وضع جهاز المخابرات الإسرائيلى "الموساد" شكلاً عاماً للنظام المصرى الجديد تحت قيادة الرئيس المنتخب محمد مرسى وتأثيره على أمن إسرائيل، فى حال بنائه على هذا الوجه، حيث توقع مسئولو الموساد، وفقاً للمحلل الاستراتيجى الإسرائيلى أليكس فيشمان، بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن يتم تعيين رئيس للمخابرات العامة المصرية إسلامى التوجه، وإعادة النظر فى اتفاقيات السلام مع تل أبيب، وانهيار الاتفاقيات الاقتصادية، وعدم التنسيق الأمنى على الحدود بين الجانبين.
وأوضح فيشمان، خلال تقرير مطول له، أنه بعد صعود مرسى إلى الحكم فإن كل شىء أصبح مفتوحاً للتوقعات فى شكل العلاقة بين تل أبيب والقاهرة، وأن المستقبل محفوف بالضباب، مضيفا أنه على إسرائيل أن تكون جاهزة لكل سيناريو، وأنه يحتمل أن يكون قريباًَ اليوم الذى تنهار فيه منظومة العلاقات الحساسة خلف الكواليس مع مصر، وأنه فى حال قدوم هذا اليوم قد تعلن فيه الحرب بين الجانبين.
وقال المحلل الاستراتيجى، إن قادة أجهزة المخابرات فى تل أبيب والدول الغربية كانوا قد أصيبوا بالغثيان من طرح "الإخوان المسلمين" لاسم عصام العريان مؤخراً كمرشح عنهم لرئاسة المخابرات العامة المصرية، وأن التفكير فى الحقائب الوزارية الحساسة التى ستقع فى يد الرجل رقم 2 فى "الجماعة" يقلق كلاً من رئيس الـ CIA الأمريكى وجهاز المخابرات البريطانى الـM 16 ورئيس الموساد.
وقل فيشمان، خلال تقريره، "إن هذه ليست مجرد حقائب، بل إنها صندوق كبير ينطوى فى داخله على الكثير جداً من المعلومات الحميمة والمحرجة، وأن وثائق ويكيليكس تعد روضة أطفال بالقياس إلى القنبلة الذرية الكامنة فى مكاتب المخابرات المصرية".
وأضاف فيشمان، أن مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية ورئيس قسم التخطيط فيها عاموس جلعاد، وقادة لمخابرات الإسرائيلية، الذين التقوا على مدى السنين مع وزير المخابرات المصرية عمر سليمان، سيسعدهم اللقاء مع كل وزير مخابرات جديد يعين فى مصر، ولكن التخوف هو أن يكون هذا الوزير من صفوف الإخوان المسلمين لأنه لن يرغب فى أن يراهم، موضحاً أن هذا مجرد مثال واحد على الضرر الاستراتيجى الذى يجب على تل أبيب أن تكون جاهزة له.
وأوضح المحلل الإسرائيلى قائلا، "معقول جدا الافتراض بأن مسألة إشغال منصب وزير المخابرات طرحت فى الاتصالات السرية التى جرت نهاية الأسبوع الماضى بين قادة المجلس العسكرى والإخوان المسلمين، وأنه لا يوجد مجال للشك فى أن المجلس العسكرى عارض تغيير وزير المخابرات الحالى اللواء مراد موافى، كما أنه معقول الافتراض بأن المجلس طلب أن يعطى قسما من مناصب الوزارات الحساسة فى الحكومة التى ستنتخب لرجاله، بينما المشير حسين طنطاوى سيحتفظ بمكانته كوزير للدفاع".
وقال فيشمان، "قدرة المجلس العسكرى على الإبقاء على نوع ما من ميزان الرعب حيال الإخوان المسلمين محدودة، وأن الوضع الراهن لن يستمر أكثر من نصف عام، فلا دستور، وإذا لم يكن دستور كما يريد الجيش فلا برلمان أيضا، وأنه فى ظل هذه الأثناء يوجد دستور مؤقت أملاه المجلس وفيه صلاحيات الرئيس مرسى تشبه صلاحيات الملكة البريطانية، ولكن هذا الوضع سينتهى سواء لأسباب دستورية أم لأسباب ثورية من داخل الشارع المصرى وميدان التحرير".
وأكد المحلل الإسرائيلى "أن التوقع هو أنه فى خلال نصف عام ستحصل تل أبيب على الوجه الحقيقى لمصر، وعندها لن يعود أى شىء من ناحية إسرائيل مثلما كان، وأن مصر فى ظل حكم المجلس العسكرى خرقت منذ الآن اتفاقات حيوية مثل اتفاق الغاز دون أن يرف لها جفن، وأن إسرائيل تحجرت ولم ترد من شدة الخوف، وتلقت بالمقابل استخفافا واحتقارا لدرجة أن النظام سمح بالاعتداء على السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، ووقف إصدار التأشيرات وتقليص الرحلات الجوية بين الدولتين، وبالتالى فلن تكون للإخوان المسلمين أى مشكلة فى مواصلة هذه المسيرة".
من ناحية أخرى، قال المحلل الإسرائيلى، إن مصر توجد فى انهيار اقتصادى عسير ورئيس إسلامى سيثقل فقط على إعادة البناء، وأن المستثمرين من الخارج ممن فروا لن يعودوا، وللاقتصاديات الغربية مشاكل خاصة بها وليس لديها المال لدعم مصر، وأن السياحة فى حالة انهيار وأسعار المواد الخام فى ارتفاع، والمصريون يشعرون بحالة نشوى من أن الفساد قد انتهى، ومن الآن فصاعدا سيكون المال للجميع، زاعماً بأن هذا لن يحصل فى مصر وسيؤدى الجوع إلى الفوضى وإلى فوضى اجتماعية وأمنية لا يمكن التحكم بها، بما فى ذلك على الحدود الإسرائيلية.
وزعم المحلل الإسرائيلى أن "الإخوان المسلمين" والمجلس العسكرى سيتعين عليهم أن يرتبوا تقاسم القوة، بحيث يتمكنوا من مواجهة التحديات الداخلية، بحيث إنه لن يكون لهم فى المراحل الأولى على الأقل من الحكم الإسلامى أى توتر تجاه إسرائيل، مضيفا أن فى ثوبها الجديد لن تساعد إسرائيل فى خطواتها حيال الفلسطينيين وحكم الإخوان المسلمين لن يكون قناة للحوار، لا الحوار السياسى مع الفلسطينيين ولا الحوار الأمنى مع حماس.
وعن مصير اتفاقيات السلام بين القاهرة وإسرائيل قال فيشمان، "مشكوك فى أن تتم فى مصر تغييرات جوهرية فى الاتفاق خلال الأعوام القادمة، كون الاتفاق ولد كنتيجة لقرار مصرى لمحاول اجتذاب المال من الغرب، وقد تعلق المصريون بهذه الأموال، وبالتالى فإن هذه المساعدات هى سترة تل أبيب الواقية، وسيكون من المفاجئ جداً أن يسعوا إلى خرق الاتفاق بحرفيته، أما بالنسبة للملحق العسكرى المرفق بالاتفاقية فهو مشكوك فى أن يكون للإخوان المسلمين مصلحة فى البحث مع إسرائيل فى فتحه، وذلك لأن مداولات من هذا النوع معناها اعتراف باتفاق السلام".
وأكد فيشمان أن مصر لن تصبح فجأة دولة عدو تهدد حدود إسرائيل، ولكن مع ذلك فإن المنظومة الاستخبارية والعسكرية فى إسرائيل ينبغى أن تتعاطى مع الصديقة القديمة كدولة ينبغى دراستها من جديد والاستعداد بما يتناسب مع ذلك.
محلل إسرائيلى: مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية محفوف بـ"الضباب".. وعلى إسرائيل أن تكون جاهزة لكل سيناريو محتمل.. ومخاوف من تعيين رئيس للمخابرات العامة "إسلامى"
السبت، 30 يونيو 2012 10:33 ص
الرئيس المنتخب د. محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الهوارى
أنا ارفض بشدة التحدث او تعيين اى رجل منتمى لاى جهة فى جهاز المخابرات العامه
عدد الردود 0
بواسطة:
العبور للمستقبل
لسه بيضحكوا علينا
عدد الردود 0
بواسطة:
الهوارى
الى رقم 2 جهاز المخابرات العامه رابع جهاز على مستوى العالم . وجهاز غامض ومعرب للغرب
عدد الردود 0
بواسطة:
د/شوقي السيد دابي
محلل إسرائيلى: مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية محفوف بـ"الضباب"
عدد الردود 0
بواسطة:
د/شوقي السيد دابي
محلل إسرائيلى: مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية محفوف بـ"الضباب"
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
الــــــــــــى السيد أليكس فيشمان
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى المصرى
تعليق رقم 1
ربنا يشفيك
عدد الردود 0
بواسطة:
هادى
راد على رقم واحد
ونبى خالى رفضك لنفسك وخاليك فى حالك
عدد الردود 0
بواسطة:
وائل البدري
اسرائيل مرعوووووووووووووووووووووووووووووووبة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد بن مصر
متى سيكون لنا التخطيط المسبق لكل سيناريو والريادة لكي نقود المنطقة لسلام شراكي حقيقي وليس