عبارة عميقة المعنى قوية الأثر أذاعتها قناة الجزيرة على لسان مواطن تونسى بسيط بعد نجاح الثورة التونسية والإطاحة بالرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على!.. تلك العبارة التى اخترقت دون تمهيد أو مقدمات قلوب وعقول الكثيرين فى العالم العربى عندما سمعوها لأول مرة، نظراً لبلاغتها وصدقها ووصفها الحقيقى لما سببته كل الأنظمة العربية الديكتاتورية الفاسدة من معاناة وآلام وكوارث فى نفوس الشعوب العربية التى أحرقتها نار القهر والظلم والاستعباد والاستبداد والفساد بمختلف أنواعه على مدار عقود وعقود!!..
لقد هَرِمنا حقاً وشاخ أطفالنا وشبابنا قبل كبارنا وبدت عليهم كل علامات وملامح العجز والهِرَم، شاخت مشاعرنا وأرواحنا وتيبست آمالنا وأحلامنا بداخلنا لسنوات طوال حتى اعتقد الكثيرون أن بلادنا لم تعد بلادنا وأن حكامنا هم خصومنا ومستعمرونا وأعداؤنا الذين تم اختيارهم بعناية فائقة من قبل القوى العظمى التى تسود العالم كى ينفذوا ما تمليه عليهم لتدمير وتحطيم الكيان العربى وطمس الهوية العربية نهائياً من الوجود، وذلك عن طريق سلب ونهب الخيرات والثروات وتكبيل الحريات وتكميم الأفواه إلا فيما ندر لإيهام العالم بأن العرب يعبرون ويغضبون كسائر البشر ولكن كنا نعلم أنها حرية مزيفة تهدف إلى التنفيس السلبى لإطالة فترة الصمت والرضا بما يحدث منعاً من الانفجار كما كان يحدث فى مصر!..
لا شك أن النظام المصرى السابق كان فى غاية الدهاء عندما فتح أبواب الحرية المزيفة على مصراعيها وجعلنا نكتب فى الصحف ونتحدث على الفضائيات لتطول فترة بقائه حتى يتم الهدف المنشود الأكبر وهو القضاء على الشعب المصرى بشتى الطرق المباشرة وغير المباشرة.. إما حرقاً فى القطارات وغرقاً فى العبارات وفى بحار الغربة وانتحاراً من ضيق ذات اليد أو سقوطاً فى طوابير الذل والهوان التى ابتكرها النظام الملعون كوسيلة من وسائل القضاء على الانفجار السكانى الذى طالما اتخذ منه الرئيس السابق شماعة علق عليها كل أخطائه وتقاعسه عن القيام بدوره الطبيعى لخدمة هذا الشعب وتوفير أبسط الحقوق للعيش بكرامة وعزة!.
أخيرًا والحمد لله جاء الحق وزهق الباطل، نجح د. محمد مرسى فى الوصول لكرسى الرئاسة الذى نتمنى أن يكون خير مَن يجلس عليه ليطهر البلد من القاذورات التى ما زالت عالقة به وفساد ما زال يُمارس على كافة الأصعدة، آمل أن يتمكن د. محمد مرسى بعون الله فى تحقيق العدل بين فئات المجتمع المصرى كلها، إضافة إلى رعاية المهمشين من ذوى الإعاقة وسكان العشوائيات وأصحاب الحرف الصغيرة والدخول الزهيدة وغيرهم خير رعاية وتعويضهم خيرًا عن سنين الحرمان والقهر والظلم والإقصاء الذى كان متعمدًا من قبل النظام الملعون السابق بهدف القضاء تمامًا على الطبقة الوسطى وتهيئة مناخ قاس دافع إلى ارتكاب الجرائم بشتى أنواعها فضلاً عن خلق حالة من الفوضى والعبثية فى كل شىء لتمزيق وتفتيت المجتمع المصرى!.
الله أسأل أن يمُن على كل شعوب البلاد العربية التى لم تتحرر بعد بنعمة الحرية والخلاص من الأنظمة الفاسدة الفاجرة ليحيا الكيان العربى من جديد وتتوحد أحلام وأهداف كل العرب حتى يتمكنوا من تطهير العالم من دنس أولئك الفجرة الذين نجحوا للأسف الشديد فى اختراقنا فكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً ليحققوا أهدافهم الخسيسة المتمثلة فى محو العروبة والإسلام بمعاونة زبانية العرب من العملاء والخائنين الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم مقابل المال والسلطة وحسبنا الله ونعم الوكيل.
هناء المداح تكتب هَرِمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية
السبت، 30 يونيو 2012 11:06 م