصمت على الفقر والجوع؟ كيف يمكن أن نصم آذاننا عن صرخات الأسر الغير قادرة على توفير لقمة العيش ودفع مصاريف تعليم أبنائها؟ كيف يمكن تجاهل خيبات أمل الشباب من مختلف التخصصات المحروم من فرصة العمل بكرامة وفى مجال تخصصه أو فى توفير مسكن متواضع يؤسس فيه أسرة كريمة، وفى الوقت عينه هناك طبقة صغيرة من الأثرياء يتحكمون فى مصير أمة وشعب، يترفهون بكل أنواع الرفاهية وبشكل يثير الاشمئزاز من الطبقية الفاحشة؟ حتى متى سيظل الفقراء رهينة زجاجة الزيت وكيلو السكر الذى تتصدق به فئات أو جماعات ترغب فى أن تتلاعب بعقول البسطاء ومشاعرهم، حتى تستعملهم أداة لتنفيذ أغراضهما وأفكارهما الهادمة للوحدة الوطنية والسلام والتسامح الذى طالما اتصف به شعبنا المصرى على مختلف العصور؟ فبدلاً من أن يزداد الانتماء والفخر لهذا الوطن، نجدهم يرفعون أعلام دول أخرى ويسوقون لشعارات خارجة عن الوسطية والتسامح الذى طالما عهدناه فى شعبنا العظيم. إن العدالة الاجتماعية تبنى على مؤسسات الدولة ومقدرتها على توفير الأمن والأمان الاجتماعى الذى يسمح بتوفير وتساوى فرص التعليم والعمل والمسكن والعلاج دون الحاجة إلى فقدان الكرامة الإنسانية وتسول المعونات وبيع العقول والأجساد..

التنمية والمؤسسات القوية
فى بلد تزداد فيه نسبة الفقر والفقراء، والجهل والجهلاء، والبطالة والبطلاء، مع تفشى الفساد والرشوة على جميع المستويات، يبقى أمامنا التساؤل الصعب: ما هى الأسباب الحقيقية التى أسقطتنا لهذا المستوى؟ وكيف نخرج من هذا المأزق؟ وكيف نحمى أبناءنا من مستقبل يشوبه التشاؤم؟ بلا شك نحن بحاجة إلى أن نطور معرفتنا للتنمية بمفهومها الشامل وطرق وأساليب تعاملنا مع مواردنا البشرية والبيئية والتجارية والصناعية والسياحية، فهل لدينا الكفاءات القادرة على حمل شعلة النهضة هذه؟ هل لدينا التطمينات الكافية للمستثمر المصرى والأجنبى لتشجيعه على بناء مؤسسات صناعية وتجارية قوية وعملاقة يمكنها أن تواجه التنافس العالمى، مما سيتيح توفير فرص العمل الكريمة للشباب، ودفع أجور مناسبة تسمح لهم ببناء مستقبل أفضل ؟

الفرادة واحترام التعددية
لكل إنسان الحق فى اتباع ما يضفى على حياته معنى، وفى اختيار ما يغذى عقله ووجدانه، والتعبير والإبداع فى المواهب التى منحه إياها الخالق عز وجل، ولكن دون أن يقصى الآخر أو يفرض عليه بأساليب ملتوية وعوجاء ما لا يناسبه، أو أن يحجب عنه حقه فى التعبير عن رأيه ووجوده. إن التعددية غنى وفرها الله سبحانه جل شأنه: انظروا إلى ثمار الأرض وطيور السماء، وإلى أسماك البحار وعبير الأزهار، وإلى وجوه البشر ونطق اللسان، مما يجعل روح الإنسان تصرخ: سبحانك جل علاك.

إن قراءة الواقع الحالى والتطلع إلى مستقبل أفضل يجنى ثمار ثورة 25 يناير يدفعنى إلى أن أقول إن الشعب المصرى غير مضطر إلى أن يخرج من مواجهة الذئاب حتى يقع فى لؤم الثعالب. لسنا بحاجة لدخول متاهة الفأر، بل نحن بحاجة أشد إلى الخروج من هذه المرحلة الانتقالية ولا ندعها تطول مع الالتزام بأن لا نقبل السىء حتى نهرب من الأسوأ، بل أن نثير الوعى والقدرة على المراقبة والمحاسبة، وإن ثبت أن الاختيارات التى سنقوم بها غير صالحة، فلا بد من إمكانية التغيير بشكل سلمى ومتحضر.





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد سليم مدرس ثانوى

لن انتخب واحد بيتمرمغ تحت رجلين المرشد لانة ببساطة سوف يمرمغ رؤوسنا فى الطين

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

لا تنتخبوا واحد بيتمرمغ تحت رجلين زوجة احمد عز وزوجة مبارك لانه ببساطة لن تكون لكم رؤوس

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف محمود محامى

نائب عن الاخوان يقول الاخوان اسيادكم على اليوتوب اسم النائب محمد عماد يا خوفى

ربنا يسترها من القادم

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد

مقالك رائع يا دكتور محسن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة