"القومى للترجمة" يصدر النسخة العربية لثلاثة أعمال لإيزاك داينسن

الثلاثاء، 05 يونيو 2012 12:18 ص
"القومى للترجمة" يصدر النسخة العربية لثلاثة أعمال لإيزاك داينسن غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر المركز القومى للترجمة، ضمن سلسلة الإبداع القصصى، النسخة العربية لثلاثة أعمال للكاتبة إيزاك داينسن، وهو الاسم القلمى المستعار للكاتبة كارين بليكسن، التى ولدت فى الدنمارك عام 1885.

عندما أُجرى استفتاء للرأى عام 2007 فى الدنمارك عن أكثر الشخصيات تأثيراً فى تاريخ الدنمارك وقع الاختيار على الكاتبة كارين بليكسن، حيث كتبت بعدة أسماء مستعارة منها إيزاك دينسين، وذلك أثناء الاحتلال الألمانى النازى للدنمارك، وتزوجت من أحد أبناء أعمامها البارون السويدى برور فون بليكسن عام 1923، وسافرت معه إلى كينيا ليستثمر أموال عائلتهم فى مشروع لزراعة البن فى كينيا، واستلزم ذلك توظيف بعض العمال الأفارقة بالعمل لديهم فى المزرعة، ومن بينهم قبائل الكيكويا الذين عاشوا فى نفس المزرعة، والذين كانوا مصدر إلهام كبير ظهر واضحًا فى كتابات "بليكسن" عن أفريقيا خاصة فى الثنائية "راحلة من أفريقيا" و"ظلال على الحشائش".

ورواية "راحلة من أفريقيا" من ترجمة رانيا خلاف، ومن مراجعة طلعت الشايب، ومن تقديم جريته روستبول، تعتبر هذه الرواية مذكرات الكاتبة عن أفريقيا، حيث أنها تحتوى على سيرة ذاتية كتبتها فى العام 1937، وتحكى عن شوقها للعودة للجنة المفقودة فى شرق أفريقيا.

وحقق هذا الكتاب نجاحًا ساحقًا فى أمريكا، وكذلك فى الدنمارك، والدول الاسكندينافية الأخرى، وجعل منها كاتبة محبوبة وشهيرة، وحولت القصة إلى فيلم سينمائى بعنوان "الخروج من أفريقيا"، الحائز على جائزة الأوسكار فى العام 1985، حيث تركز القصة والفيلم على السنوات التى قضتها تدير مزرعة للبن فى كينيا.

وتنتمى معظم كتاباتها إلى أدب السيرة الذاتية، وتعتبر الثنائية "ظلال على الحشائش" و"راحلة من أفريقيا" من أشهر أعمالها، وسجلت فى الثنائية الشهيرة معظم تجاربها المشوقة فى أفريقيا، واعتمدت على أسلوب رسم الطبيعة بكل جوانبها الخلابة وتفاعل الإنسان معها، وهى تعتبر أول من اهتم بوصف شخصيات الأفارقة كبشر حقيقيين لا كأنماط مثلما فعل معظم الكتاب الغربيين، ويظهر هذا فى الروايتين، وتنقسم ظلال على الحشائش إلى أربع قصص قصيرة هى "فرح"، و"رسالة من الملك"، و"المبادرة الكبرى"، و"أصداء من التلال".

وتستخدم بليكسن أسلوبًا تقليديًا فى السرد القصصى مستندة إلى خلفية القرن التاسع عشر، وكأنها تتعمد استخدام الأساليب القديمة، واهتمت بإظهار قيمة الشجاعة الإنسانية والإيمان بالقدر، وربما يرجع ذلك إلى تأثرها بالحركة الرومانسية، كما أنها تأثرت بالفيلسوف الألمانى نيتشه، وبالقصص الشعبى الاسكندينافى، وشكسبير، والأساطير اليونانية القديمة، وألف ليلة وليلة، والعهد القديم والجديد، حيث إن قصصها تضع اهتماماً كبيراً لدور القدر بالتحكم فى مصائر البشر، وتعتقد أن رد فعل الإنسان تجاه أقداره تمنعه من إظهار قيم إنسانية مثل البطولة والشجاعة؛ وبالتالى الخلود، فهى تصف الطبيعة فى أفريقيا، وكأنها ترسمها بالكلمات، كما تعطى وصفًا رائعًا لعادات السكان الأصليين وتقاليدهم، وأيضا وصفت التأثير السلبى للاستعمار الأوروبى على أفريقيا، وكيف شهد المجتمع الأوروبى تصدعًا فى قيمه وعاداته وتقاليده بسبب الغزو الأوروبى الذى اعتقد أنه يقدم الحضارة، واختار أن يؤديها فى المستعمرات الأفريقية.

أما فى مجموعتها القصصية "مواقف مصيرية"، وصفت بأنها تعزف على آلات أخف من تلك التى عزفت عليها فى المجموعات السابقة، ويرى النقاد أن هذه المجموعة تميل نحو الخفة والترفيه، وقد نالت قصة "وليمة بابيت" التى ضمتها المجموعة إعجاب النقاد، ومعظم قصص هذه المجموعة تحولت إلى أعمال فنية مقتبسة عنها.

وترتبط قصص المجموعة الخمس بمسحة من الحكايات الخرافية تجمعها تيمات مثل الملائكة والبحر والأحلام والقدر، ورغم المسحة الأسطورية التى تغلف قصص المجموعة، وتجعلها تميل إلى أدب التسلية، فإن القراءة المتعمقة سوف تكشف طبقات عدة متوازية فى ثنايا النصوص، وتشدد على تعدد مستويات القراءة، مما يؤكد على مهارة عالية تجعل قصص المجموعة، إضافة إلى تراث "داينسن" باعتبارها واحدة من أهم أساطين القصة القصيرة فى القرن العشرين.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة