أردوغان: تركيا تولى أهمية كبيرة للقضية الفلسطينية

الثلاثاء، 05 يونيو 2012 02:10 م
أردوغان: تركيا تولى أهمية كبيرة للقضية الفلسطينية رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان
اسطنبول أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، أن تركيا تولى أهمية كبيرة للقضية الفلسطينية لأن عدم التوصل لحل عادل لها يمثل أهم عائق فى طريق السلام فى منطقة الشرق الأوسط، وقال فى كلمته الافتتاحية للاجتماع الإقليمى لمنتدى دافوس الاقتصادى العالمى اليوم الثلاثاء، إن عدم التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية يعتبر عامل تهديد على سلامة واستقرار المنطقة بأكملها، وإن مصير فلسطين يهم تركيا التى تولى أهمية كبيرة لكافة الحلول والمبادرات من أجل التوصل لحل كافة المشاكل المتعلقة بالمنطقة فى مقدمتها القضية الفلسطينية.

وشدد أردوغان على أن تركيا تتابع كافة التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية عن كثب، كما أنها تولى أهمية كبرى للسياسة الخارجية مع دول المنطقة، ولكن هذا لا يعنى التدخل بالشأن الداخلى لبلدان المنطقة.

وأوضح فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى دافوس الاقتصادى العالمى، أنه قبل ثلاث سنوات ونصف ترك منتدى "دافوس" غاضبا بسبب النقاش مع الرئيس الإسرائيلى شمعون بيريز، مؤكدا أن تركيا تولى أهمية كبيرة للقضية الفلسطينية فى جميع المحافل الدولية.

وفى الشأن السورى، أكد أردوغان أن النيران المشتعلة فى سوريا دفعت بما يقرب من 24 ألف سورى باللجوء إلى تركيا، وهذا يعنى أن الأوضاع الجارية فى سوريا لا تهم سوريا فحسب، وإنما تجتاز الحدود وبالتالى على تركيا أن تعمل مع القوى الإقليمية وأطراف المجتمع الدولى على إيجاد حل للأزمة السورية، وبالنسبة للمسألة الإيرانية، أكد أن تركيا، ومنذ بداية الأمر، دافعت عن مبدأ أن تعقيد القضية الإيرانية سيؤثر سلبا على كافة دول المنطقة وهذا أيضا لا يعنى التدخل فى الشأن الداخلى لأى دولة.

ومن جانبه، قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" فى كلمته أمام الاجتماع الإقليمى لمنتدى دافوس الاقتصادى العالمى فى اسطنبول، إنه على الرغم من مرور 45 عاما على الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية فى مثل هذا اليوم، فإننا لم نفقد الآمال بإحلال السلام والاستقرار فى المنطقة"، وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلى المستمر للأراضى الفلسطينية هو أكبر عائق أمام المشروعات الاستثمارية فى فلسطين، مؤكدا "أنه وبرغم كل الجهود المبذولة فما زالت عملية السلام تراوح مكانها دون التوصل إلى حل عادل ينهى الاحتلال الإسرائيلى لأرضنا، ويضع حدا لمعاناة شعبنا وعذاباته الممتدة منذ ما يزيد على أربعة وستين عاما على النكبة، ومع ذلك فإن شعبنا لن يفقد الأمل فى غد أفضل لنا ولجيراننا، وسنستمر فى سعينا من أجل تحقيق السلام والاستقرار".

وقال الرئيس عباس، إن "منطقتنا بحاجة لمد جسور التعاون والسلام وليس لإقامة الجدران والاستيطان، مؤكدا أن الاستثمار فى فلسطين واعد وآفاقه رحبة وكبيرة"، وأوضح محمود عباس أن عملية السلام التى آلت إلى أفق مسدود، حيث ما زال مشروع حل الدولتين يلاقى عقبات كبيرة، بسبب الاستيطان الإسرائيلى غير الشرعى، الذى يلتهم الأراضى الفلسطينية، ويقطع أوصالها، ويعزل مدينة القدس الشرقية عن محيطها العربى الفلسطينى، ويغير معالمها التاريخية والحضارية، إضافة إلى هجمات المستوطنين اليومية فى القدس الشرقية، وأرجاء الضفة الغربية كافة، واعتداءاتهم على الفلسطينيين العزل، وممتلكاتهم ودور عبادتهم، وعدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات الدولية، وحل الدولتين على أساس حدود العام 1967، استنادا لخطة خارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية.

وأوضح عباس "نتوجه لجيراننا الإسرائيليين بالقول، إننا طلاب سلام وعدل وحرية، وقد قدم شعبنا تضحية كبيرة حينما قبل بإقامة دولته على أقل من ربع مساحة فلسطين التاريخية، فلا تديروا ظهوركم لهذه الفرصة المتاحة اليوم، والتى قد لا تبقى متوفرة لزمن طويل، فالمنطقة تشهد تطورات متلاحقة ومتسارعة، وإذا أردنا انتصار الديمقراطية وحقوق الإنسان، فإن علينا أن نصنع السلام العادل والشامل، الذى يضمن مستقبلا أفضل لمنطقتنا وأجيالنا القادمة، ويجنب أطفالنا وأطفالكم مغبة العودة إلى مربعات العنف ودوامة الصراع.

وأضاف الرئيس الفلسطينى "لقد قمنا بالوفاء بكافة الالتزامات المترتبة علينا فى الاتفاقات المبرمة، ومبادرات اللجنة الرباعية الدولية، وأوضحنا موقفنا ونوايانا، وقدمنا كل ما هو مطلوب منا بهذا الخصوص، وبما يلبى تطلعات شعبنا الوطنية فى العيش فى دولة مستقلة ذات سيادة ملتزمة بالقانون الدولى، وفى حدود عام 1967، تعيش بأمن وسلام واستقرار إلى جانب دولة إسرائيل، وتؤمن بميثاق الأمم المتحدة".

وقال فى كلمته "وفى إطار تعاون بناء مع المجتمع الدولى انتهينا من بناء مؤسسات الدولة، التى يعترف بها أكثر من 132 دولة ولديها تمثيل دبلوماسى فى معظم دول العالم، إلا أن تجسيد استقلالها وسيادتها على الأرض لا زال مرهونا بإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلى على أرضنا، بما فى ذلك القدس الشرقية، عاصمة دولتنا الفلسطينية، الأمر الذى يتطلب ترسيم الحدود بين الدولتين على أساس خطوط العام 1967، وأن يضمن الأمن طرف ثالث، وحل قضايا الوضع النهائى كافة، بما فى ذلك إيجاد حل عادل ومتفق عليه وفق مبادرة السلام العربية لقضية اللاجئين الفلسطينيين، الذين شردوا من ديارهم وسلبوا حقوقهم، ومازالوا ينتظرون إنصاف المجتمع الدولى لهم، كما يشمل ذلك إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل.

وطالب المجتمع الدولى، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وباقى الأعضاء الكبار فى مجلس الأمن، بإقناع حكومة إسرائيل وحملها على وقف الاستيطان، للخروج من حالة الجمود، وانسداد الأفق السياسى، ودعا المشاركون فى المنتدى، لزيارة فلسطين والقدس، للتعرف على الأوضاع على الأرض، وإتاحة الفرصة لاكتشاف فرص الاستثمار، كما دعا الرئيس الفلسطينى المستثمرين إلى زيارة فلسطين والقدس والاستثمار فيها لما تتمتع به من مكانة جغرافية متميزة فى العالم، مؤكدا أن هناك استثمارات سعودية وقطرية من خلال إقامة مراكز تجارية فى رام الله وكذلك الاستثمارات اليابانية بخصوص الاتصالات التى تشارك فيها دول عربية أخرى لمد خطوط الهواتف.

كما أكد عباس عن تقديره للمنتدى الاقتصادى العالمى على دوره فى تعزيز التواصل، وتبادل الخبرات والمعلومات، وتهيئة فرص الحوار البناء بين الشخصيات المشاركة فيه من القيادات السياسية، ورجال الأعمال. فقد أسهم المنتدى وعلى مدى السبعة عشر عاما الماضية، فى مد جسور الحوار بين جميع الأطراف المنخرطة فى عملية السلام فى الشرق الأوسط، وأعرب عباس عن تقديره لتركيا وجهودها من أجل القضية الفلسطينية واستضافتها لهذا الاجتماع الفعال وهى خطوة وإشارة على تأكيد السلام والاستقرار فى المنطقة، وحضر الاجتماع أيضا كل من كلاوس شواب رئيس المنتدى الاقتصادى العالمى، وحمادى الجبالى رئيس الحكومة التونسية بالإضافة إلى العديد من قادة العالم وكبار المسئولين فى المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة